غزة بين القصف والجوع والمرض: جريمة لم يعرفها التاريخ

✍️ بقلم: د. أحلام محمد أبو السعود
سفيرة الإعلام العربي والباحثة في الشؤون الفلسطينية

🔥 غزة تحترق وتُستنزف
في قلب العالم المتحضر، وفي القرن الحادي والعشرين، تُترك غزة وحيدةً تواجه أبشع صور الإبادة الجماعية التي عرفها التاريخ الحديث. حرب لم تكتفِ بسلب الأرواح وتدمير البيوت والمستشفيات، بل امتدت لتزرع الموت البطيء في أجساد الناجين، عبر حصار خانق منع عنهم الغذاء والدواء ومواد التنظيف، فباتت الأوبئة والأمراض الوجه الآخر للمجزرة.

⚠️ كارثة صحية متفاقمة
خلال الأسابيع الأخيرة، تفشّى في القطاع فيروس تنفسي معوي خطير، تظهر أعراضه على شكل حُمّى مرتفعة، آلام في المفاصل، سيلان الأنف والسعال، إلى جانب نوبات من الإسهال المستمر الذي ينهك أجساد الأطفال وكبار السن. لم يكن هذا المرض ليجد طريقه إلى سكان غزة لولا انهيار المنظومة الصحية بشكل كامل، ونقص المياه النظيفة، والاكتظاظ الخانق داخل الخيام التي صارت مأوى لملايين النازحين.

💔 الحصار جريمة متعمدة
إن ما يجري ليس قضاءً وقدراً، بل نتيجة مباشرة لسياسة متعمدة، إذ يُمنع دخول مواد التنظيف والمطهرات منذ شهور طويلة، ما أدى إلى انتشار أمراض جلدية وأوبئة خطيرة، وجعل القطاع بيئة مثالية لانفجار الكوارث الصحية. إن هذا الفيروس الجديد ما هو إلا إنذار آخر على أن استمرار الحصار والعدوان يعني موتاً بطيئاً لشعب بأكمله.

🎯 بين القصف والوباء
غزة اليوم تعيش بين فكي كماشة: قصف يفتك بها صباح مساء، ووباء ينهش ما تبقى من أجساد أرهقها الجوع وسوء التغذية. وبينهما نظام صحي مدمَّر يئنّ تحت وطأة المستحيل، عاجز عن توفير الفحوصات أو الأدوية أو حتى أسِرّة الاستشفاء.

⚖️ جريمة مضاعفة بحق الإنسانية
إننا أمام جريمة مضاعفة: حرب إبادة مباشرة بالنار والحديد، وحصار خانق يزرع الموت غير المباشر عبر الأمراض والأوبئة. جريمة لا تُرتكب بحق الفلسطينيين وحدهم، بل بحق الضمير الإنساني الذي يصمت متواطئاً، تاركاً الأطفال والنساء والشيوخ يصارعون الموت في خيام باردة، بلا ماء نظيف، بلا غذاء، بلا دواء.

🕊️ صرخة من غزة إلى العالم
إن وقف الحرب، ورفع الحصار فوراً، وإدخال المساعدات الطبية والإنسانية، ليس مطلباً إنسانياً فحسب، بل هو الحد الأدنى من المسؤولية الأخلاقية للعالم الذي يدّعي التحضر. غزة لا تطلب المستحيل، بل حقها في الحياة، حقها في التنفس بلا قصف، والشرب بلا خوف من التلوث، والشفاء بلا إذلال.

🌍 نداء إلى الضمائر الحية
يا أصحاب الضمائر الحية في هذا العالم: أنصتوا إلى أنين غزة قبل أن يتحول الصمت إلى شهادة إدانة عليكم

د. أحلام محمد أبو السعود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com