لا لثقافة الإحباط واليأس والقنوط التي يريدنا البعض ان نكون فيها.. المطران عطا الله حنا 

الى متى سنبقى عائشين في حالة الاضطراب والقلق والخوف في ظل حروب مستمرة ومتواصلة فما ان تنتهي حرب حتى تبتدأ حرب أخرى وكأنه محكوم علينا ان نعيش في ظل الحروب المستمرة والمتواصلة وآلة الموت والخراب والدمار واستهداف الانسان الفلسطيني .
ولكن تبقى حرب غزة محطة فارقة فهي ليست حربا اعتيادية بل هي حرب إبادة ونكبة جديدة ومتجددة تندرج في اطار التآمر على شعبنا وقضيته العادلة .
الى متى سوف يستمر الفلسطينيون في هذه الحالة وهم الذين آمنوا بالسلام في وقت من الأوقات ولكنهم يعاقبون اليوم بمزيد من سياسات التنكيل والقمع والحصار والحروب .
يبدو اننا امام جهة لا تؤمن بالسلام ولا تريد السلام بل تريد استسلام الفلسطينيين وقبولهم بالامر الواقع المفروض عليهم .
الفلسطينيون الذين امنوا في وقت من الأوقات بالسلام فقدوا هذا الامل وهم يعتقدون اليوم بأنهم بعيدون عن السلام .
انظروا الى ما يحدث في منطقتنا العربية حيث يتم الاعتداء على دول عربية محيطة بنا بما في ذلك دول تلعب دور الوسيط كقطر التي تم استهدافها بطريقة غادرة ومن الأهمية بمكان ان يستنتج المطبعون العبر بعد هذا الاعتداء بأنه لا يمكن ان يكون هنالك صديقا حقيقيا لإسرائيل .
إسرائيل تريد أصدقاء تستخدمهم متى تشاء وتتركهم وتتخلى عنهم متى تشاء ولا يجوز ان يقبل العرب ان يكونوا العوبة يتم استخدامها بأساليب معهودة وغير معهودة.
ان حرب الإبادة في غزة وما يحدث في الضفة والقدس وما يحدث في محيطنا العربي يجب ان تُظهر للجميع من هو الصديق الحقيقي ومن هو العدو الذي لا يمكن ان يتبدل وان يتغير حتى وان استخدم قناعا لحجب وجهه الحقيقي .
نعم نحن نريد السلام ولكن ليس سلام الاستسلام بل السلام الذي يصون حرية الانسان وكرامته ويعيد الحقوق السليبة لاصحابها .
لسنا مع الاستسلام والاستسلام لم يكن في يوم من الأيام حلا ، فالحل الحقيقي هو تحقيق امنيات وتطلعات شعبنا لكي يحيا الفلسطينيون بأمن وامان وسلام في وطنهم مثل باقي شعوب العالم .
ويبدو ان هذا الطموح بعيد المنال في ظل المعطيات الراهنة ولكنه ليس مستحيلا فالشعوب التي تتوق الى الحرية لا بد ان تعود اليها حريتها السليبة حتى وان كان هذا بعد زمن .
لا لثقافة اليأس والإحباط والقنوط والتي يريدنا البعض ان نكون غارقين فيها فمهما اشتدت التضحيات والالام والاحزان والمعاناة لا بد للحق ان ينتصر على الباطل ولا بد للخير ان ينتصر على الشر.
نحن غارقون حتى النخاع في الالام والاحزان والدموع ، فأرأف يارب بشعبك وارفع عنا هذه المظالم واوقف نزيف الحرب واوقف معاناة هذا الشعب المظلوم .
لسنا دعاة حروب وثقافة انتقام وموت وسيبقى انحيازنا هو للإنسان الفلسطيني الذي يستحق الحياة الكريمة وهو محروم منها في هذه الأوقات .
أوقفوا حرب الإبادة ، ارفعوا ايديكم عن شعبنا وازيلوا الحواجز العسكرية ففلسطين لا يجوز ان تتحول الى سجن كبير بل هي ارض للسلام وكما قال قداسة البابا فرنسيس لدى زيارته الأخيرة للأرض المقدسة بأن السلام لا يحتاج الى حواجز تفصل الانسان عن أخيه الانسان بل تحتاج الى جسور فأين نحن من هذه الجسور وأين نحن من كلمات قداسة البابا حيث نعيش في ظل حرب وآلام واحزان لا نهاية لها .
لن نفقد الامل وسنبقى ندعو ونصلي وننادي العالم بأسره بضرورة ان تتوقف الجرائم المرتكبة بحق شعبنا وخاصة حرب الإبادة التي ادمت قلوبنا جميعا .

رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس 

القدس 12/9/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com