هل هي صحوة ضد الوجود اللأجنبي في إفريقيا؟/ بقلم قرار المسعود

من خلال جدول أعمال مؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي في القمة الاستثنائية الـ 16 للاتحاد الأفريقي، المنعقدة في مالابو (غينيا الاستوائية) السبت 25 ماي 2022 و ما صدر من قرارات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا و توصيات المجموعة الأوروبية من بعض المرونة في وجهة النظر من جهة و من ما تثبته وسائل الإعلام من تحركات من المجتمعات في الشارع الإفريقي من جهة أخرى، يوحي ببعض التنبؤات و التحليلات من شأنها النهوض بالفرد الإفريقي الى مستوى معرفة مكانته مقارنة بالشعوب الأخرى من حيث المعيشة و الاستقرار الخالي من الهيمنة و الغطرسة و العبودية للغير.
هذه المؤشرات أصبحت تتغذى من التفتح الإعلامي بواسطة التواصل و ما أفرزته الحرب بين القوتين الدائرة في أوكرانية. و كأنها أطلقت اللسان في حسن التعبير على ما تعيشه المعمورة من الكيل بثلاثة أضعاف. هل هي الصحوة ضد الوجود الأجنبي في إفريقيا ؟ أم مجرد سحابة صيف عابرة ؟ و هذا ما يريده الجلاد بشتى الطرق لأن هذا الظرف جعل كل إستراتجيته و برامجه على المحك في كل المجالات و خاصة موازين السيطرة على العالم و سلب خيراتها.
إن الحرب اليوم الدائرة في المعمورة هي حرب حقيقتها إمكانية ثبات الوجود بالنسبة لشعوب العالم الثالث و بتخطيط و حسابات دقيقة منبثقة من الواقع المعيشي و معرفة مَنْ هو قادر على بناء تكتل واقي و الدائم و الذي يعود بالفائدة على هذه الأمم. قد يكون هذا التكتل بالموالاة لجهة معينة أو حيادي لسماع الصوت و إعطائه مكانته في الساحة و بعد دراسة جيواستراتيجية معمقة تجعل أي قرار يكون له أثر في الميدان و تأثيره في ميدان القوة. دوام الحال من المحال.
ما كان من مبادرات من قادة دول العالم الثالث بعد الحرب العالمية الثانية يستوجب أخذ العبرة منه ربما مساندة الشعوب لها من جانب الوعي و تقدم البطيء جعل في مسارها بعض الخلل و عدم استمرار الصمود نظرا لمغريات متطلبات الحياة المُزَيفة و خيانة الحكام للشعوب كانت من عوامل التقهقر أو نقص في التخطيط و أيضا في المهارة الشيطانية للخصم. أما اليوم فساحة المعركة واضحة لا تتطلب إلا الثبات و العزيمة و الإخلاص لتنفيذ البرنامج المسطر.



