المطران عطا الله حنا: لا تتركوا أهلنا في غزة وهم يعيشون اوقاتا عصيبة وظروفا مأساوية كارثية

القدس المحتلة- البيادر الساسي:ـ قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس  لقد مر أسبوعين على وقف حرب الإبادة في قطاع غزة ولكن ويا للأسف الشديد فإن الاعتداءات ما زالت مستمرة واهلنا في القطاع وبالرغم من توقف الحرب يعيشون مأساة مروعة فلا طعام ولا ماء صالح للشرب ولا دواء للمرضى فالى متى سوف تستمر هذه المأساة واصبح طموح كل غزي في هذه المرحلة هو الحصول على خيمة تأويه ونحن قريبون من فصل الشتاء والبرد.
اعتقد بأن مسألة الإغاثة في غزة يجب ان تجري وبأسلوب مكثف ومتواصل ومستمر نظرا للحاجة المحلة للمؤن الغذائية والأدوية وبالتزامن مع هذا يجب ان يتفق الفلسطينيون ومعهم الاشقاء العرب والأصدقاء في هذا العالم من اجل رسم خارطة عمل وبرنامج لما يجب ان يجري في غزة خلال الأشهر القادمة حيث يجب ان تبتدأ ورشة إعادة اعمار ما دمرته الحرب .
كيف يمكن ان نقول لاهلنا في القطاع اصمدوا هناك وهم يعيشون فوق انقاض منازلهم وما اكثر الاحلام والطموحات التي طمرت تحت الركام .
ان إبقاء الحالة كما هي يمكن ان تؤدي الى ما يسمى بالتهجير الطوعي ولا يمكننا ان نعتب على أي انسان يهاجر خاصة أولئك الذين فقدوا كل شيء وفقدوا مشاريعهم وبيوتهم ناهيك عن الأحباء الذين قتلوا بسبب هذه الحرب الهمجية .
الصمود يحتاج الى مقومات واولها هو الإغاثة السريعة والعاجلة وبدء التخطيط وبشكل عاجل ولكن مدروس من اجل إعادة الاعمار .
لا تجعلوا أهلنا في غزة يفقدون الامل بعد ان فقدوا كل شيء فعززوا الامل عند أبناء شعبنا في القطاع وهذه مسؤولية ملقاة على عاتق المسؤولين الفلسطينيين أولا والاشقاء العرب وكذلك كل أصدقاء فلسطين في هذا العالم .
بعد ان توقفت الحرب لا يجوز ان يترك أهلنا في القطاع فريسة للاحباط واليأس والقنوط مع علمنا وادراكنا ان أهلنا في القطاع هم مدرسة في الوطنية ومدرسة في الثبات والصمود والاباء.
لا تتركوا أهلنا في غزة فالوقت هناك يعني مزيدا من الجوع والالم والفقد والمعاناة.
احترموا إنسانية الانسان الفلسطيني في غزة فهذا انسان يستحق الحياة كما يستحقها كل انسان في هذا العالم .
انسان غزة ليس مواطنا من الدرجة العاشرة بل هو انسان ضحى وصمد وبقي في القطاع رغما عن كل هذه المعاناة ويجب دعم صمود أهلنا هناك ومؤازرتهم والوقوف الى جانبهم وهذه مسؤولية اممية ومسؤولية عربية ومسؤولية فلسطينية رسمية كما انها مسؤولية المقتدرين ورجال الاعمال من العرب والفلسطينيين.

 مسألة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي ليست ترفا فكريا بل حاجة استراتيجية

لا نعلم الى متى ستبقى حالة التخبط الفلسطيني الداخلي وحالة المناكفات والصراعات والخلافات والانقسامات والتي كانت سببا أساسيا فيما وصلنا اليه اليوم.
ان مسألة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي ليست ترفا فكريا وليست مسألة هامشية ولكنها ضرورة ملحة وخاصة في هذه الأوقات حيث يحتاج الفلسطينيون الى ان يكونوا موحدين على قاعدة الثوابت الوطنية التي لا تسقط بالتقادم لكي يكونوا أقوياء في مواجهة التحديات والمؤامرات التي تعصف بهم.
لست محللا سياسيا او عسكريا ولا انتمي الى أي تيار سياسي او فصائلي او حزبي فأنا أنتمي الى شعب وانتمي الى قضية وانتمي الى القدس ومقدساتها وانطلاقا من هذا الانتماء فإنني انادي مجددا الفلسطينيين جميعا بضرورة ان يوحدوا صفوفهم لكي يكونوا أقوياء في مواجهة المشاريع الهادفة لتصفية القضية .
لست بحاجة لكي تكون رجل سياسة لكي تكتشف ولكي تدرك وتعرف ان فلسطين كلها تتعرض لمؤامرة هادفة لتصفية قضية شعبها وشطب وجودها من على الخارطة والحالة العربية الراهنة انما تساعد المتآمرين والمتخاذلين ، وكنا نتمنى ان يكون الحال العربي افضل مما هو عليه اليوم ، ولكن قبل ان نتحدث عن الحال العربي يجب ان نتحدث عن الحال الفلسطيني اذ يجب ان تكون مرجعية وطنية وهيئات لها شرعيتها التي تمثل شعبنا وتوصل كلمة وصوت هذا الشعب الى كل مكان.
هذا وقت ليس للمناكفات والصراعات وليس للاجندات الشخصية والفصائلية.
ان الاجندة التي يجب ان يحملها كل فلسطيني انما هي اجندة الوطن والقضية والشعب والقدس ومقدساتها واي اجندة أخرى لا تنسجم ولا تنصب ومصلحة شعبنا الفلسطيني يجب رفضها.
نتمنى ان يكون هنالك اشخاص حكماء وهم موجودون لكي يعملوا من اجل اصلاح ما يمكن إصلاحه ومن اجل ترتيب البيت الفلسطيني كما نتمنى وكما نريد وكما ينسجم مع المصلحة الفلسطينية.
نعم منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني ولكن المنظمة بحاجة الى ان تكون ممثلة للكل الفلسطيني وهي بحاجة للإصلاحات ليس الشكلية بل الجذرية.

المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com