المطران حنا: لا نتوقع ان تتغير إسرائيل فالذي يجب ان يتغير هو واقعنا العربي والعالمي لكي يكون اكثر انصافا وعدلا ونصرة لشعبنا 

تنتشر الشرور في عالمنا ومأساة غزة اماطت اللثام عن كثير من الوجوه القبيحة التي لا تفكر بالإنسان واجندتها هي اجندة المصالح والمتاجرة بالأسلحة والقذائف حتى وان كان هذا على حساب المدنيين الذين يدفعون فاتورة باهظة بسبب حرب همجية فرضت عليهم.
انهم تجار الحروب ولا اقصد بذلك أولئك الذين يستغلون الناس في غزة بل هنالك تجار من نوع اخر عندهم مصانع الأسلحة والصواريخ والقذائف التي يتم تصديرها وخاصة من أمريكا والتي خلفت وما زالت تخلف دمارا هائلا ومصدري الأسلحة وصانعيها هم شركاء في الجرائم المرتكبة كما ان بعض القيادات السياسية في الغرب انما هي شريكة في هذه الجرائم وخاصة القابع في البيت الأبيض .
هل يمكن لهذا العالم ان يتغير نحو الأفضل ؟ ام سنبقى في حالة الانهيار والتراجع الإنساني والأخلاقي .
أتمنى ان يتغير شيء في هذا العالم نحو ما هو افضل ونحن نصلي من اجل ذلك وندعو من اجل ان يكون التغيير نحو ما هو احسن لعالمنا وليس لما هو أسوأ .
حرب غزة أظهرت مدى القباحة والهمجية والقساوة الموجودة في عالمنا حيث يقتل المدنيون بدم بارد وكأن شيئأ لم يحدث .
نشهد صحوة ضمير في هذا العالم وان أتت متأخرة ولكنها مطلوبة ونتمنى ان تكون عاملا مؤثرا على سياسات هذه البلدان لكي يكونوا اكثر عدلا وانصافا للمظلومين.
سنبقى دعاة سلام رافضين لمظاهر الحروب والموت والدمار ولكن سلامنا ليس سلام الاستسلام وليس السلام الذي يبنى على حقوق الانسان الفلسطيني وحريته وكرامته .
السلام كلمة جميلة يتغنى بها البعض ويتخذونها شعارا لهم ولكن يبقى السلام بعيد المنال اذا لم يكن مقرونا بالعدالة ورفع الظلم عن المظلومين واولا وقبل كل شيء وقف حرب الإبادة وتحقيق طموحات وتطلعات شعبنا الفلسطيني .
يبدو ان الحكومة الإسرائيلية الحالية ليست معنية بالسلام فهي تريد تصفية القضية وانهاء الحقوق الفلسطينية وما يحدث في غزة وفي الضفة وفي القدس يندرج في اطار هذه السياسة العدوانية .
لقد ضحكوا علينا باتفاقيات أوسلو واشبعونا خطابات عن سلام مزعوم ودولتان لشعبان ، فاذا بنا اليوم نرى على الأرض بأنه لا توجد هنالك ملامح دولة وهم يسرقون كل شيء وينهبون كل شيء ويحرمون الفلسطيني من ابسط حقوقه .
نحن امام مرحلة جديدة يراد من خلالها تصفية القضية الفلسطينية ولكنهم لن ينجحوا في ذلك ، فغطرستهم وما يملكونه من سلاح وعتاد عسكري لا يمكن ان يشطب وجود شعب وان يشطب حق شعب يريد ان يحيا بحرية وسلام في وطنه .
متى سيصحو العالم من كبوته لكي يعملوا على وقف هذه الجرائم وهذه التجاوزات الخطيرة ولكي يقفوا امام هذا الوحش المتهور الذي لا يريد الخير لاحد .
نحن بحاجة الى لغة العقل والحكمة وحكام إسرائيل اليوم لا يتحدثون بلغة العقل والحكمة بل بلغة القوة والهمجية والتنكيل والدم .
واذا ما كان حكام إسرائيل فاقدون للعقلانية والحكمة والرغبة في الجنوح نحو السلام فأين هو العالم وأين هي الدول التي تدافع عن حقوق الانسان ولماذا تتركون شعبنا فريسة لهذا الاجرام ؟
لا اظن ان إسرائيل سوف تتبدل وتتغير فالذي يجب ان يتغير أولا واقعنا الفلسطيني وواقعنا العربي والواقع العالمي لكي يكونوا اكثر إنسانية وجنوحا نحو السلام المبني على العدالة وصون حرية وكرامة الانسان .
كان الله في عون شعبنا وخاصة في غزة التي تحولت الى حقل تجارب لكل الصواريخ والأسلحة المصنعة في الغرب والتي خلفت كما هائلا من المآسي الإنسانية ، وسيبقى نداءنا ورسالتنا بأن تتوقف حرب الإبادة وان يتوقف نزيف غزة.

المطران عطا الله حنا 
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com