المانيا: رئيس أسبق للشاباك خطف طفلين مقابل ملايين الدولارات

برلين- وكالات:ـ نشرت صحيفة “بيلد” الألمانية تحقيقا كشف تورط الرئيس الأسبق لجهاز “الشاباك” ووزير العلوم السابق في إسرائيل يعقوب بيري، في قضية خطف أطفال مثيرة للجدل بألمانيا.
وقالت صحيفة “بيلد” في تحقيقها الذي نشرته تحت عنوان “العميل الإسرائيلي الغامض وقضية بلوك” وسردت من خلاله تطورات جديدة ومثيرة، إن اسم يعقوب بيري ورد في قضية اختطاف طفلين يعودان لوريثة سلسلة مطاعم اللحوم الألمانية الشهيرة “بلوك هاوس” في إطار نزاع على الحضانة.
وفي التفاصيل، تدور القضية حول كريستينا بلوك وريثة سلسلة المطاعم الشهيرة التي تحاكم بتهمة الاستعانة بشركة أمن إسرائيلية تدعى “سايبر كوبولا أوبريشنز” لتنفيذ عملية خطف هدفت إلى استعادة طفليها كلارا (13 عاما) وتيودور (10 أعوام) من والدهما المقيم في الدنمارك ليلة رأس سنة 2024، في خرق مباشر لحكم قضائي.
وفي المحاكمة التي بدأت في هامبورغ منتصف يوليو، بدأت تتكشف تفاصيل القضية والتي تفيد بأن شركة إسرائيلية تدعى “سايبر كوبولا أوبريشنز” تضم ثلاثة ضباط سابقين في الموساد، خططت ونفذت عملية اختطاف الأطفال من منزل الأب ستيفان هانسيل في الدنمارك ليلة رأس السنة 2024 بعد أن رفض إعادة الأطفال إلى والدتهم بحجة أن إقامتهم معها تشكل خطرا عليهم.
وتقول بعض التقارير الإعلامية الألمانية إن عدد أفراد فريق الاختطاف بلغ ما لا يقل عن ثمانية أشخاص معظمهم إسرائيليون.
وقد أدلى شاهد إسرائيلي يدعى “تال س.” والذي ألقي القبض عليه في قبرص في سبتمبر وهو رهن الاحتجاز الاحتياطي في ألمانيا منذ نوفمبر 2024، بشهادته أمام المحكمة الأسبوع الماضي حول دوره في القضية، حيث أكد أنه لم يفعل ذلك لأغراض مالية بل لخدمة الطفلين كلارا وثيودور.
ووفق المصدر ذاته، خططت بلوك وشريكها الجديد الصحفي الرياضي الشهير جيرهارد ديلينغ الذي يحاكم أيضا بتهمة مساعدة بلوك، لإعادة الطفلين من والدهما منذ عام 2021.
كما قدم المحقق السابق فيرنر ماوس خلال جلسات المحاكمة شهادة قال فيها إن رئيس الاستخبارات الألمانية الأسبق أوغوست هانينغ هو من بادر بالاتصال ببيري، وطلب منه تشكيل فريق إسرائيلي يضم ثمانية عناصر لتنفيذ العملية.
ووفق الشهادة، فقد أبدى بيري استعداده للإدلاء بشهادة ضد هانينغ شرط ضمان السرية الكاملة والحماية الشخصية، غير أن هانينغ سارع إلى نفي أي علاقة له بالقضية وتقدم بشكوى قضائية بدعوى التشهير ضد موس.
وصرح هانينغ لصحيفة “بيلد”: “لم أتواصل قط مع بيري كما أنني لا أعلم بدفع مبلغ سبعة ملايين يورو”.
وأشار التحقيق أيضا إلى وجود شبهات مالية تتعلق بمبلغ 7 ملايين يورو، قيل إنه دفع لشركة الأمن الإسرائيلية “CGI Group” التي يترأسها بيري.
وعندما طرحت أسئلة على كريستينا بلوك بشأن صلتها ببيري أو بشأن المبلغ المذكور، فضلت الامتناع عن الرد.
وفي المقابل، أصدرت عائلة بيري بيانا عبر القناة “12” العبرية نفت فيه كل ما ورد في التقارير الألمانية، مؤكدة أنه يتلقى العلاج في أحد المستشفيات، ولا صلة له بالقضية من قريب أو بعيد.
وأوضح البيان أن الشخص الذي زُعم أنه تواصل مع بيري لغرض العملية المزعومة نفى أيضا هذه الادعاءات، كما ورد في تقرير “بيلد”.
وختمت العائلة تصريحها بالقول: “ما يثار مجرد مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة”.
وذكرت صحيفة “بيلد” أنها حاولت الاتصال ببيري وتواصلت مع زوجته على رقم هاتفه المحمول، التي أخبرت الصحفي أن زوجها في المستشفى.
كما تواصلت “بيلد” مع جهاز المخابرات الألماني (BND)، وصرح متحدث باسم الجهاز بأن “جهاز المخابرات الفيدرالي لا يعلق علنا على المسائل المتعلقة بأي نتائج أو أنشطة استخباراتية”، مؤكدا أن هذا لا يشكل بيانا بصحة الوقائع.
ولفتت “بيلد” إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يذكر فيها اسم بيري في سياق نشاطات بألمانيا، ففي عام 2019 تداولت تقارير أن شركته ساعدت السلطات المحلية في التحقيق بواحدة من أضخم عمليات السرقة في أوروبا، حيث تمت سرقة مجوهرات بقيمة 114 مليون يورو من متحف “القبة الخضراء” في دريسدن.
كان يعقوب بيري رئيسا لجهاز المخابرات الإسرائيلي الداخلي (الشاباك) من عام 1988 إلى عام 1995، ومن عام 2013إلى عام 2014 وزيرا للعلوم وعضوا في البرلمان عن “حزب يش عتيد”
اعتزل بيري العمل السياسي وهو الآن رئيس شركة الأمن “مجموعة سي جي آي” في تل أبيب.