ربيع أوروبي مصبوغ بشتاء قارس/ بقلم قرار المسعود

              من المعروف أن قضية التحكم في الشعوب بواسطة المال هي الوسيلة السائدة في تسيير الكرة الأرضية في كل المجالات على حساب المبادئ و الكرامة و غيرها، هنا مقولة ” غير كل شيء فيك ولا تنسى من أنت ”  مثل يهود الدونمة،  فهذا الجو السائد اليوم أصبح العالم لا يتكلم إلا به، ما يغري الرأي العام و يسمح لمخرجي المسرحية عرض فصولها بالكامل بدون إحراج لا من هنا و لا من هناك فالغني يزداد غنى و الفقير يداس بالنعل القديم إلا بعض المقربين من حاشية السلطان فيداسون بالنعل الجديد.

            فالتحكم في تسيير العالم بمال الربا من طرف فئة معينة دون منازع لها حيث وضعت كل التدابير اللازمة منذ مدة طويلة و نفثت سمها في دماء كل الشعوب و بالخصوص حكامهم فأصبحوا خداما للوضعية على مر الأزمنة. تراهم كأنهم سكارى من المفعول المغري و من العبودية بعيدا كل البعد عن واقع معيشة شعوبهم،  فكل شيء تمت تَجْربَته في و على المجتمعات الفقيرة و خاصة المسلمة لحاجة في نفس يعقوب يعرفها المسلم و غير المسلم. فعلى غرار عدم التوازن الحادث حاليا تلاشت سيطرة المال ليأخذ مكانه السيف و هو ما نراه من أحداث تظهر بعدم احترام رجال المال أو بالأحرى عائلة المال عبر بعض الدول. هذا يوحي بأن سياسة السيطرة بالمال و استخدام شعوب بواسطته و حكامه ما عادت تفيد كثيرا بعد ما جاءت ريح التواصل بين الأمم و أعطتها حقيقة الواقع الذي تعيشه و أصبحت من معركة تحرير الوعي ( السيف أصدق أنباء من الكتب) كأن المال أمسى عاجزا عن مواجهة تحديات العالم في معطياته الحديثة.

.

           فتجلى من الواضع المعيشي عند كل فرد من هذه الشعوب المقهورة عندما يرى و يسمع من رئيس أوكرانية يناشد يهود العالم لنجدته و تسخير دول أوروبا بأكملها لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين في زمن قياسي  في الفنادق الضخمة و لاجئو العالم الآخر في أسوء حالة يموتون من البرد و الجوع تحت مباركة مجلس الأمم المتحدة و كل مزامير العالم تطبل و تناشد بذلك. فمن ضمن هذه المشاهد العديدة التي زادت الحسرة في النفوس الطاهرة و التأمل في مخرج يكسر صخرة الظلم و الطغيان المسلط عليها. بدأت تظهر بوادر في الأفق يجب دعمها و مؤازرتها حسب رؤية استشرافية و مستقبلية لما تكون عليه الإنسانية بناء لبعض التحليلات و التنبؤات في رؤية مختلفة.

  • فمنهم مَنْ يرى في تأسيس قطب توازني بعد انهيار أورويا بإقحام دولة المشاركة في قمة السعودية من أجل استمرار الوضع و استمرار التوازن و السيطرة الأحادية  تتكئ عليها أمريكة و حلفائها ضد روسيا و ضمان التوازن مستقبلا  “جو بايدن” يصرح  (أمريكا لن تترك فراغا في الشرق الأوسط لروسيا والصين) و هذا ما قاله قبله أيزنهاور في 1957.
  • قد يكون العكس من خلال تسبب مبادراته في قمة جدة للأمن والتنمية و ميلاد حلف دول عدم الانحياز ثانية.
  • و منهم من يرى أن لوبي المال يبقى هو المسيطر و الماسونية تجد بواسطة الشيطان لعنه الله في كل الحالات و الطرق مخرجا لتسود على العالم.
  • و منهم من يرى أن أسباب زوال الظلم باتت وشيكة و أن دوام الحال من المحال و إخراج الصين و روسيا بالقيادة.
  • و أخرون يرون أن بسبب هذه الحرب الأوكرانية و انقضاء المعاهدات المبرمة تحت السندال والسيطرة القديمة ما قبل الحرب العالمية الأولى و الثانية و ما بعدها يستوجب الآن تعدد الأقطاب ليسود نوعا ما السلم و العدل في المعمورة.
  • و منهم من يرى على ضوء التحديات الكبرى يظهر تكتل ثالث لموازنة التسيير المستقبلي و قد يكون في منطقة إفريقيا و الخليج.
  • هناك خبراء في التسيير الاستراتيجي  يؤكدون  الى أنه في الوقت الراهن هناك فرصة لدول عالم الثالث  سانحة للتموقع في نظام عالمي الجديد المتعدد الأقطاب.
  • قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، إن الجغرافيا السياسية تتطلب اليوم «مرونة نيكسون» للمساعدة في نزع فتيل النزاعات بين الولايات المتحدة والصين، وكذلك بين روسيا وبقية أوروبا.
  • قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن التاريخ العالمي ينتقل إلى مرحلة جديدة، حيث يمكن للدول ذات السيادة الحقيقية فقط ‘ظهار ديناميكيات نمو عالية في تنمية ” أفكار قوية للعصر الجديّ”.

         حقيقة الوضع مقلق على الدول التي لم تكن لها الكلمة و كانت تحت ظل الدول الغربية، لكن ما يشير إليه  وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر.  فتدعيم القطب المناسب هو فرصة اليوم و أخذ الأسباب من معطيات الوضع الحالي يسمح لمن يريد التخلص من الماضي حتى لا يتم الانسياق الكلي نحو المضرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com