مدنٌ تضيءُ بلا صوت … نصّ بقلم : د. عبد الرحيم جاموس

رامُ اللهُ…
ونابلسُ تُعيدُ ترتيبَ نهارِها،
غزّةُ تُلصِقُ نجومَها …
على سقفِ ليلٍ لا ينام،
والقدسُ …
أمُّ الجهات ،
تُهرِّبُ سرَّها ،
في حجارةٍ …
تعرفُ كيف تُضيءُ بلا صوت…

مدنُنا كلُّها …
من رفحَ حتى صفد ،
تخرجُ من تحتِ الرماد …
كما تخرجُ البيوتُ …
من ذاكرةِ الأمهات،
وكأنَّ الترابَ …
يحملُ ملامحَنا …
ويُعيدُها إلينا كلّما حاولَ الغيابُ …
أن يمحو الطريق…

أرادوا لنا موتًا بلا نافذة،
وأرضًا تتعثّرُ بالصمت،
وشعبًا ينسى كيف يبتسم…
لكنَّ شعبَنا…
يُقيمُ حياتَه …
كما تُقيمُ الحدائقُ خضرتَها…
بعد موسمٍ طويلٍ من الجفاف،
ويكتبُ صمودَه …
بخطٍّ من نارٍ …
تتراجعُ أمامه كلُّ الظلال …

على صخرتِه …
تتهاوى الأسطورةُ …
التي طال خواؤُها،
وينهارُ مشروعٌ …
حاولَ أن يحبسَ الفجرَ …
في قبضةِ الغبار …

يرونه بعيدًا…
ونراهُ أقربَ من رفةِ جناح،
أقربَ من زيتونةٍ …
تفتحُ قلبَها للريح …
ولا تنحني،
وتعلنُ للعالم …
أنَّ هذا الوطن …
ما خُلق ليَرحل،
ولا هذا الشعب …
وُجد ليُهزَم …

د. عبد الرحيم جاموس
7/12/2025 م
الرياض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com