فليعتبر مَنْ يعتبر/ شعر قرار المسعود

خانوا البلاد و دنسوها       –  فقالت العشيرة خزي هذا يا أهل الدار

هذه عصابة قد دُبرت        –  وتفشت فينا فانقشع عنها  الاستقرار

أمهلونا عهدة خامسة فقط    – أو أشهر لنجعل البلاد فريسة للأشرار

فنادى الشعب من الشارع   –  وكان لهم صالح من أبنائه  بالمنشار

فقام ضمير نوفمبر جليا     –  و أخذ تبون و السعيد مشعل المشوار

لا نهرول و لانطبع ولا     –  ننحني و لنأخذ  سبيل الخلاص بالغِمار

باستشهادك يا إسماعيل    –  قد أزلت لنا الشك و مسحت كل الغُبار

ستبقى دوما رمز تحويلٍ    –  وشعار الجزائر الجديدة بعون الله السَتار

قتلوه لطمس الحقائق        –  فكان الجواب لهم بالحكمة و الإنكار

ما ينبغي لكم فعل هذا       –  في البيت و أنتم أولاد الدشرة و الدوار

انكشف تدبير الخيانة       –  فلم يجدوا إلا البحر و لاذوا بالفرار

أيها الناس فكروا واعرفوا   –  وعوا  ما يحاك لنا من خلف  السِتار

لا يأخذنكم الظن يوما ما      –  فهيهات لا نقبل منكم هذا الاستهتار

اسألوا كل ساكنة الأرض    –  تروي لكم ما فعلتم من خزي و عار

ليس لكم عذر ولا مبرر      –  فوصفتم أمام الإعلام  بخائن الدار

مصير كل عميل جاسوس   –  بدل جلدته أنه سيبقى أبد الدهر محتار

 

نقول لمن أساء وتأمر علينا  –  خذ هذا يا مَنْ لا تعرف قدر الجار

فستبقى رغم كل استفزاز     –  مجبر أنت على حسن  الجوار

الشعب له جذور راسخة      –  في الأزل و عقيدة لا تتغيرولا تنهار

إن اتجاه الجزائر صريح     –  كان و مازال ثابتا لا يقبل بأي انكسار

تاريخها بالمجد في الوغى   –  معروف لا ترضى المساومة من أي تيار

بصرخة قلم من دم أقسمت  –  نادت للتحرر بعون الله و خروج الاستعمار

فشعارها مبدأ حاسم دائما    –  بالعزيمة في الخطوب لا تخاف ولا تحْتار

دغرية ناصحة  واضحة     –  ومجاهدة للحرية ولا تخشى من أي جبار

نحن من صلب الشهداء      –  و لا نبالي بأحد فأصلنا من طينة الأخيار

لنا كلام صادق و مدوي     –  و سهم يصيب كل ضمير حي فيشعل النار

فلتعلم شعوب أمم إفريقيا    –  أننا جددنا الثورة بالعلم والعمل وبالوَقار

خدرونا ونومونا و أذلونا    –  فثرنا فأظهرنا  كل ما كان  تحت الأحجار

بجيل أرضع  من دماء      –  الشهداء في الفياف والجبال وتحت الأشجار

لا يخاف ولا يقبل أحد منه   –  الذل فجاء كفصل الربيع و أظهر الثمار

إعلان عالمي باستقلال      –  دولة فلسطين والصحراء الغربية إنه قرار

و بمساندة كل مظلوم نادانا  –  في المعمورة و إبطال فكرة كل دبار

تعالي يا جامعة العروبة نبني-  و نحمي بالشورى وجعل الوحدة جدار

ألا ترين من مباراة كأس    –  كانت مباركة وحدة أمتنا في دولة قطار

وبالمغرب العربي نؤسس   –  حصن دعم منيع ضد كل حليف غدار

تذكروا فيصل و بومدين    –  قادوا دول عدم الانحياز فخرا فكانوا أحرار

قالها من قبل هذه الأرض   – ليست للبيع ولا للشراء من أب ثائر و مغوار

و في قصر الأمم تأسست الدولة – بسم الله و بسم الشعب بلسان ابي عمار

فالشعوب قد صممت سبيل        – الشارع خطابا فاشهدوا يا ذوي الإبصار

إن الدين و التاريخ قد أملى       – أن الصهاينة دائما وأبد الدهر عهدهم دوار

إن إعلان معركة اليوم هي       –  كرامة شعوب وأمم قاموا  لرد  الاعتبار

هذه رسالة من كل إفريقي        –  حر طليق لكل متغطرس  بكل اختصار

إنها ثورة قارة بأكملها         –      عزمت أن لا يبقى فوق أرضها اي قهار

وتطلع شمس الحرية             –  تزيل كل متجذر مُتَجبر كسيل الأنهار

فستكافح بالتي هي أجدر        –  و تنزع  في طريقها سياسة الهيمنة بالمقدار

نداء، دعوة من مستضعف  –      مظلوم  فحان الوقت له واستجابت الأقدار

يا وزن و يا قافية الراء        –  هيجتما وجداني وأظهرتما كل الأسرار

فهل من عازف الأنغام         – يزيد في  الأبيات لحنا و رقة على الأوتار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com