حرب الوعي وغزة المنكوبة.. مصطفى إبراهيم

يعيش الناس في قطاع غزة كارثة إنسانية متواصلة، فيما تواصل دولة الاحتلال حرب الإبادة وتزعم إنشاء “منطقة إنسانية” في غرب خان يونس. الحقيقة أن المواصي لم يعد فيها شبر صالح للوقوف، الاكتظاظ خانق، والمكان غير قادر على استيعاب مليون إنسان، فضلاً عن استمرار القتل في كل لحظة.
بالتوازي، تُخاض حرب تزييف للوعي: الجيش الإسرائيلي يعلن احتلال غزة، فيما يروّج خطابٌ أسطوري عن مقاومة تنتظر جحافل العدو بـ”جحيم غزة”، وعن فرصة لأسرى جدد و”عصا موسى” التي ستنهي الكيان. هذه المبالغات، سواء صادرة عن الاحتلال أو بعض أنصار المقاومة في الداخل والخارج، تُعمّق الانفصال عن واقع نكبة غزة اليومية: دمار شامل، جوع، تفكك اجتماعي وقيمي، وفوضى بلا أفق للخلاص.
أما من يعيشون في الخارج فيبدون وكأنهم جزء من حرب وعي مضادة، غافلين عن أن غزة تموت كل يوم، بينما قيادات حماس ما زالت تمارس دور المعلّق السياسي، وكأن تصريحات ترامب عن احتلال غزة “مجرد فكرة”، في وقت تنهار فيه حياة الناس واقعياً تحت الركام.