حينَ يَغضَبُ التُّراب

✒ د. أحلامُ محمّدٍ أبو السّعود
غزة العزة – فلسطين 🇵🇸
༺༺༺༺༺༺༻
اِصرَخوا ما شِئتُمُ يا جُندَ كُفرٍ، قدْ أتى وَقتُ الخَطَرْ
وتمادَوا في بَطشِكُم، عَربِدوا، فحديدُكُم وَهمٌ غَرَرْ
ظُلمُكُم لا يُنبِتُ النَّصرَ، ولا يُمحى الأثَرْ
جِذرُنا باقٍ، ولو طالتْ خُطاكُم في الغَدَرْ
سَنزرَعُ الألغامَ في دَربِ العِدا،
ونُفجِّرُ الأرضَ إنْ شاءَ القَدَرْ
ونُشعِلُ البُركانَ في أركانِهِمْ،
حَتّى يَصيرَ النُّورُ جَمرًا يُنتَثَرْ
لا تَظُنّوا أنَّ زَرعًا في الجِراحِ
يُثمِرُ القَهرَ، أو يُعطيكُم ثَمَرْ
فهُنا صَخرٌ يُكذِّبُ باطِلَكُم،
ويَأبَى النَّهرُ أنْ يَجري حَيثُ غَدَرْ
سَنَجعَلُ الأيّامَ نارًا في الوِسَادِ،
واللّيالي غابةً سَوداءَ تَحتَ السَّحَرْ
تُسحَقونَ كما البَعيرُ إذا وَهَى،
ويُسَجِّلُ التّاريخُ أنَّ العَزمَ ما انكَسَرْ
سَوفَ نَحمي الأرضَ إنْ غابَتْ جُيوشُ
العُرْبِ، فالشَّعبُ إذا شاءَ انتصَرْ
وإذا اشتدَّتْ لَيالينا ظَلامًا،
أوقَدْنا الأرواحَ كي يَحلُو السَّهَرْ
نَكتُبُ التّاريخَ بالدَّمِّ الزَّكِي،
كُلَّما زادَ الطُّغاةُ، سَطَعَ القَمَرْ
نُحطِّمُ الأسوارَ إنْ ضاقَ المَدى،
ونُحوِّلُ بَحرَهُم حُلمًا انكَسَرْ
لا تُهادِنْ، لا تُسَلِّمْ، فالرَّدَى
في دِيارِ الغَدرِ مَوتٌ مُنتشِرْ
إنَّ هذا التُّرابَ إذا غَضِبْنا
صارَ نارًا في وُجوهِ المُعتَدِي تَستَعِرْ
وإذا الأُسودُ مِن كُهوفِ العِزِّ قامَتْ،
تَرجُفُ الأحجارُ، يَنهارُ الحَجَرْ
هذهِ الأرضُ تُنادِي في ثَباتٍ،
مِن جُروحٍ صَبَرَتْ… حتّى انتصَرْ
المَدى للوَعدِ، والوَعدُ لَنا،
والظَّفَرْ حَقٌّ… لِمَنْ صانَ الدِّيارَ، وَما غَدَرْ
✒ د. أحلامُ محمّدٍ أبو السّعود
غزّةُ العِزّة – فِلسطين 🇵🇸