“طـلـطـمـيس”.. الشاعر/ يوسف أبو زبيد 

بأروِقةِ المساءِ لنا جلوسُ
شريطةَ أنْ يغادرَنا العُبوسُ
**
فنشرَعُ بالحديثِ عن الزمانِ
وكيفَ تبدَّلتْ فـيهِ الـنـفـوسُ
***
تفاقمَ في ربانا كُلُّ إثمٍ
ودبَّ الوهنُ لمّـا دبّ سوسُ
**
دفنّا كلَّ عارفةٍ جِهارًا
فغابَ الشهمُ إذْ حضرَ الخسيسُ
***
أذا حلَّ الهوانُ بنا عجبْنا
وقلنا ما هو السببُ الرئيسُ
**
تجاهلنا وما نحنُ الذين
جَهِلْنا يوم غادَرَنا النفيسُ
**
وكلُ نفيسِنا بعناهُ بَخساً
فداسَ رقابَنا الخصمُ الخسيسُ
**
فلا قيمٌ تَركنا في حِمانا
كأنَّ الحالَ يا صحبي بَسوسُ
***
هنا كبتٌ وغانيةٌ وخمرُ
وسرسرةٌ وأيْمانٌ غموسُ
**
نصدّقُ لا نُمحِّصُ ما يُشاعُ
نزفُّ الشائعاتِ كما العروسُ
**
ونوصِـلها الى بيت الزواج
وليلي ثم ليلُكَ طَـلطميسُ
**
كأن العقلَ فينا يا رفاقُ
مجازٌ سابتٌ رهنٌ حبيسُ
**
ونبدعُ في الحديثِ عَنِ القديمِ
ونلعنُ كلَّ جائحةٍ تجوسُ
***
وما هتكَ الفضيلةَ غيرُ شرٍ
هو “الفيسُ” الذي أمسى فيوسُ
**
فما زالَ الزمانُ هو الزمانُ
وشمسُكَ والهوا وكذا الطقوسُ
**
علامَ تلعن الأيامَ ظلمًا
وتشتمُ ذا الزمانَ ولا تسوسُ
***
فما الأيامُ بدَّلها الزمانُ
ولكنْ نحنُ جرّتْنا النفوسُ
***
قَبِلنا بالرذيلة دون كُرهٍ
لأنَّ النكسةَ الكبرى النفوسُ
**
فمَنْ كانت خُطاهُ بها زَبيبٌ
قُبَيْلَ تحصرُمٍ ذاكَ التعيسُ
***
فلا تغرقْ فهذا الكونُ بحرٌ
فكم زُهِقتْ بما جَهِلتْ نفوسُ
***
فما كلُّ ابنِ تسعٍ كانَ فحلاً
ولا كلُّ ابنِ سبعٍ لا يقيسُ
**
فكم أسدٍ تأذّى مِن حقيرٍ
وكم جملٍ تخلّى عنه عيسُ
**
ضميرُكَ لا تُعِرْهُ إلى سواكَ
ففي سَقَرٍ إذا فارتْ حسيسُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com