المطران عطا الله حنا : السلام لا ينبى على حطام الشعوب بل من خلال تحقيق العدالة والحرية

فلسطين ليست ارضا بلا شعب لشعب بلا ارض فهنالك شعب فلسطيني ابي متمسك بأرضه وحقوقه وثوابته، وحقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتجاهل ومن يتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني ويحدثنا عن السلام انما يكذب علينا لان السلام لا يمكن ان يقوم الا من خلال تحقيق العدالة ونيل الشعب الفلسطيني لحقوقه الكاملة في هذه البقعة المباركة من العالم .
من يحدثوننا عن السلام كشعار ويتجاهلون حق شعبنا الفلسطيني في ان ينعم بالحرية في وطنه انما هم في الواقع لا يريدون سلاما بل يريدون استسلاما للفلسطينيين والفلسطينيون لن يستسلموا ولن يرفعوا الراية البيضاء.
اليوم وفي ظل ما يعيشه الفلسطينيون من آلام واحزان هنالك سعي حثيث من اجل اغراق الفلسطينيين في ثقافة الاستسلام والهزيمة وفي ثقافة اليأس والإحباط والقنوط.
صحيح ان واقعنا مرير والكارثة التي نعيشها لا يمكن وصفها بالكلمات ولكننا لا يجوز ان نسمح لاحد بأن يغرقنا في ثقافة الاستسلام والهزيمة وفي ثقافة اليأس والإحباط والقنوط.
صحيح ان واقعنا صعب ومعقد ولكنني على يقين بأن هذا الشعب المظلوم لن يبقى في هذه الحال وكل ظلم في هذا العالم مهما اشتدت حدته له بداية وله نهاية.
ما هو مطلوب من الفلسطينيين في هذه الأوقات هو ان يرتبوا أوضاعهم الداخلية لكي يكونوا اكثر وحدة ولحمة وتعاضدا وقوة في مواجهة المؤامرات والتحديات.
وما هو مطلوب من الاشقاء العرب ان يقفوا بشكل فعلي مع فلسطين الجريحة والمظلومة .
أما الاحرار في عالمنا وهم من كل الأديان والاعراق فنحن نحييهم لانهم قالوا كلمة الحق في هذا الزمن الرديء ولعل مواقفهم هي نور نراه في نهاية النفق نور يبشر بالخير بان هنالك شيئا يتغير في هذا العالم لصالح الفلسطينيين.
لقد التقيت مؤخرا مع وفود كثيرة اتية من مختلف ارجاء العالم ولمست ان هنالك تغييرا كبيرا في الرأي العام وخاصة في أوساط الشباب الأوروبي والامريكي وقد همس احدهم في اذني قائلا بأن ترامب قد يكون اخر رئيس لامريكا يدعم إسرائيل والرؤساء القادمون سيكونوا مختلفين ومرشحو الرئاسة القادمة سوف يكونوا داعمين لاقامة دولة فلسطينية وتحقيق امنيات وتطلعات شعبنا.
من كان يحلم بوصول ممداني لكي يكون عمدة لنيويورك وهو المؤازر للفلسطينيين وقضيتهم العادلة ، فمن انتخبوا عمدة نيويورك هم ذاتهم الذين سينتخبون الرئيس الأمريكي القادم .
أتمنى ان لا أكون مفرطا في التفاؤل ولكن ما نلمسه بأن هنالك تغييرات دراماتيكية في الرأي العام العالمي ، نتمنى ان يؤدي الى تغيير السياسات العامة لهذه الدول لكي تكون اكثر عدلا وانصافا .
ما نريده نحن هو السلام ولكن السلام الحقيقي وليس السلام المزيف ، السلام الذي يصون حرية وكرامة الانسان الفلسطيني فلا يمكن ان يبنى السلام على حطام شعب وعلى حساب شعب بل من خلال تحقيق العدالة الحقيقية ونصرة شعبنا الفلسطيني المظلوم .
يارب اعطي سلاما لارض السلام مع ادعيتنا بأن تتحقق العدالة المغيبة في هذه الديار لكي ينعم انساننا الفلسطيني بحياة افضل وحرية وامن وامان وسلام طال انتظارها.
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
22/12/2025
نطالب بإفشال ورفض قرار هدم ملعب الأطفال في مخيم عايدة وهو المتنفس الوحيد لشريحة الأطفال في المخيم
لدى توجهي الى مدينة بيت جالا قبل يومين مررنا بمخيم عايدة وهو من المخيمات الفلسطينية القائمة في محافظة بيت لحم وهو مقتظ بالسكان ناهيك عن شوارعه وازقته الضيقة ويعتبر هذا المخيم كما وغيره من المخيمات نموذجا يبرز معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين عانوا وما زالوا يعانون ولكن وبالرغم من كل ذلك فإن هذا المخيم كما وغيره من المخيمات قد قدموا لمجتمعنا الفلسطيني ثلة من الشخصيات المثقفة والواعية والبارزة ، فحيثما هنالك ألم ومعاناة يكون الابداع واهلنا في مخيم عايدة مبدعون في كل الميادين كما هو حال كافة المخيمات.
لفت انتباهي انباء نشرت في وسائل الاعلام المحلية تتحدث عن ان هنالك متنفسا لاطفال المخيم وهو ملعب مهدد بالهدم بقرار إسرائيلي .
ان مجرد التفكير بهدم هذا الملعب الذي يتنفس فيه أطفالنا الصعداء انما هو امر مرفوض ومدان ونحن في الوقت الذي نعرب فيه عن تضامننا ووقوفنا الى جانب مخيم عايدة هذه القلعة الوطنية الابية فإننا ننادي كافة المؤسسات والهيئات الإنسانية والحقوقية والاممية في عالمنا بضرورة العمل على ابطال قرار هدم الملعب وهو المكان الوحيد الذي يلجأ اليه أطفال المخيم وهو يعتبر متنفسا وحيدا لهم.
نطالب بالعمل على افشال هذا القرار وابطاله لكي يبقى هذا الملعب قائما في هذا المخيم الذي يحتاج الى مكان من هذا النوع وخاصة من اجل الأطفال.
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
22/12/2025



