المطران عطا الله حنا:ان تطالب برفع المظالم عن الشعب الفلسطيني هذا يعني انك انسانا 

هنالك تحريض ممنهج يستهدف كافة الأصوات المنادية بتحقيق العدالة والمدافعة عن الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض لكم هائل من المؤامرات والمشاريع الهادفة لتصفية قضيته.
فكل مدافع عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة مرشح لكي ينعت بأنه مؤيد للارهاب او معاد للسامية ونحن هنا نود ان نؤكد أولا وقبل كل شيء بأننا لسنا مؤيدين للارهاب بأي شكل من الاشكال ونرفض كافة مظاهره ولسنا من دعاة معاداة السامية او أي نوع من معاداة أي انسان في هذا العالم ، فثقافتنا هي ثقافة لا عنفية ثقافة تدعو الى السلام الحقيقي وتحقيق العدالة المغيبة في هذه الديار .
اننا نرفض التحريض الذي يتعرض له مؤازرو ومناصرو القضية الفلسطينية ، فأن تكون مدافع عن الحق الفلسطيني هذا يعني انك انسانا.
نحن ندافع بالدرجة الأولى عن الانسان وعن القيم الإنسانية ولسنا من أولئك الذين يتبنون أفكارا عنفية إرهابية همجية فيحق لكل انسان أيا كان دينه او معتقده ان يعيش بسلام وطمأنينة وامن وامان .
ان الفلسطينيين شعب يستحق الحياة وما تعرض له الفلسطينيون خلال حقب تاريخية ماضية لا سيما في غزة انما لن يؤدي هذا الى السلام فالسلام لا يبنى على المظالم وعلى امتهان حرية وكرامة الانسان بل يبنى من خلال حفظ الكرامة الإنسانية وحق الانسان الفلسطيني في ان يعيش في وطنه بأمن وامان وسلام.
لسنا مرتبطين بأية تيارات سياسية او حزبية او فصائلية ولسنا مرتبطين بأي جهات تتبنى العنف لان هذا يتناقض مع ادبياتنا ومواقفنا وقد أكدت وثيقة الكايروس اننا نتبنى النضال اللا عنفي .
نرفض العنصرية بكافة اشكالها والوانها ولا اعلم ما هو المقصود بمعاداة السامية ولكنني اود ان أوضح بأنني ارفض معاداة أي انسان او أي شعب بسبب انتماء ديني او عرقي فالبشر جميعا هم خلائق الله وهم ينتمون الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله.
ان محاولات التحريض وربط مؤازرة الشعب الفلسطيني والتضامن معه بالإرهاب ومعاداة السامية لن تثنينا كما انها لن تثني أحدا من الاحرار في هذا العالم الذين يؤمنون بعدالة القضية وحق الشعب الفلسطيني في ان يعيش بحرية وسلام .
نحن منفتحون على كل أصحاب الديانات ونرفض رفضا قاطعا ان تمارس العنصرية بحق أي انسان بسبب دينه او خلفيته العرقية او لون بشرته.
لن تنعم منطقتنا بسلام حقيقي بدون حل عادل للقضية الفلسطينية والحل العادل لا يعني تصفية هذه القضية بل انصاف الفلسطينيين الذين تعرضوا لهذا الكم الهائل من الكوارث والمظالم .
سنبقى ندافع عن كل انسان وسنبقى ندافع عن القيم الإنسانية كل القيم الإنسانية ولن نخاف ان نقول كلمة الحق في هذا الزمن الذي يتم فيه التحريض على كل من يدافع عن الشعب الفلسطيني المظلوم.
ان مناصرة الفلسطينيين والمناداة بحريتهم ليست إرهابا بل هي واجب أخلاقي وانساني بالدرجة الأولى .
لسنا مع العنف ولسنا مع القتل ولسنا مع مظاهر الإرهاب بأي شكل من الاشكال بل نحن ندعو الى المحبة والى السلام والرحمة والى احترام حق كل انسان في ان يعيش بحرية وسلام .

المطران عطا الله حنا 
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس 

القدس 11/12/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com