قصة قصيرة.. قتلٌ مؤجّل.. زياد شليوط

بينما كنت أقود سيارتي، نظرت في المرآة. رأيت شابين يركبان دراجة نارية، يرتديان ملابس سوداء وقبعتين واقيتين أيضا سوداويتين. واصلت قيادة السيارة في يمين الشارع، لأفسح الطريق لهما لاجتيازي، لكن السائق تمهل قليلا. هنا توجست من هذه الحركة. انحزت ناحية يسار الشارع، وإذ بسائق الدراجة النارية يجتازني من ناحية اليمين. ثوان قليلة مرّت ورأيتني أتفادى محاولة الشاب الخلفي، الذي أشهر مسدسه نحوي، وكدت أصرخ في وجهه بأني لست الشخص المقصود. لكنه لم يصغ إليّ ولم يكترث لأقوالي، وأطلق الرصاص نحوي، فانكفأ رأسي على المقود، وانحرفت بي السيارة إلى جهة اليمين، وارتطمت بسيارة مركونة بجانب الشارع. انطلق سائق الدراجة بسرعة قصوى واختفى عن الأنظار مع شريكه القاتل.
تجمهر عدد من أبناء بلدتي حول سيارتي وتعرف أحدهم عليّ، فانطلقت كلمات الاستغراب والدهشة، وارتفع صوت البعض مستنكرا، وأعرب البعض الآخر عن استيائه مما وصلنا اليه من حال بائس، وأسرع أحدهم إلى جيبه وأخرج جهازه الخلوي، وشرع يصور الحادث وخاصة وضعي الصعب. وأخيرا فطن أحدهم بالاتصال بمركز الإسعاف، لكن لم تكن حاجة لذلك البلاغ لأن طاقم مركز الإسعاف القريب من مكان الحادث، سمع صوت الرصاص وحضر على الفور، وبدأ يقدم لي الإسعافات الأولية بجهد كبير لإنقاذ حياتي.
عندما تنبهت أن سائق الدراجة لم يقم باجتيازي من ناحية اليسار، عدت الى وسط الشارع، وإذ بالدراجة تجتازني من ناحية اليمين بسرعة فجائية، أبطأت سرعتي وتأملت الدراجة وهي تغيب عن ناظريّ بسرعة. تحسست جسدي وتنفست الصعداء وواصلت سفري نحو البيت.
شفاعمرو – الجليل – تشرين الأول 2025



