المطران عطالله حنا: نتمنى ان تتوقف حرب الإبادة قريبا وسريعا وما سنكتشفه بعد وقف الحرب انما هو اشد قساوة مما نعرفه

بعيدا عن كل التحليلات السياسية والتي بعضها دقيق وبعضها ليس كذلك فإنني اعتقد جازما واظن بأن الكثيرين يشاطرونني هذا الموقف بأن ما نريده وما نتمناه هو ان تتوقف حرب الإبادة وحرب التجويع والتنكيل والاذلال والتي يتعرض لها شعبنا في القطاع المنكوب والمكلوم .
نعرف جيدا ان الكلمات التي قيلت في البيت الأبيض والتي وصفت بأنها مبادرة للسلام انما تندرج في اطار الامعان في التآمر على شعبنا وقضيته العادلة فنحن لا نثق بالقابع في البيت الأبيض لا الحالي ولا بأولئك الذين كانوا قبله فكلهم متواطئون ومتآمرون على شعبنا الفلسطيني وهمهم الأساسي هو الحفاظ على المشروع الصهيوني حتى وان كان هذا على حساب المشروع الوطني الفلسطيني .
أنا على الصعيد الشخصي لست محللا سياسيا او عسكريا ولكن حالة الألم والوجع التي نعيشها تجعلنا نعتقد بأن مأساة غزة يجب ان تنتهي وبالرغم من كل المؤامرات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية والتي يقودها نتنياهو وبغطاء من ترامب فإنني اعتقد بأنه لا توجد هنالك قوة قادرة على تصفية هذه القضية.
ان الذين يتفاوضون في قطر يجب ان يكونوا على قدر كبير من الحكمة فالقرارات في هذه المرحلة ليست سهلة ولكنها مصيرية ذلك لان أي يوم إضافي على الحرب يعني مزيدا من الدمار والخراب والدماء .
قد يفسر القبول بمشروع ترامب على انه استسلام ولكنه في الواقع حقنا للدماء ووقفا للدمار والفلسطينيون لن يرفعوا راية الاستسلام بأي شكل من الاشكال .
الغريب في خطاب ترامب انه تجاهل الرئيس أبو مازن وتجاهل منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية مع ان الرئاسة الفلسطينية رحبت بهذه المبادرة ولربما هذا موقف حكيم هدفه وقف هذه الكارثة وهذه المأساة التي يتعرض لها أهلنا في غزة .
نعيش في مرحلة لسنا بحاجة فيها الى الخطابات والى المزاودات والى شهادات التخوين والوطنية فنحن نعيش في حقبة مأساوية تكاد تكون اسوء مما حدث في عام 48 ونحن بحاجة الى الحكماء الذين يحقنون الدماء دون التنازل عن ذرة تراب من ثرى فلسطين ومن ثرى غزة التي دمرت والدماء والالام والاحزان منتشرة في كل زاوية من زواياها.
يجب ان تتوقف الحرب وبأي ثمن فأبناء شعبنا الذين يقتلون في غزة ليسوا خسائر تكتيكية وليسوا أرقاما بل دماءهم عزيزة على قلوبنا وهم شهداء انبل واعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث .
كنا نتمنى الا يحدث ما حدث يوم ال7 من أكتوبر والذي اوصلنا الى ما وصلنا اليه ، ونحن بدورنا نقول لشعبنا بأن الحق يعلو ولا يعلى عليه وفلسطين باقية وشعبها باق سواء اعترف بنا ترامب او لم يعترف ولا توجد هنالك قوة قادرة على تصفية هذه القضية والتي هي قضية شعب يعشق الحياة والحرية .
لقد سئمنا من الحروب ونريد ان نحيا بسلام ولكن السلام الذي نتحدث عنه هو الذي يصون كرامة وحرية شعبنا والا فهو استسلام ، فنحن مع السلام ولسنا مع الاستسلام والفلسطينيون لن يستسملوا لا لاجندة ترامت وجشعه ولا لاجندة نتنياهو المعروفة وبكافة تفاصيلها وحيثياتها .
من ينكر حق الشعب الفلسطيني ووجوده هو يشبه النعامة التي تطمر رأسها في الرمال فتظن انها في مكان اخر .
آن لهذه الحرب ان تتوقف حتى وان كانت هنالك مرحلة انتقالية ولكن من سيحكم في غزة مستقبلا يجب ان يكون فلسطيني ونحن نرفض وجود مندوب سامي جديد فغزة فلسطينية ومن سيحكمها يجب ان يكون فلسطينيا بعد مرحلة انتقالية لربما نحتاجها بعد هذا الكم الهائل من الدمار والخراب .
نقف اكراما لتضحيات شعبنا ولشهداء هذا الشعب ودماءه الزكية في غزة فلا يوجد هنالك شيء يمكنه ان يعوض هذه الخسائر ولا يوجد هنالك شيء يمكنه ان يكون بديلا عن هذا الكم الهائل من اعداد الشهداء الذين قتلوا بهذه الطريقة الهمجية الغير مسبوقة في التاريخ البشري الحديث .
نتمنى ان تكون هنالك قرارات حكيمة في زمن نحتاج فيه للحكماء من اجل وقف هذا النزيف ووقف هذه الكارثة المروعة التي يعيشها أهلنا في غزة منذ عامين .
ولتكن ذكرى مرور عامين على الحرب المروعة فترة لتوقف هذه الحرب لكي يتنفس أهلنا في القطاع الصعداء ويلملموا جراحهم واعتقد جازما بأن ما سنراه بعد وقف الحرب هو اكثر بكثير مما نعرفه ، فالمشاهد المروعة التي تصلنا هي قليلة وبسيطة مقارنة مع المعاناة الحقيقية التي يعيشها أهلنا في القطاع .
بعد ان تتوقف الحرب وأتمنى ان يكون هذا قريبا سنكتشف كما هائلا من المـآسي التي عاشها أهلنا في القطاع وهنا وجب ان يكون هنالك مخطط لإغاثة أهلنا في القطاع ومساعدتهم في هذه الظروف المأساوية.
سيادة المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
القدس 1/10/2025
مأساة غزة لا يمكن وصفها بالكلمات والاولوية بالنسبة الينا حاليا هي وقف حرب الإبادة
نرفض خطاب الثنائي ترامب نتنياهو والذي فيه الكثير من التحريض والإساءة وتشويه الحقائق والوقائع كما ان في هذه الكلمات المشبوهة امعان في التآمر على شعبنا وقضيته العادلة .
انها ليست مبادرة سلام بل مبادرة يراد من خلالها استسلام الفلسطينيين ورضوخهم الكامل للاملاءات الامريكية والإسرائيلية
نعم نحن نريد وقف الحرب وبأسرع ما يمكن حقنا للدماء ووقفا للدمار ، ولكننا لا نقبل بالاستسلام ولا نقبل بأي شكل من الاشكال ان يرضخ الفلسطينيون للاملاءات الامريكية واعتقد بأننا كفلسطينيين خبرتنا مع الأمريكيين مريرة ، ففي عهود أمريكية رئاسية سابقة سمعنا الكثير من الوعود والتي لم يتحقق منها شيء سوى مزيد من التآمر والتخطيط لتصفية القضية الفلسطينية ، ولكن دعوني أقول ايضا بأن المشكلة ليست مقصورة فقط على أمريكا وإسرائيل بل الحال العربي المترهل هو الذي مهد الطريق من اجل الامعان في التآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ولم يكن من الممكن ان تستمر هذه الحرب كل هذا الوقت لولا الحال العربي والذي نعرف جيدا مواضع الوهن والضعف فيه ونتمنى وسنبقى نتمنى بأن يتغير الواقع العربي نحو ما هو افضل .
كما ان الواقع الفلسطيني يحتاج الى كثير من الإصلاح واعتقد بأنه بعد مرور عامين ومع هذا الكم الهائل من الدمار والخراب أما آن للفلسطينيين بأن يقوموا بالإصلاحات المطلوبة والتغييرات الضرورية نحو ما هو افضل.
ان ما وصلنا اليه يجب ان يكون حافزا للفلسطينيين لان يكونوا اكثر وعيا ووحدة ورصانة وتوجيها للبوصلة في الاتجاه الصحيح ونبذا للانقسامات والتصدعات وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي على قاعدة الثوابت الوطنية وليس بناء على الاملاءات الامريكية وما يريده القابع في البيت الأبيض.
أقول لشعبنا الفلسطيني بأننا نعيش في أوضاع عصيبة واليمة غير مسبوقة ولكن بالرغم من كل ذلك حافظوا على معنوياتكم ولا تستسلموا لثقافة الإحباط واليأس والتي يريدنا الأعداء ان نكون غارقين فيها .
الأولوية اليوم هي لوقف الحرب وترتيب الأوضاع الفلسطينية كما يجب ان تكون فلا نتوقع من القابع في البيت الأبيض ان يكون صديقا وان يكون الى جانب الفلسطينيين فمعروف من يحكم في البيت الأبيض ومن يتحكم بالسياسات الامريكية ، مع تمنياتنا بأن تتبدل وتتغير الأحوال في أمريكا في ظل اتساع رقعة الوعي والتضامن مع الشعب الفلسطيني وفي كافة الولايات.
ويبقى مطلبنا الأساسي بأن تتوقف حرب الإبادة فكفانا دماء والاما واحزانا وآن لاهل غزة ان يتنفسوا الصعداء وان يلملموا جراحهم ومآساة غزة لا يمكن وصفها بالكلمات .
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
القدس 1/10/2025