المطران عطا الله حنا: هنالك حاجة مُلحة لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي 

القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس أن  هنالك استهداف شامل لشعبنا وما يحدث حاليا في قطاع غزة انما يندرج في هذا الاطار كما ما يحدث في الضفة الغربية .
انهم يستهدفون السلطة الوطنية الفلسطينية ويستهدفون منظمة التحرير الفلسطينية ويسعون للقضاء على أي شكل من اشكال الوطنية الفلسطينية.
لنا تحفظات كثيرة على أداء السلطة ولكن وبالرغم من هذه التحفظات فنحن نرفض أي محاولة هادفة لالغائها وشطب وجودها لان هذا سيدخلنا في حالة من الفوضى والتي يتمناها الاحتلال .
ان السلطة الفلسطينية بحاجة الى إصلاحات جوهرية وهنالك من يستهزئون بهذا القول ويقولون بأن لا امل في اصلاح هذه السلطة وما اود ما أقوله بأنه لا يجوز لنا ان نفقد الامل خاصة ولان ما وصلنا اليه حتى اليوم انما هو نتيجة مواضع الخلل وانعدام الحكمة والبصيرة في محطات تاريخية هامة وفي المقدمة منها اتفاقية أوسلو التي تبين بعدئذ انها جزء من المؤامرة على شعبنا .
نحن امام احتلال يفكر ويخطط لعشرات السنين بينما نحن الفلسطينيون والعرب في كثير من الأحيان نفتقد الى هذا التخطيط ولذلك نحن ننتقل من فشل الى فشل ومن مأساة الى مأساة واذا لم يتم اصلاح البيت الفلسطيني واعني بذلك منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية كما والمعارضة الفلسطينية والتي حتى هذه الساعة فشلت في إيجاد البديل لمن يعارضونه كل يوم فأنتم تهاجمون السلطة ومنظمة التحرير في كل يوم ولكن ما هو البديل الذي قدمتموه سوى الشعارات التي لا تُغني ولا تُسمن .
فلسطين هي لكل ابناءها وليست لجهة دون الأخرى وليست لفصيل دون الاخر والجميع يجب ان يعملوا معا من اجل تحسين الحال الفلسطيني المترهل الذي استثمره الاحتلال من اجل الامعان في التآمر على شعبنا وعلى قضيته العادلة
ندعو الى الإصلاح والتغيير نحو الأفضل وأتمنى الا تكون هذه الدعوة مـتأخرة ، فأن تأتي متأخرا افضل من ان لا تأتي على الاطلاق
نحن ككنيسة وكمسيحيين فلسطينيين لسنا جزءا من حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي ولسنا جزءا من حالة الصراع الداخلي والتي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه ، كما اننا لا نعتقد بأن دورنا هو توزيع شهادات وطنية او شهادات تخوين لاحد فالمرحلة التي نعيشها لا تحتاج الى التخوين ولا تحتاج الى توزيع شهادات في الوطنية بل تحتاج الى الجرأة والصراحة من اجل اصلاح الواقع الذي وصلنا اليه .
ان اتخاذ إجراءات إصلاحية حتى وان كانت متأخرة سيجنبنا مزيدا من المآسي والكوراث ولكن حالة الجمود وانعدام اطلاق المبادرات الإصلاحية لن يؤدي الا الى مزيد من الكوارث والمؤامرات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية .
ان مسألة اصلاح البيت الفلسطيني الداخلي ليست ترفا فكريا بل هي حاجة استراتيجية وبدلا من ان تلعن الظلام اضىء شمعة لكي تضيء الطريق امام هذا الظلام الدامس الذي نعيشه .
هنالك بريق امل ولا يجوز لنا ان نستسلم للاحباط واليأس والقنوط واعداءنا يسعون لاغراقتا في ثقافة الإحباط لان الانسان اليأس والمحبط لا يمكن ان يفكر بمستقبله.
يا أيها الفلسطينيون فكروا بمستقبلكم لان المستقبل لكم ولقضيتكم العادلة ومهما اشتدت حدة المؤامرات والمشاريع الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية ، فإن هذه هي القضية المنتصرة في نهاية الطريق حتى وان طال الزمان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com