رِحْـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــَلـــــــــةُ مُسَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــافـــر..أ.د/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل

بعد إتمام كافة الإجراءات، وتخليص كافة الأوراق المطلوبة، والتوافق على كل شيء؛ تقرر الإقرار والإعلان، والإشهار عن القرار المصيري الذي اتخذهُ بعد السؤال، وتَلقىِ الجواب، وبعد تفكير عميق وبعدما استشار، واستخار ، ونظر، وبصر، وفحص بشكل دقيق حتى تُوجت كل تلك الجهود بالتوفيق وحظيت في مباركة، وموافقة من أهل الحِل، والعقد، والاختصاص من أُصول الأُصول من أولى القُربى. وربُمَا يكون هذا القرار أهم قرار استراتيجي يتخذهُ الإنسان في حياتهِ الدُنيا؛ وبدأ تنفيذ القرار يسير على قدمٍ، وساق، وبدأ العد التنازلي لبدء إقلاع الرحلة للمسافرين، مع اقتراب وصول رحلة القادمون حسب الموعد المُقرر، والمحدد لها؛ ووقف في محطة الانتظار مكان الوصول للقادمين أهلهِ وأحبابهِ وأصحابه يستعدون لاستقبال الحبيب القادم إليهم بعد طول انتظار؛ وقد جهز الجميع من المعنيين بالأمر أنفسهم لمُلاقاة الفارس القادم المنُتظر بعد طُول غياب، وأصبح الجميع على أتم وأكمل الجهوزية، وعلى أُهبة الاستعداد للقاء؛ كان كل ذلك بعدما دقت ساعة الصفر ، وبدأت الرحلة والمسيرة تسير في خطى ثابتة منذ مدة، وقد تستغرق فترة من الوقت تتراوح ما بين المُدة القصيرة، أو الطويلة بِحسب الوقت المقدر، والمعلوم، والمكتوب؛ والظروف المحيطة فيهم؛ فمن المعلوم أن خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، والتي تخللها من قبل ذلك العديد من الإجراءات الكثيرة، والكبيرة والبحث والحوارات والتخطيط، والنقاشات، والاتفاقيات، والتعاقدات، واللقاءات؛ والعهد، حتى تتوج في عقد الميثاق الغليظ، وقد تمت الأمور في تمام، وسلام، ومحبةٍ، ووئام؛ ولا يزال الجميع من مختلف الأعمار في صالة الانتظار في لهفة، وشوقٍ، وعلى أحر من الجمر ؛ وخاصة من أولى القربى المُقربون، ووقفوا ينتظرون بفارغ الصبر وصول القادم المُسافر ، والمُسافر القادم راجين أن يصل بسلامٍ، وأمان؛ وخاصة أن هذا القادم من السفر هو من أهم خاصتهِم؛ وانتظروا عودته الميمونة بعد طول انتظار؛ وتأهب الجميع لساعة الهبوط، والنزول، وكانوا يجلسون في انتظار وصوله بسلام، وهُم على أحر من جمرِ النار!؛ لعلها تهدأ النفوس وترتاح الأرواح، وتحل ليالٍ مِلاح، وتذهب الأتراح، وتأتي الأفراح للأنُفسِ المُنهكة، والأرواح. وأخيرًا حطت الرحلة رحالها بعد وصولها بسلام، وفيها الأمير القادم، والذي انتظروهُ طويلاً؛ وصبروا صبرًا جميلاً؛ وكان معهم في الانتظار بعض الأقارب، والأحباب، والأصحاب ينتظرون نزوله، وخروجه من رحم المقصورة من ذلك المكان الضيق المحصُور إلى جمالِ سعة الحياة الدنُيا وشوارعها، ومدنها وحدائقها، وبحبوبتها؛ وجمالها، وكل ما فيها من تعب، وكدِ، وكَبد، وبعدما وقف الجميع ينتظرون انتهاء الإجراءات، ووصول القادم، وطال الانتظار، وما أصعب الأمر حينما يطول ويطول، وقت الانتظار!؛ وزال وقت النهار ، وحل، وقت الزوال!؛ وأخيرًا جاء ولى العهد المولود الفارس الجديد بسلام، وكان له كل التبجيل، والتكريم، والاحتفال في أجمل جمال استقبال جميل؛ وفرح الجميع وكان الكُل سعيد، ومسرور والقادم المولود باكيًا!؛ وهكذا هو حال الدنيا يقول تعالى:” هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئًا مذكورا”؛ فلم نكن قبل الميلاد شيء، وكنا مسيًا منسيًا. وتحليل لكل ما سبق هو أننا جميعًا في رحلة قصيرة _ رحلة الإنسان القادم، والمُسافر حتمًا؛ ورحلة الزواج وتكوين الأسرة؛ حيث تتراوح حياتنا ما بين قادم، ومسافر، فتبدأ النواة الأولى لتكوين أي أسرة من الزوجين فيبحث الرجل من خلال والديه وبعض أقاربه عن زوجة لتكون شريكة حياته؛ ويتم البحث، والتحري من عائلة الزوج، والزوجة، وصولاً بالقبول، والإيجاب بين الزوجين، وكتب الكتاب وعقد القران الميثاق الغليظ، حتى يتم الفرح؛ وبعد ذلك يكون الحمل بإذن الله جل جلاله، ومن تم متابعة الطبيبة المختصة بالولادة، مع الترقب بشوق حتى تمضي التسعة أشهر، حتى يحين قدوم الوليد الجديد المنتظر؛ ويفرح الجميع فرحًا كبيرًا خاصة بالمولود البِكر الأول، والذي يأتي للحياة باكيًا، ويكون من حوله فرحين؛ ويوضع المولود في لفة كفولة بيضاء اللون، وما بين لفة، ولفة تأخذهُ الدنيا، وتأخذنا جميعًا في لفة، ولفة حتى نُلف، ويُلف بالكفن الأبيض، ونموتُ، ويموت؛ وبعد قدوم الطفل القادم يكون هناك جِدُ، أو جد الجد قد سافر، ورحل، وغيره ينتظر السفر، والرحيل؛ وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور؛ ” كل من عليها فان ويبقى وجهُ ربك ذو الجلال والإكرام”؛ فالحياة الدنيا تدور ما بين رحلة قادم، ورحلة مسافر، ورحلة الأرواح، ورحلة الرحالة، ورحلة الراحلون، فأرحام تدفع وأر ض تبلع؛ كلنا راحلون وعن دار الفناء مغادرون، ولدار البقاء ذاهبون ، فلنترك أثر له جمال جميل جليل نبيل قبل الرحيل.
بقلم الباحث والكاتب الصحفي المفكر والمحلل السياسي
أ.د/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل
رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين سابقًا، رئيس المركز القومي للبحوث
والأمين العام لاتحاد الشباب العربي بفلسطين
الأستاذ الجامعي غير المتفرغ _ غزة- فلسطين
—
دكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
0568919333-059771126-0598919333
————————————————————-
فيس بوك :https://www.facebook.com/jamal0017
فيس بوك احتياطي : https://www.facebook.com/jamal.nahel.3
مدونة فيس : https://www.facebook.com/DR.JAMA12345/
————————————————————
تويتر : @DrNahel سكاي بي : dr.jamalnahe