الأتراك في القبايل – معمر حبار

ADRIENN BERBRUGGER «Les Turcs en Kabylie», Tafat édition, Hasnaoui, Alger , Algerie , 2012, Contient 82 Pages.

مقدمة:

اشتريت الكتاب سنة 2019 من المعرض الدولي للكتاب.

كتبت هذه الوثيقة سنة 1857، وهي جزء من كتاب لنفس الكاتب الفرنسي.

سبق لي أن قرأت لنفس الكاتب الفرنسي كتابه: “مع الأمير عبد القادر[1]”.

وفي نفس السياق قرأنا كتابAbdelkader en Kabylie [2]. وكتبنا عنه مقال لمن أراد الزيادة[3].

الكاتب المحتلّ كما قرأت له:

عرفت الكاتب ADRIENN BERBRUGGER، على أنّه الجاسوس، والحاقد، والمبغض للأمير عبد القادر  رحمة الله عليه، وأنا أقرأ له كتابه: “مع الأمير عبد القادر”. لكنّه كان منصفا في الوصف، عادلا في الحكم، صادقا في النقل، وهوالذي تمنى هزيمة الأمير، وفرح لخسائره.

وبعد قراءة كتابه: ” Les Turcs en Kabylie”، عرفت أنّه واسع الإطّلاع، لا يتحدّث إلاّ بمصدر، ولا يردّ إلاّ بمصدر، والكتاب الصغير ثري بالمراجع المختلفة المتضاربة.

الأجوبة المبرّرة للاحتلال :

ينطلق الفرنسي المحتلّ من الأسئلة التّالية. ليضع لها الأجوبة الجاهزة التّالية:

سيطر الأتراك على الجزائر. لماذا لا تسيطر فرنسا المحتلة على الجزائر مثلهم؟.

بقي الأتراك في الجزائر قرونا، لتبقى فرنسا المحتلة في الجزائر وإلى الأبد.

بقي الأتراك في الجزائر بسبب ضعف الجزائريين من الناحية المادية. لتبقى فرنسا المحتلة في الجزائر وإلى الأبد. مادام الجهل، والمرض، والفقر، والضعف المادي، يميّز الجزائريين.

اعتمد الأتراك في تثبيت حكمهم بالجزائر على الدين وهم يستعينون بشيوخ الدين. لتعتمد فرنسا المحتلّة على الدين وشيوخ الدين للسيطرة على الجزائر، والبقاء إلى الأبد.

اعتمد الأتراك على العنصر الق۫بٙاي۫لِي وجنود القبائل الكبرى في السيطرة على بجاية وجيجل، ومن بعد الجزائر. لتستعمل فرنسا المحتلّة العنصر الق۫بٙاي۫لِي للسيطرة على الجزائر، والتفريق بين الجزائريين.

السّاحل الجزائري: المؤدي إلى إفريقيا، والمطلّ على أوروبا. يجب أن يبقى وإلى الأبد تحت سيطرة فرنسا المحتلة وأوروبا. وبهذا تساهم فرنسا المحتلّة في إحياء أمجاد البرتغال، وإسبانيا حين كانوا يحاربون ويصدّون العرب.

مبالغة الكاتب:

يبدو لي أنّ الكاتب بالغ كثيرا في استعماله عنوان كتابه: “الأتراك في القبائل”، ومن ناحية القارىء المتتبّع يفضّل استعمال “الأتراك في الجزائر”، وأظلّ أنظر إلى الكتاب من ناحية الجزائر كلّها، دون النظر إلى منطقة دون منطقة، خاصّة إذا كانت النظرة استدمارية، كما ظهر لي من خلال القراءة.

حقد الكاتب المحتل على الأمير عبد القادر:

مما وقف عنده القارىء المتتبّع وأثار الانتباه. أنّ الكاتب يعترف بعظمة الأمير عبد القادر رحمة الله عليه، دون أن يذكره بالإسم. وهو العدو الجاسوس الحاقد على الأمير، حين قال: أصعب وأحلك مرحلة عاشتها فرنسا في الجزائر هي سنوات 1833-1847.

لمن يعرف قراءة الأرقام والتواريخ، يدرك جيّدا ودون شك. أنّها الفترة التي ابتدأت من يوم شروع الأمير عبد القادر في محاربة، ومقاومة، ومجاهدة الاستدمار الفرنسي سنة 1833. إلى اليوم الذي فرض على الأمير عبد القادر الاستسلام. بسبب خيانة من حوله، واختلال التوازن لصالح المستدمر الفرنسي، وغير ذلك من الأسباب التي ذكرناها في مناسبات سابقة. وكان ذلك سنة 1847.

جرائم الأتراك في الجزائر حسب الفرنسي المحتلّ:

تحدّث الكاتب الفرنسي بدقّة متناهية عن جرائم الأتراك في الجزائر. خاصّة في أواخر أيامها بالجزائر وقبل الاستدمار الفرنسي. معتمدا على مراجع تركية، وفرنسية وجزائرية. ويقارن بين المراجع، ويرجّح مرجعا على آخر، ويسكت عن التأكيد أو النفي حين يستغرب من الحادثة والأرقام. واتّسم بالدّقة البالغة، والأمانة في النقل، واحترام أصحاب المراجع. حتّى أنّه يذكر الواقعة بالتّاريخ الميلادي، والتّاريخ الهجري.

جرائم الأتراك، وجرائم الاستدمار الفرنسي في الجزائر:

حين أقرأ عن فرنسي ولو كان عالما مثقّفا متمكّنا. وهو يتحدّث عن جرائم الأتراك في الجزائر. أتحدّث أيضا عن جرائم الاستدمار الفرنسي التي لم يذكرها المستدمر، ولم يتحدّث عنها. وما زال يكتوي بها الجزائري. ولعلّ كتب صناعة التعذيب إبّان الاستدمار الفرنسي كما سميتها في مقالاتي، و التي قرأتها وعرضتها دليل صغير على ذلك.

حسنة الأتراك كما يراها الكاتب المحتلّ:

بالغ الكاتب الفرنسي حين ذكر أنّ الأترك في الجزائر لم يكن لهم حسنة واحدة. باستثناء أنّهم لم يدخلوا منطقة القبائل. ويشكر الأتراك على هذه الحسنة. وفي هذه النقطة حطّ، واحتقار لفترة الأتراك بالجزائر. فلا يعقل بحال أن تكون للأتراك حسنة واحدة فقط بالجزائر.

نصيحة القارىء المتتبّع:

المطلوب من القارىء المتتبّع أن يقرأ للجميع من تركي، وفرنسي، وغيرهم. ويركزّ بشكل واضح  على الذين عايشوا الفترة، وكانوا شهود عيان. دون تقديس لأحد، ولا نفي للآخر. والحقيقة تتقدّم الجميع، ولا يحتكرها أحد. ومصلحة الجزائر مقدّمة على الجميع، ودون استثناء.

الأربعاء 8 ربيع الثّاني 1447هـ، الموافق لـ 29 أكتوبر2025

الشرفة – الشلف – الجزائر

[1] “الجاسوس الفرنسي أدريان بيربر وجير1837-1838: مع الأمير عبد القادر”، ترجمة وتعليق الموسوعي أبو القاسم سعد الله، برج الكيفان، الجزائر 2006، من 139صفحة.

[2] EUGENE DAUMAS “Abdelkader en Kabylie”, Belles- Lettres, Edition : 01/2012, contient 86 pages.

[3] مقالنا: عبد القادر في القبائل – معمر حبار

الثلاثاء 12 محرم 1439 الموافق لـ 03 أكتوبر 2017

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com