ورقة علمية جديدة لمركز الزيتونة تبحث مسألة المساعدات الإنسانية في ضوء الحرب الإسرائيلية على غزة

وقد سلّط الباحثان الضوء على ثلاثة محاور رئيسية: أولاً، المساعدات الإنسانية، من حيث مفهومها وأبعادها النظرية والقانونية ودورها في حماية المدنيين؛ وثانياً، القانون، الذي يوضح التزامات أطراف النزاع وسلطة الاحتلال وفق القانون الدولي؛ وثالثاً، الواقع، حيث تناول التحديات التي تواجه وصول المساعدات إلى غزة، بما في ذلك الحصار والتجويع وغياب آليات الرقابة الفعّالة، في دراسة معمّقة لواقع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية منذ 7/10/2023 وحتى كتابة هذه الورقة.
وقد رصدت الدراسة مخالفة “إسرائيل” الصريحة لأحكام القانون الدولي، الذي يُلزمها بعدم الرفض التعسفي للمساعدات الإنسانية، وبتسهيل دخولها. وخرجت الدراسة بعدة توصيات، كان أبرزها ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وعادل وشفاف، بما في ذلك ضرورة تفعيل آليات رقابية صارمة ومستقلة لمتابعة دخول وتوزيع المساعدات، وتعزيز الشفافية والمساءلة في عمل المنظمات الدولية والمحلية، وضمان الوصول الآمن وغير المقيّد لقوافل الإغاثة، وتمكين المجتمع المحلي في إدارة عملية التوزيع، وممارسة الضغط الدولي لوقف تسييس الغذاء واستهداف العاملين الإنسانيين، ومواجهة الفوضى المنظمة وسرقة المساعدات، بما يضمن توجيه المساعدات بشكل مباشر وشفاف إلى مستحقيها. بالإضافة إلى ذلك، يدعو الباحثان إلى إلغاء الأنظمة الجديدة غير الفاعلة، مع تعزيز دور منظمات الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية الدولية لضمان توزيع عادل وآمن للمساعدات.
وخلصت الورقة إلى أنّ المجاعة في غزة كانت حالة مصطنعة ونتيجة مباشرة لسياسات الحصار والعرقلة الإسرائيلية، وهي تتطلب إرادة سياسية حقيقية، وتضافر جهود المجتمع الدولي، ووضع حدٍّ للانتهاكات الصارخة للقانون الإنساني، مؤكدة أن العمل الإنساني يجب أن يبقى فوق الحسابات السياسية والعسكرية. ولفتت الورقة الانتباه إلى أن استمرار هذا الوضع الكارثي لا يمسّ كرامة الإنسان فحسب، بل يهدد الاستقرار الإقليمي والدولي بأسره، لأن الأعمال الإنسانية من أجل غزة اليوم هي أعمال من أجل الإنسانية جمعاء.
للاطلاع على الورقة كاملة بي دي اف يرجى الضغط هنا