“فتح” صمود المشروع الوطني وجبل لا تهزه العواصف والرياح.. أبو شريف رباح

لا تزال حركة فتح بألف خير متماسكة كما كانت دوما شامخة كالجبل الذي لا تهزه الرياح ولا تنال منه العواصف تستمد قوتها من دماء شهدائها الزكية ومن آهات جرحاها ومن صمود أسراها خلف القضبان، هي حركة لم تولد من فراغ ولم تكن طارئة على تاريخ شعبها بل جاءت تعبيرا صادقا عن وجع الفلسطيني وإرادته في التحرر فغدت العمود الفقري للمشروع الوطني الفلسطيني وحارسة قراره المستقل رغم كل ما يحيط بها من ضغوط ومؤامرات.

منذ انطلاقتها واجهت فتح محاولات لا تنتهي للنيل من ثوابتها ودورها سواء عبر الاستهداف المباشر أو عبر محاولات الاحتواء والتشويه والاختراق ضغوط داخلية وخارجية، إقليمية وعربية لم تتوقف يوما لكن جميعها فشلت في كسر إرادة هذه الحركة أو دفعها للتخلي عن خيارها الوطني المستقل ففي زمن تتسارع فيه المتغيرات الخطيرة التي تشهدها منطقتنا العربية ومع تصاعد مشاريع التطبيع والاعتراف بكيان الاحتلال تحت مسميات مضللة كاتفاقيات إبراهيم، تبقى فتح ثابتة على موقفها رافضة المساس بالحقوق التاريخية لشعبنا.

يأتي هذا الثبات في وقت يتعرض فيه شعبنا الفلسطيني لأبشع أشكال الاستهداف من حرب إبادة جماعية ومجاعة ودمار شامل مسح قطاع غزة عن خارطة العالم، إلى مصادرة الأراضي في الضفة الغربية والتوسع الاستيطاني المحموم وبناء الجدران والحواجز التي تخنق المدن والقرى وتحاصر الإنسان الفلسطيني في تفاصيل حياته اليومية، يضاف إلى ذلك ما تتعرض له القدس والمسجد الأقصى المبارك من اعتداءات متكررة ومحاولات محمومة من المنظمات الصهيونية لهدمه وإقامة ما يسمونه الهيكل في استهداف مباشر للعقيدة والتاريخ والهوية.

أمام كل ذلك تبقى حركة فتح بقيادتها وأبنائها الدرع الواقي وحائط الصد الأول عن فلسطين، تدافع عن الأرض والإنسان والهوية وتتحمل مسؤوليتها التاريخية في حماية المشروع الوطني من الانهيار أو التصفية، لم تكن المسؤولية سهلة لكنها كانت دائما خيار “فتح” الواعي الذي دفعها إلى تقديم التضحيات الجسام دون ان تتردد.

“فتح” التي انطلقت من خيمة متواضعة في مخيم للاجئين في الأول من يناير عام 1965 لم تكن تملك سوى الإيمان بعدالة القضية الفلسطينية ومنذ تلك اللحظة واجهت مؤامرات كبرى لم تصمد أمام مثلها دول وأنظمة، حاولوا شق صفوفها من الداخل وبث الفرقة بين أبنائها لكنها أفشلت تلك المحاولات بوحدتها وصلابة بنيانها حوصرت، وطوردت، وتعرضت لأقسى أشكال الاستهداف، وبعد صمودها الأسطوري في بيروت أُخرجت من لبنان، فظن أعداؤها أن ذلك نهاية الطريق لكنها عادت إلى الوطن أكثر قوة وتجذرا مؤكدة أن فتح فكرة قبل أن تكون تنظيما ونهج لا يمكن اقتلاعه من رؤوس الفلسطينيين.

حتى اليوم ما زال أعداء “فتح” ينسجون لها المؤامرات تلو المؤامرات لكنها تبقى كجبل النار التي ستتحطم على قمته كل المؤامرات، وأثبتت “فتح” مرة بعد مرة أنها عصية على الكسر أو الاقتلاع لأنها بكل بساطة حركة الشعب ونبض الشارع وذاكرة الشهداء وعهد الأسرى، وقسم الأجيال وأمل الأمة في الحرية والاستقلال، هكذا كانت “فتح” وهكذا ستبقى ما بقي في هذا الشعب قلب ينبض وإرادة لا تنكسر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com