ترامب هو صانع صفقات وليس صانع سلام.. المطران عطا الله حنا

لقد بات واضحا للكثيرين بأن ترامب هو صانع للصفقات وليس للسلام، فالسلام شيء والصفقات شيء اخر ونحن مع السلام ولسنا مع الصفقات التي تأتي على حساب الشعوب المقموعة والمظلومة والمتألمة وفي المقدمة منها شعبنا الفلسطيني.
ان فلسطين وشعبها المظلوم ليست بحاجة لصفقات تندرج في اطار التآمر على هذا الشعب وقضيته العادلة بل هي بحاجة الى سلام حقيقي يبنى على العدالة وصون حرية وكرامة الإنسان الفلسطيني .
من خلال الصفقات التي يريدها ترامب لن تكون هنالك حلول جذرية للقضية الفلسطينية وسيبقى الحال كما هو وبغياب العدالة لن يكون هناك سلام حقيقي وسنبقى جميعا في حالة اضطراب وانتقال من حرب الى حرب.
من يريد السلام الحقيقي ويسعى من اجل تحقيقه على الأرض يجب ان يعمل من اجل تحرير الأرض والانسان في فلسطين الأرض المقدسة من الاحتلال ويجب ان يعمل من اجل ان تعود الحقوق السليبة لاصحابها فالسلام لا يبنى على حطام شعبنا ولا يبنى من خلال تصفية هذه القضية وتحقيق الاطماع الصهيونية بابتلاع فلسطين كلها والنيل من القدس ومقدساتها وهويتها .
ان ترامب لن يتمكن من تحقيق السلام الحقيقي كما كان هذا مع كل الرؤساء الأمريكيين السابقين لانهم منحازون لإسرائيل ولانهم يفكرون فقط بمصلحة إسرائيل دون الاخذ بعين الاعتبار ان هنالك شعبا فلسطينيا مظلوما يستحق ان يعيش بحرية وسلام في ارضه وفي وطنه.
من يتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني هذا لا يريد السلام وخلال زيارته الأخيرة للمنطقة لم نسمع ترامب يتحدث عن فلسطين ولم يذكر الشعب الفلسطيني اطلاقا وكأنه مصاب بالعمى ومن هو مصاب بالعمى لا يمكنه ان يرى الحقيقة وان يرى الحقائق والوقائع كما هي.
ان كلمات ترامب لا توحي بأنه يريد السلام بل هو يريد استسلام الفلسطينيين لا بل يريد أيضا استسلام العرب جميعا لارادته وسياساته .
يجب ان يعرف ترامب بأنه حتى لو استسلم بعض العرب لسياساته واهوائه فإن الفلسطينيين لن يستسلموا ولن يرفعوا الراية البيضاء مهما اشتدت حدة المؤامرات والمشاريع الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية .
وهنالك من يصفقون لترامب وخطاباته المليئة بالمغالطات دون ان يدركوا بأن سياسة ترامب لا تستهدف الفلسطينيين لوحدهم بل تستهدف العرب كلهم كما انها تستهدف كل انسان حر في هذا العالم .
انها النرجسية الهمجية والبشعة فهذا الرئيس يظن انه حاكم لامبراطورية عظمى وهو قادر على فرض سطوته بالطريقة التي يريدها وهذا لن يحدث مع الشعب الفلسطيني الذي قدم هذا الكم الهائل من التضحيات من اجل حريته واستعادة حقوقه.
نتمنى ان يصحوا العالم من كبوته لكي يكتشف بأن السلام لا يبنى على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه وثوابته بل من خلال تحقيق امنياته وتطلعاته من اجل الحرية والانعتاق من الاحتلال .

رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس 

القدس 16/10/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com