الشراكة في المسؤوليات عماد العلاقات

يحتل الأب المرتبة الأولى في رئاسة الأسرة وتقع أغلب مسؤولياتها على عاتقه كما تعد الأم في المرتبة الثانية من بعده ففي غياب أحد الطرفين لابد من الآخر أن يقوم بكلا الدورين معاً، فغياب الأب على سبيل المثال لأي سبب كان يسبب اضطراب في كيان الأسرة مما يجعل الأم تقوم بدوره فضلاً عن دورها.

يجب على الأم احتواء عائلتها في غياب الأب من خلال تحديد مشاكلها ومشاعرها والفصل بينهما كي لاتؤثر على الأبناء سلباً كما عليها الابتعاد عن التمثيل على أنها امرأة حديدية ومثالية فالإنسان يحمل طاقة وربما تنتهي مع الكم الهائل للضغوط ومن الأشياء المهمة للأم هي سيطرتها على غضبها الأمر الذي يستنزف الكثير من طاقتها التي من شأنها أن تستخدمها بشكل أفضل.

في غياب الأب الغائب يجب على الأم احترامه أمام أولادهما فهذا يعزز ثقتهم بها وبأنفسهم ولا بد من أن تسمح للأبناء بالتعبير عن مشاعرهم السلبية دون خوف أو حرج فغياب الأب من الأساس يؤثر سلباً على الطفل فعلى الأم في احتواء الطفل وحمايته من شعور الفراغ العاطفي فالطفل الغائب عن والده يتعرض للخوف والحرمان وقد تُزرع في نفسه بعض السلوكيات السلبية كالغيرة والعناد فالأب من خلال تعامله مع الأطفال يميل للقسوة الإيجابية والتي تجعل الطفل يعتمد على نفسه ويكون أقوى، بعكس الأم التي هي توفر كل شيء لأطفالها وبطريقة غير متعمدة تجعلهم إتكاليين ويكون اعتمادهم على الغير بشكل أكبر من اعتمادهم على أنفسهم.

في الحالات المختلفة التي يتحتم على الأب فيها أن يكون بعيداً عن أبناءه وعائلته وحتى في حالات الانفصال يجب أن يكون هناك تنسيق وتواصل مستمر بين الأم والأب وبين الأبناء  يحدث أثرا جيداً على نفسيتهم.

إن غياب أحد الوالدين له انعكاسات سلبية على الأبناء؛ فالأب يمثل صمام الأمان وقدوة لهم لذا غيابه سيكون له تأثير كبير عليهم بكل تأكيد  فالحفاظ على واجبنا كآباء بتحمل كافة المسؤولية حتى لو أن واقع الحال أثبت أن الأم جديرة في تربية الأبناء وقادرة على القيام بهذا الأمر لوحدها ولكن هذا لا يعني تغييب دور الأب فالأسرة هي مؤسسة مشتركة في الحقوق والواجبات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com