اهل غزة يدفعون فاتورة باهظة لحرب قذرة فرضت عليهم وهي تندرج في اطار التآمر على شعبنا 

القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ لقد باتت الغالبية الساحقة في عالمنا تصف الحرب في غزة بأنها حرب إبادة وبات الكثيرون يعرفون ويدركون ما يحدث في غزة من تجويع وتنكيل واستهداف للمدنيين.
العالم كله يعرف ماذا يحدث في غزة وشرائح كبيرة في عالمنا تنادي بوقف الحرب والمظاهرات لا تتوقف وبشكل يومي في كل العواصم والمدن العالمية ولكن وبالرغم من كل ذلك فإن الحرب ما زالت مستمرة ومتواصلة وتزداد شراسة وهمجية وعدوانية وكأن قادة الاحتلال ينطبق عليهم ما قيل في الكتاب المقدس لهم عيون ولا يبصرون ولها اذان ولا يسمعون .
ما يحدث انما هو امر غريب جدا فكيف يمكن لحرب شرسة تدميرية وهمجية ان تستمر لعامان بالرغم من وجود عالم عربي من المفترض ان يكون رافضا لهذه الحرب وبالرغم من وجود كثير من الدول العالمية الرافضة للحرب ناهيك عن الشعوب التي تخرج للباحات والشوارع وهي تنادي بوقف حرب الإبادة.
الى متى سوف يستمر هذا الاجرام المنظم بحق شعبنا والى متى سوف يستمر قادة الاحتلال بارتكاب جرائمهم واستهدافهم لشعب محاصر ومنكوب ومعذب ومتألم ومجوع.
ما يحدث في غزة حاليا انما اماط اللثام واظهر ان في هذا العالم هنالك جهات تتغنى بالديمقراطيات وحقوق الانسان وتكتفي فقط ببيانات الشجب والاستنكار وهنالك من هم في حالة الصمت ، أما شرائح المعترضين على الحرب من الاحرار فإن رقعتها تتسع يوما بعد يوم وقوافل الحرية في طريقها الى غزة ونحن متأكدون بأنه لن يسمح لها بالوصول ولكن هذه رسالة يطلقها مثقفون واكاديميون وشخصيات عالمية وكأنهم يقولون لغزة في هذه الأوقات العصيبة انك لست لوحدك ، فكل انسان عنده قيم وعنده إنسانية يقف الى جانب غزة .
متى سيتم وقف هذه الجرائم ولجم قادة الاحتلال الذين يتصرفون دون أي وازع أخلاقي او انساني وهم مدعومون وبشكل مطلق من القيادة الامريكية .
انهم يقولون بأنهم يحاربون الإرهاب في حين ان ما يقومون به هو الإرهاب ذاته وحتى داخل إسرائيل هنالك اكاديميون واعلاميون يتحدثون بصراحة عن هذه الحرب باعتبارها تجسيد لانعدام الإنسانية والأخلاق وتأكيد على المظالم الممارسة بحق الشعب الفلسطيني .
أصوات تنادي بوقف الحرب في كل مكان ولكن الحرب مستمرة ومتواصلة وقادة الاحتلال لا يسمعون ولا يرون شيء مما يحدث في هذا العالم .
اعان الله أهلنا في غزة على هذه النكبة وعلى هذه الجرائم المروعة المرتكبة بحقهم فهم يدفعون فاتورة حرب قذرة فرضت عليهم وهي تندرج في اطار التآمر على شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة .

المطران عطا الله حنا 
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس