أين أصبحت المرحلة الثانية من خطة الرئيس ترامب، ولماذا لم تُطبَّق حتى الآن؟.. أبو شريف رباح

على الرغم من التزام الجانب الفلسطيني الكامل بوقف إطلاق النار وتنفيذه بنود المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب والتي شملت تسليم جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء منهم والأموات، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يتنصل من التزاماته ويواصل عدوانه العسكري على قطاع غزة دون أي رادع أو التزام بخطة الرئيس الأميركي.
فمنذ الإعلان عن وقف إطلاق النار لم يتوقف جيش الاحتلال عن القتل والقصف والتدمير مستهدفا الأحياء السكنية ومواصلا سياسة الاغتيالات بحق الفلسطينيين في خرق واضح وصريح لبنود الاتفاق، وآخر هذه الخروقات جريمة الاغتيال التي نفذت اليوم حيث استهدفت طائرات الاحتلال قياديا بارزا في حركة حماس، في رسالة تؤكد أن آلة الحرب الإسرائيلية ما زالت تعمل بلا قيود وضاربة بعرض الحائط خطة الرئيس ترامب لوقف الحرب.
وفي موازاة العدوان العسكري المستمر تمعن الحكومة المتطرفة في إسرائيل بتعميق الكارثة الإنسانية عبر منع وصول المساعدات الغذائية والطبية ومستلزمات الإيواء إلى أكثر من مليون إنسان مشرد فلسطيني بقطاع غزة يعيشون بين خيام مهترئة وأسقف مدمرة في ظل شتاء قاسي وانعدام لأبسط مقومات الحياة الإنسانية، وتبرر حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، هذا الحصار بحجج واهية من بينها الادعاء بعدم تسلمها جثة الأسير الأخير، في استخدام فج للمعاناة الإنسانية كورقة ابتزاز سياسي، وفي خضم هذه المأساة المتفاقمة يبرز تساؤل مشروع أين أصبحت المرحلة الثانية من خطة الرئيس ترامب، ولماذا لم يتم الانتقال إليها؟ رغم استيفاء الفلسطينيين لكافة بنود المرحلة الأولى والتزامهم بها.
من الواضح أن الإدارة الأميركية لا تزال تتحجج بإنها تجري مشاورات ولقاءات سياسية تمهيدا للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق وتعيين مجلس السلام الخاص، ثم تشكيل حكومة تكنوقراط، تمهيدا للمرحلة الثانية، هذا التأخير يثير علامات استفهام كبيرة خاصة في ظل غياب أي ضغط حقيقي على الاحتلال لإلزامه بوقف عدوانه وفتح المعابر والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون شروط مسبقة.
إن الإدارة الأميركية بغضها الطرف عن الانتهاكات الإسرائيلية يتفرغ أي خطة سلام من مضمونها ويحولها إلى مجرد إطار نظري لا يلامس واقع الدم والدمار في قطاع غزة، من هنا فإنه لا يمكن الحديث عن مرحلة ثانية أو عن ترتيبات سياسية مستقبلية بينما تقصف البيوت ويقتل المدنيون ويترك الأطفال والنساء وكبار السن فريسة للجوع والبرد والمرض، من هنا فإن الانتقال الحقيقي إلى المرحلة الثانية من الإتفاق يتطلب أولا وقفا فعليا وشاملا للعدوان وإلزام حكومة نتنياهو بتنفيذ تعهداتها برفع الحصار عن قطاع غزة واحترام قواعد القانون الدولي الإنساني، والا ستبقى كل الخطط والمبادرات حبرا على ورق، والشعب الفلسطيني يدفع وحده ثمن الألم والمعاناة.



