باحث وأكاديمي من غزة يحصل على الجائزة الأولى من المكتبة الوطنية الفلسطينية عن بحثه حرف وصناعات تراثية أعادها الغزيون للحياة خلال حرب الإبادة على قطاع غزة

أعلنت المكتبة الوطنية الفلسطينية عن النتائج النهائية لجائزتها للبحوث والدراسات في دورتها الثانية للعام 2025/2024 والتي حملت عنوان:”توثيق التدمير الثقافي في حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، الصراع على الهوية والذاكرة وانتهاك القوانين الدولية”.
وقد كانت الجائزة الأولى من نصيب الباحث والأكاديمي محمد مصطفى الشامي من مدينة غزة عن بحثه بعنوان: “حرف وصناعات تراثيّة أعادها الغزيون للحياة خلال حرب الإبادة على قطاع غزة .
حيث عايش الشامي في قلب غزة حرب إبادة مريرة وقاسية تخللها حرمان من أبسط مقومات الحياة بفرض حصار غاشم من الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، فسعى الغزيون لمقاومة هذا الحصار والتغلب عليه من خلال العودة إلى مهن وصناعات تراثية، مثل الخباز، والسقا، والحطاب والإسكافي والخيام وعامل عربة يجرها حيوان، وصناعة الصابون وصناعة الفخار، لِيَبُثّوا رسالةً قويّةً بأن الحرب والحصار لا يمنعان الغزيين من ابتكار الأفكار والعودة لتاريخ الأجداد وتراثهم؛ لنقول لهم إننا باقون ما بقيَ الزّعترُ والزّيتون.
لذا سعى الشامي في هذا البحث إلى توثيق مشهد تراثيّ في القرن الحادي والعشرين قلّ وجوده، لكن ظروف الحرب أجبرت الغزيين على اللجوء لحِرَف وصناعات تراثية كانت قد طُمِسَت بفعل التطور التكنولوجي، ثم فجأةً ظهرت في القرن الحادي والعشرين، فهذه صورة تمزج بين صعوبات الغزّيّ ومعاناته وما سعى له من حرف الأجداد وصناعاتهم، في ظل قرن التقدم والتطور.
وعمل الشامي على وصف الظاهرة وتأريخها، وقارن بين المهن والأدوات قديما وحديثا، كما اعتمد على المصادر والمراجع التي أسهبت في الحديث عن تاريخ غزة وعن الصناعات والمهن فيها، وكذلك شاهد مختلف المهن والصناعات التراثية خلال حرب الإبادة.
وقد حصل الشامي على الجائزة رغم ظروف الحرب المريرة التي أجبرته على الكتابة مرة والتوقف مرات، حيث يقول الباحث عن ذلك:”: تكمن المشكلة في الكتابة تحت قصف عنيف من طائرات ومدفعية لا يستطيع الإنسان معها التفكير أو لملمة أفكاره، فتوقفت كتابة البحث واستؤنفت، وتعدّ أبرز المشكلات انقطاع الكهرباء منذ أن شَنّ الاحتلالُ حربَ الإبادة وحتى كتابة هذه السطور، فالكتابة تحتاج إلى شحن الحاسوب المحمول لدى أحد المحلات التي تمتلك طاقة شمسية، وعلى هذا النهج طوال إعداد هذا البحث.
وقد اختارت لجنة التحكيم برئاسة الأستاذ الدكتور عمر عبد ربه وعضوية كل من الأستاذ الدكتور صلاح الهودلية والدكتور عبد اللطيف أبو هاشم والدكتورة هنادي يونان وآخرين بحث الشامي من بين 41 بحثا تقدم للجائزة.
وأثنت لجنة التحكيم على البحث، كونه متميزًا من حيث فكرته الريادية، ويُحسب للباحث كونه جزءًا من الواقع الذي يتناوله، مما يضفي مصداقية وعمقًا على التجربة البحثية. كما فيه ابتكار وتجديد على مستوى الموضوع وأصالة البحث ومن ناحية التوثيق والتحليل، ويحمل أفكار ممتازة.
والشامي حاصل على درجة الماجستير في اللغة العربية من الجامعة الهاشمية بالأردن، وقد نشر عشرات الأبحاث والمقالات العلميّة في مجال اللغويات العربية في مجلات علمية محكمة وشارك في عدد من المؤتمرات المحلية والدولية .