ناهض زقوت: لقاء مع تلفزيون فلسطين وثقافة حق العودة

في مخيم دير البلح وبين أزقة المخيم، وبتسهيل من اللجنة الشعبية للاجئين في المخيم، كان لقاء اليوم مع تلفزيون فلسطين في برنامج “عائدون” من تقديم الإعلامي رجائي الشطلي. تحدثنا في هذا اللقاء عن آليات تعزيز ثقافة حق العودة.
كان بداية حديثنا عن دور الثقافة في المجتمع، ففي رأينا أن الثقافة فعل سياسي وأداة استراتيجية فاعلة، لها أثرها الواضح في الحفاظ على الثوابت، وترسيخ المفاهيم، ومنع الانحطاط والهزيمة والضياع. وثقافة حق العودة هي الثقافة التي يجب أن نعززها في ذهنية الأجيال الجديدة ونرسخ جذورها لديهم، بما يدفعهم بكل قوة للانتماء إلى هذه الأرض، والدفاع عنها، متسلحين بآليات هذه الثقافة التي نعمل على ترسيخها لكي يشكلوا من خلالها رؤية أفضل من رؤيتنا في تحرير فلسطين وعودة اللاجئين.
وكانت أولى رؤيتنا في تعزيز ثقافة حق العودة من خلال تعزيز ثقافة الوحدة، التي نفتقد إليها على المستوى السياسي والاجتماعي، فقضية اللاجئين تشكل القاسم المشترك بين الكل الفلسطيني، ولا نجد اثنين يختلفون على حق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها عام 1948. علينا أن نعزز ثقافة الوحدة لدى الأجيال الجديدة، بدلا من زرع خلافاتنا وتناقضاتنا الهامشية، لكي يستمروا في الدفاع عن قضية اللاجئين وحق العودة، والتمسك بهذا الحق. وعلينا أن نرسخ في نفوس الأجيال الجديدة أهمية الأرض ومكانتها التاريخية والحضارية، بما يعزز صمود الأجيال الجديدة في الأرض والدفاع عنها. بدلاً من محاولات الهجرة وترك للأرض.


وتحدثنا عن المؤسسات التعليمية والتربوية والمناهج المدرسية، ودورها في تعزيز ثقافة حق العودة، مع المطالبة بإعادة النظر في المناهج الدراسية والتعليمية لتزويدها بالأسس الوطنية، وإبراز القضية الفلسطينية بشكل أكبر، والتعريف بقضية اللاجئين وحق العودة والقرى المدمرة. وتحفيز الطلاب للبحث والدراسة عن قراهم ومدنهم المهجرة، من خلال مسابقات أو أنشطة مكتبية، والعودة إلى حصة المكتبة لتعويد الطلاب على القراءة والاطلاع والبحث.
وأكدنا أن التمسك بالمواد التراثية من الأغنية، والثوب، والحطة، والقصص الشعبية، واللوحة الفنية، طابع البريد، والبوستر، لأن كل ذلك يعزز من ثقافة الانتماء وحق العودة.
وفي جانب الكتابات الأدبية والإبداعية، أكدنا أن الرواية والقصة القصيرة بما تحمله من مساحات وفضاءات واسعة في الوصف والتعبير هي الاكثر قدرة على التعبير عن المشاكل والقضايا التي ألمت بالفلسطيني, وعلى تصوير نوازع النفس الإنسانية لديه, وكذلك قدرتها على شحذ عزيمته أثناء كل محنة واجهها، وهي في هذا لا تختلف عن أي عمل نضالي, فهي بمثابة منشور ثوري تحريضي يحرض على العصيان والتظاهر. وبهذا الجانب كانت الكتابات الأدبية شهادة الفلسطيني أمام العالم، عما يعانيه ويلاقيه في سبيل دفاعه عن نفسه وعن وطنه وعن حقه في الوجود. وقد تناولت هذه الكتابات الهجرة والتشرد, والمذابح وهدم القرى, والخيام والمخيمات, ووسائل القتل وأساليب الإرهاب الصهيوني, والأبعاد الإنسانية للنكبة, وتفرد النكبة بترحيل شعب وجلب شعب أخر مكانه, والدور البريطاني, والعجز العربي, ومسؤولية المجتمع الدولي ووكالة الغوث, وتهويد المكان, وأحوال المنفى والشتات, وعمليات التسلل والعودة, والمقاومة, وحق العودة.
لذلك علينا ترجمة روايتنا وقصصنا ليقرأ العالم مأساتنا ويتعرف على ما حل بالشعب الفلسطيني، ومن خلال هذه الترجمة نعزز ثقافة حق العودة لدى الأجيال الجديدة التي لم تعش فلسطين وولدت في المهجر. وهنا يكون دور السفارات الفلسطينية كبير وأساسي في نشر الثقافة الوطنية من خلال أفلام السينما، والنشرات، والندوات واللقاءات والترجمات التي تشرح الرواية الفلسطينية في مقابل الرواية الإسرائيلية الزائفة.
وفي الختام دعونا مجلس الوزراء إلى اعتماد لجنة استراتيجية مكونة من وزارة التربية والتعليم، ووزارتي الثقافة والاعلام، ووزارة الخارجية، ودائرة شؤون اللاجئين، تكون مهمتها تعزيز الثقافة الوطنية وثقافة حق العودة، والوقوف بحزم أمام الرواية الاسرائيلية الزائفة التي يروجها أمام العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com