سرايا من خلال نور اليقين- الحلقة الثّانية 36 – معمر حبار

مقدّمة:
سبق للقارئ المتتبّع أن كتب الحلقة الأولى[1]. لمن أراد الزّيادة. ويضع بين يديك الحلقة الثّانية.
جيش المسلمين المرعب:
قال الكاتب: “ولما رآهم الأعداء ظنوهم طليعة لجيش رسول الله فهربوا وتركوا نعمهم وشاءهم فاستقها المسلمون ورجعوا إلى المدينة”. 180
أقول: واضح جدّا أنّ جيش المسلمين ترك الرّعب في صفوف أعدائه. ويكفي أنّ “خمسة عشر رجلا أرسلها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لبني ثعلبة الذين قتلوا أصحاب محمد بن مسلمة”. أثارت الرّعب. حتّى ظنّوا أنّهم طليعة جيش المسلمين.
غنائم القلّة:
رجع جيش المسلمين بالشياه التي تركها العدو. وهو يفرّ من خمسة عشر رجلا. والأغنام بالنسبة لحالة المسلمين -يومها- من الغنائم، والدعائم. ومن مظاهر النصر المشجّعة على المزيد، والإقدام. خاصّة وضعية المسلمين الاقتصادية كانت ضعيفة جدّا.
الثّأر لأجل الرّجال، والتجارة، والقوافل:
قال الكاتب: “وفي رجب أرسل عليه السلام زيد بن حارثة ليغير على بني فزارة لأنهم تعرّضوا لزيد وهو راجع بتجارة من الشام فسلبوا ما معه وكادوا يقتلونه.
أقول: سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. لا يتسامح أبدا مع من يمسّ رجاله، ولا تجارته، ولا قوافله. ويجنّد لها جيشا، وقادة لمعاقبة المعتدي وتأديبه واسترجاع ما سلب منه. وهذا ما فعله سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. طوال حياته. ولذلك أثار الرّعب في صفوف الأعداء.
عدالة الإسلام ورحمة السّيف:
قال الكاتب: “وفي شعبان أرسل عليه السلام عبد الرحمن بن عوف مع سبعمائة من الصحابة لغزو بني كلب في دومة الجندل. حتى حلوا بديار العدوّ فدعوهم إلى الإسلام ثلاثة أيّام وفي اليوم الرابع أسلم رئيس القسم الأصبغ ابن عمرو والنصراني وأسلم معه جمع من قومه وبقي آخرون راضين بإعطاء الجزية، فتزوّج عبد الرحمن بنت رئيسهم كما أمره بذلك عليه السلام”. 181
أقول: نشر الإسلام يحتاج لمهلة، وحسن أخلاق، وثقة في الله تعالى، وإيمانا بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. ووضع أسيادنا الصحابة مثالا يقتدى بهم في العلم، والثّبات، والصبر، وحسن الخلق. وفي الوقت نفسه يظل السّيف في غمده. لا يستخرج إلاّ لردّ عدوان، وصدّ معتدين. أمّا مواجهة العدو دون سيف. فإنّ ذلك انتحار، وسير نحو الهاوية، والقاضية التي تقسم الظهر.
إسلام الكبير ومن فضائل الزّواج:
أقول: بعد إسلام كبير القوم. والزّواج من ابنته. فتحت أفاق أمام المسلمين. باعتبار دخول قبيلة -أو عدد كبيرة منها- للإسلام. وأصبحوا أصهار للمسلمين. واتّسعت دائرة المسلمين. وازدادت مساحة الأمن والاستقرار. وخفّ تهديد المسلمين. وهو مجتمع ما زال حديث النشأة. وهذا بفضل إسلام كبير القوم، والزّواج من ابنته.
محاربة من يعين اليهود ضدّ المسلمين:
قال: “وفي شعبان أرسل عليه السلام علي بن أبي طالب في مائة لغزو بني سعد بن بكر بفدك لأنه بلغه أنهم يجمعون الجيوش لمساعدة يهود خيبر على حرب المسلمين مقابل تمر يعطونه من تمر خيبر”. 181
أقول: كان سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. يؤجّل بعض الغزوات. لحين تتوفّر له الأسباب. ويقع العدو فيما لا يمكن السّكوت عنه. لكنّه لا يؤخّر معاقبة، ومحاربة من يعين أعداءه. ويعتبرها حربا ضدّه، وضدّ المجتمع الإسلامي الحديث النشأة. ومن هنا جاء “لغزو بني سعد بن بكر بفدك”. لأنّهم سعوا لمساعدة يهود خيبر ضدّه. وهو ما لا يمكن السّكوت عنه، ولا تأجيله.
أهمية سلاح الغداء في الحروب:
“بني سعد بن بكر بفدك”. ناصروا اليهود ضدّ المسلمين. “مقابل تمر يعطونه من تمر خيبر”. ما يدل على سيطرة اليهود على أرزاق العرب. وبالتّالي التّحكم في قراراتهم المصيرية. وتحويلهم إلى أتباع يقودونهم ضدّ إخوانهم. والمثال المذكور خير دليل على ما قمنا بنقله، وأضفنا له الشرح.
الخميس 20 جمادى الثّانية 1447هـ، الموافق لـ 10 ديسمبر 2025
الشرفة – الشلف – ا الشلف – الجزائر معمر حبار
[1] مقالنا بعنوان: سرايا من خلال نور اليقين 35 – معمر حبار



