المطران عطالله حنا: لن نستسلم لثقافة اليأس والإحباط والقنوط والتي يريدنا البعض ان نكون غارقين فيها 

ان مواقفنا وثوابتنا الروحية والإنسانية والوطنية غير قابلة للمساومة في ظل أي ظرف من الظروف فنحن لسنا في جيب احد ولا يوجهنا احد ولا نتلقى تمويلا من احد وانحيازنا هو فقط للإنسان وحريته وكرامته وما يحدث حاليا في غزة انما هي حرب إبادة يجب ان تتوقف .
لا يمكننا ان نقبل بأن نكون صامتين في زمن يجب ان نجاهر فيه بالحق والعدالة ونصرة المظلومين.
لا يمكننا ان نكون متفرجين في زمن يجب فيه ان ندافع عن شعبنا المظلوم والذي يتعرض للنكبات والنكسات.
دائما ندعو للسلام وثقافتنا هي ثقافة سلام لا عنفية ولكن السلام الذي ننادي به هو سلام الحق والعدالة ورفع الظلم عن المظلومين .
سلامنا هو السلام الذي يضمن حقوق وثوابت وحرية شعبنا وبغير هذا فهو ليس بسلام فالسلام شيء والاستسلام شيء اخر .
نحن مع السلام ولكننا لسنا مع الاستسلام .
نرفض مظاهر الحروب والعنف والقتل والانتقام والإرهاب ولا يوجد في مفهومنا انسان يستحق الحياة وانسان لا يستحق الحياة ، فكل البشر يستحقون الحياة وقد خلقهم الله لكي يعيشوا بحرية وسلام وكرامة.
متى سنصل الى مرحلة تزول فيها مظاهر العنف والكراهية والحروب والإرهاب؟
متى سينعم شعبنا بالعدالة والسلام الحقيقي بعيدا عن الحروب والاسوار والحواجز العسكرية التي تفصل الانسان عن أخيه الانسان ؟
ارفعوا الظلم عن شعبنا فلا يمكن لاي انسان حر ان يقبل بما يتعرض له الفلسطينيون من مظالم .
أوقفوا حرب الإبادة ، أوقفوا اعتداءتكم على الانسان الفلسطيني في كافة تفاصيل حياته.
متى ستنعم منطقتنا بالسلام والذي لا نريده ان يبقى شعارا يتغنى به البعض ، ومتى ستتحقق العدالة في هذه الديار والتي يبدو اننا لسنا قريبين منها ولكننا لن نستسلم لثقافة الإحباط واليأس والقنوط .
رغما عن كل الالام والاحزان يجب ان تبقى المعنويات عالية والإرادة صلبة لانه لا يضيع حق وراءه مطالب .

المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس

18/9/2025

السلام لا يبنى على انقاض شعبنا بل من خلال صون حرية وكرامة الانسان الفلسطيني وتحقيق العدالة المغيبة

يحدثوننا عن دول عالمية عدة سوف تقوم بالاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة خلال الأيام القادمة وهذا بدوره امر حسن ونحن نشكر من يعترفون بفلسطين وان كانت هذه الخطوة متأخرة ولكن ان تأتي متاخرا افضل من ان لا تأتي على الاطلاق .
وفي الوقت الذي فيه نشكر هذه الدول وقادتها على هذه الصحوة والتي أتت متأخرة فإننا نتمنى منهم وبعد اعترافهم بأن يتابعوا سعيهم من اجل ان تكون هنالك دولة فلسطينية بالفعل على الأرض وليس فقط اعترافات لفظية او ورقية في أروقة الأمم المتحدة .
لست من أولئك الذين يستخفون ويقللون من أهمية قرارات من هذا النوع ولكن وجب على من يتخذون هذه القرارات الهامة ان يواصلوا سعيهم وجهودهم من اجل تحقيق امنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني الذي يستحق ان يعيش بحرية وسلام في وطنه مثل باقي شعوب العالم .
ان حرب الإبادة في غزة وسياسات الاحتلال في الضفة الغربية والحواجز والاسوار العسكرية التي نراها امامنا في كل حين لا توحي على الاطلاق اننا امام دولة بل نحن امام محاولات احتلالية غاشمة لشطب إمكانية ان تكون هنالك دولة فلسطينية مستقلة.
عن اية دولة تتحدثون وغزة دمرت عن بكرة ابيها ، والضفة الغربية مستهدفة ومستباحة وكذلك القدس وما يحدث فيها .
فلا نريد دولة يعترف فيها على الأوراق بل نريدها دولة حقيقية وهذا لا يمكن ان يكون الا من خلال رفض سياسات الاحتلال ومطالبة الاحتلال بشكل واضح بوقف عدوانه على شعبنا في غزة وفي الضفة وإزالة الحواجز والاسوار العسكرية والتي وصفها قداسة البابا فرنسيس لدى زيارته الأخيرة لفلسطين بأن السلام يحتاج الى جسور وليس الى اسوار تفصل الانسان عن أخيه الانسان .
ما نعيشه اليوم هو مزيد من الاسوار والحواجز العسكرية وسياسات التنكيل والاذلال والفلسطينيون في الضفة اصبح هاجسهم كيف يمكن الانتقال من مكان الى مكان وكيف يمكن الوصول الى القدس والى مناطق ال48 من اجل العمل وهذا يحتاج الى إجراءات تعجيزية ومنها مسألة التصاريح والتي بات يتمناها الكثيرون من الفلسطينيين في الضفة لكي يتمكنوا من الانتقال من مكان الى مكان .
بأي حق يُمنع الفلسطينيون في الضفة من الوصول الى القدس الا من خلال هذه التصاريح التعجيزية وبأي حق يمنع الفلسطينيون من الوصول الى أماكن عملهم.
البارحة تم اعتقال عدد من شباب الضفة الذين كانوا يعملون في سوبر ماركت في احدى المدن في المثلث وهؤلاء هم يعملون من اجل توفير لقمة عيشهم ومن اجل اعالة ابناءهم ويتم اعتقالهم بهذه الوحشية .
بينما مرتكبوا الجرائم والتي بتنا نسمع عنها في كل يوم لا يتم اعتقالهم ولا يتم الوصول اليهم الا ما ندر فأي مفارقة هذه ان يعتقل فلسطيني يفتش عن لقمة لعائلته وبين مجرمين طلقاء يعيشون وينتقلون ويمارسون اجرامهم بكل حرية دون أي وازع أخلاقي او انساني.
ان شعبنا الفلسطيني مظلوم وعلى العالم كله ان يدرك بأن هذا شعب مظلوم وليس فقط في غزة بل في الضفة أيضا ويجب ان تزول هذه المظالم لكي ينعم انساننا الفلسطيني بحياة كريمة وبسلام وطمأنينة وامن وامان كما هو حال كل شعوب العالم.
القضية الفلسطينية وحلها هو مفتاح السلام ولن نصل الى السلام الذي يتمناه الكثيرون مع هذه الجرائم المرتكبة بحق شعبنا ، فالسلام لا يبنى على الظلم والقمع والاذلال بل يبنى من خلال العدالة وصون حرية وكرامة الانسان .

المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس

18/9/2025 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com