مرة اخرى٠٠ الاديب والكاتب والروائي المتألق سليم عيشان.. د/ رشاد المدني

أبو باهر ٠٠ كتاباته فيها النخوة والرجولة والشهامة والصمود والعطاء٠٠٠٠ وعن حيفا تستمر الكتابة وتستمر الذكريات٠٠٠
هكذا كان الحارس اليهودي يضرب المرأة المسلمة بيديه وببندقيته وبقدمه فصرخت المرأة البدوية الفلسطينية بأعلى صوتها تستغيث مرددة وا اسلاماه٠٠٠ واسلاماه تيمنا بصرخة المرأة العربية المسلمة الى المعتصم فلبى النداء وخلصها وحررها٠٠٠ ليلة سقوط حيفا٠٠٠٠٠ الطريق الى حيفا٠٠٠٠٠٠٠٠ وتستمر الحكايات وتكثر النهفات وتتعاظم البطولات٠٠ وما زلنا نقرأ ونتعرف على القصص والحكايات حكاية بعد حكاية من شريط الذكريات٠٠٠ قبل أيام قرأت عدد من الحكايات التي كتب بعضها ونشرها وسمعها الاديب الكاتب والباحث الروائي أستاذنا سليم عيشان من خلال والده وغيره عندما كانوا موجودين في مدينتهم حيفا وفي أماكن غيرها٠٠٠٠ حيفا هي مدينة الحركة والنشاط والعطاء والصمود والجمال والحب والفداء٠٠٠ أبدع الثوار فيها وخططوا وقاوموا ببسالة ضد المجموعات الصهيونية ببسالة رائعة٠٠٠ والحكاية المروية تقول: ذهبت مرأة قروية لجمع الحطب من إحدى الأماكن وعندما انتهت من العمل أرادت العودة الى بيتها فرأها أحد الحراس اليهود فاعترضها والقى القبض عليها وأمرها بالذهاب معه الى مركز الشرطة حيث قام بضربها بيديه وببندقيته وبقدمه٠٠ فقامت المرأة المسلمة بالصراخ بصوت عال وطلبت الاستغاثة من أي شخص يمر في الطريق فنادت وصرخت بأعلى صوتها وامعتصماه وامعتصماه ٠٠٠ وبالصدفة سمع أحد الرجال صوتها وهي تستغيث٠٠ فتوجه الى مصدر الصوت فوجد المشهد أمامه وهو الحارس اليهودي يقود المرأة بعنف وعنجهية وقوة٠٠ وتدخل هذا الرجل لإنقاذها لكن الشرطي وهو الحارس اليهودي رفض ذلك فاشتبك الطرفان واشتدت حمية وعاطفة الرجل وقام الحارس بتهديد الرجل بإطلاق النار عليه٠٠ وفجأة وبقوة تمكن الرجل من خطف السلاح من يد الحارس اليهودي ٠٠٠ وبمكره ودهائه استطاع الحارس أن يستعيد سلاحه وأن يطلق سراح المرأة ٠٠ فما كان منه الا ان القى القبض عل الرجل من جديد وقاده الى مركز الشرطة وهناك سلمه للضابط المناوب وشرح له ما حدث وأن الرجل حاول ان يخطف سلاحه٠٠٠وانصرف الحارس٠٠ ومن حسن الحظ ان الضابط كان فلسطينيا مسيحيا وقد تفهم ما حدث وانطلق الرجل مبتعدا عن مركز الشرطة قبل ان يحضر المسؤول البريطاني ويحقق معه … أتعرفون هذا الرجل الذي ساعد وأنقذ تلك المرأة القروية انه والد الاديب الكاتب سليم عيشان٠٠ وكلمة وفاء لوالدكم رحمه الله كان رائعا صامدا جريئا شجاعا باحثا عن لقمة العيش بشرف وانت أديبنا الكبير لكم منا كل الاحترام والتقدير ٠٠ متألقا ومبدعا دائما كما عهدناك٠٠٠٠ أحسنت النشر والتعبير والاختيار وجمال الكلمات والعبارات والعظات والعبر وأفكاركم النيرة المشرقة ودمتم بعز وهناء وسعادة٠٠زادكم الله علما ومعرفة وثقافة٠٠٠٠٠الحكاية الثانية هي ليلة سقوط حيفا ٠٠٠ ذاكرة التاريخ تروي ان فلسطين ضاعت في الوقت الذي ما زالت فيه الجيوش العربية داخل فلسطين سقطت المدن والقرى وتم ارتكاب المجازر البشعة ضد الفلسطينيين وأجبروا على الرحيل والهجرة وتشتتوا في اصقاع العالم وأصبحوا لاجئين٠٠ويروي والد الباحث سليم عيشان قصة خروجهم واقتلاعهم من جذور مدينتهم حيفا بالتفصيل وعن الاسباب الحقيقية التي أدت الى سقوط المدينة٠٠٠وأورد فيما يلي تواريخ سقوط المدن الفلسطينية في حرب عام ١٩٤٨ لقد سقطت طبريا في ١٩ ابريل ١٩٤٨ وحيفا سقطت في ٢١ الى ٢٣ ابريل سنة ١٩٤٨ وصفد في 6/5 سنة ١٩٤٨ وبيسان سقطت في ٥/١٢ ويافا في ٥/١٥.
وهذه المدن تم الاستيلاء عليها واحتلالها قبل دخول الجيوش العربية فلسطين .. أما المدن التي سقطت بعد ١٩٤٨/٥/١٥ فهي عكا في ٥/١٨ و اللد في ٧/١١ والرملة في 7/12 والناصرة في ٧/١٦ وبئر السبع في ١٠/٢١ أما المجدل فسقطت في ١٩٤٨/١١/٥ وفي النهاية نورد سطور مهمة عن المدينة الجميلة باختصار مدينة حيفا٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠كان في حيفا سنة ١٩١٦م ١٠٤٤٧ نسمة ازدادوا الى ٢٤٦٣٤ نسمة عام ١٩٢٢م وفي عام ١٩٣١ اصبحوا ٥٠٤٨٣ نسمة وفي عام ١٩٣٨ ازدادوا الى ٩٩٠٩٠ نسمة وفي عام ١٩٤٥م كانوا ١٣٨٣٠٠ نسمة٠٠٠٠ وحيفا مشهورة بمينائها العظيم الذي أقامه العثمانيون في ٣١ اكتوبر سنة ١٩٣٣م وأصبح هذا الميناء من أكبر موانئ البحر المتوسط ويتصدر جميع الموانئ الفلسطينية لأهمية مواقعه وكثافة الحركة التجارية.. ويوجد شخصيات بارزة من حيفا ونذكر منها :
أولا: نجيب نصار (١٨٦٢ – ١٩٤٨م ) كاتب وصحفي تولى اصدار جريدة الكرمل الاسبوعية في حيفا سنة ١٩٠٩ وفي عام ١٩٤٠ أقفلت الحكومة جريدته٠٠
ثانيا: رشيد الحاج إبراهيم ولد في حيفا سنة ١٨٨٩م نفته الحكومة البريطانية الى سيشل سنة ١٩٣٧م لمقاومته ونضاله ومواقفه الوطنية٠٠ توفي في عمان سنة ١٩٥٣ ٠٠٠٠
ثالثا: عبدالله مخلص ولد سنة ١٨٧٨م في احدى المدن التركية وقدم الى حيفا مع اسرته وعمره ٤ سنوات٠٠ أتقن عبدالله العربية والتركية والفارسية وجمع بين الدراسة التاريخية وبين الادب والدين وكان الأديب اسعاف النشاشيبي يقول: (الجاحظ أعجوبة البيان ومخلص أعجوبة الزمان) يعني بالزمان التاريخ وكانت أخر وظيفة شغلها وظيفة مدير الأوقاف الإسلامية العامة في فلسطين من سنة ١٩٣٨ – ١٩٤٤.
رابعا: وديع البستاني ( ١٩٨٦ – ١٩٥٤) وهو لبناني. استقر في حيفا اكثر من ٣٠ سنة مجاهدا مع اخوانه الفلسطينيين في مقاومة الخطرين الصهيوني والبريطاني. وكان ينادي بالبقاء في وجه المغيرين فظل وحده في بيته في حيفا بعد سقوطها وأخيرا عاد إلى لبنان حيث قضى نحبه رحمه الله.
وبالنهاية ألف تحية لأدينا الكبير سليم عيشان ودام عطاؤك اللامحدود لتتحفنا عن مثل هذه الكتابات والذكريات والأحداث التاريخية.




