متى يُدرك القوم ..!.. نص بقلم/ د. عبدالرحيم جاموس

لم يبق هناك..
وقتاً لجيشِ الإنقاذ ..
قد ذهبَ مع الريح..
قد اكتمل بعده الطوفان..
ويستمرُ التهاوي..
في زمن التراجع والانكسار ..
والحصار..
*
قد يأتي الجيشُ يوما..
ليحرسَ حُقولَ الزيتونِ..
سنابل القمح قد حان موسمّ حَصادها ..
*
حيفا لازالت..
تشربُ ماء البحر..
تغرسُ اقدامها عميقاً في التراب..
تُعلن نهايةَ عصرِ الإِنهيار..
*
مآذنُ القدس ..
تصدحُ بِصوتها المبحوح ..
حيَّ على الصلاة ..
حيَّ على الفلاح..
نواقيسُها تدق عالم النسيان ..
الاجراسُ..
تُشنفُ الآذان ..
صباحاً ومساء..
تعلن زوالَّ الجدار..
وسقوطِ الحصار..
*
هكذا هي القدسُ تغرقُ..
في بطنِ الحوت..
لن تصمت طويلا ..
لن تسكت على الخزي و العار..
*
يونسُ مازال يكمنُ في بطنِ الحوت..
يصلي ويسبحُ تارة ..
و يدقُ على الجدار تارة اخرى ..
و القدس لازال امامها اكثرُ..
من مليون اختيار..
ان تُجفف البحرَ..
او تَنسفَ القطارَ ..
وتُفجر البركان ..
في وجهِ الخزيِ والعار..
والدَّمار والإندحار ..
*
هي جوهرةُ الأرض ..
محورُ الكونِ..
هديةُ السماء..
*
لم يَعد لديها وقتٌ للضَياع..
هي زمنُ الماضي والحاضر..
والإِختصار..
*
ليسَ هناك وقتٌ..
أكثر للصبرِ و للإنتظار ..
متى يُدرك القوم معنى الإنتحار ..
هل ادرك القوم ضرورة الإختيار..
واخذِ القرار والإختصار..
*
هي القدس يا سادتي ..
يا قومُ..
تعرف معنى الصبرِ و الصمود..
تعرف خطرَّ القرار و الإختيار..
لكنه يبقى هو المحكُ والإختبار..!
د.عبدالرحيم جاموس
28/03/2021م
الرياض
Pcomety@hotmail.com