الأسبوع الأول من دوام البراعم والزهرات في رياض الأطفال.. د.محمود عيد المسلم

الأسبوع الأول من دوام البراعم والزهرات في رياض الأطفال، أو الأول الأساسي في مدارسهم أحرج الفترات ،تصرفوا معهم بحكمة:
يعتبر الأسبوع الأول من دوام البراعم والزهرات الجدد في رياض الأطفال، والأول الأساسي في المدارس مهم جداً وحرجْ، فإما أن ينسجم الطفل مع البيئة الجديدة، أو يرفضها ،وهنا تكمن المشكلة.
ما السبب؟.:
*- هناك مجموعة أسباب تجعلنا نتصرف بتروّي وحكمة معهم منها:
– لقد كان عالم الطفل أمّه وعددٌ محدود من أهله الأب والإخوة.
-بالمقابل تم نقله إلى مكان رحب يعج بالأطفال والمعلمين،
وهذا مناخ غريب عليه.
-يكون الطفل متعلق بأمة أو والديه ،لانهم هم الدنيا وعالمه بنظره.
– هنا أنت نقلت الولاية عليه إلى راعية مربية جديدة ،وهذا يحتاج لفترة حتى يتأقلم.
-لقد كان في البيت له ألعابه وحاجاته ،يلهو كيف ما يشاء.
-أنت نقلته إلى غرفة صفية أو ساحات مغلقة وهذا مناخ غريب عليه أيضا.
-كان في البيت لوحده لا ينافسه أحد في الرعاية والاهتمام ،أو تكون المنافسة قليلة.
-ألآن نقلته إلى بيئة تعج بالمنافسين من أطفال أمثاله على اختلاف سلوكاتهم وميولهم ،لذلك يحتاج لوقت ليتاقلم.
-في البيت لا يعرف النظام، يلعب ويأكل وينام ويلهو كيف ما شاء.
-هنا أصبح يتلقى أوامر وتعليمات يرتبط ويتقيد بنظام.
*-كل هذه الظروف وغيرها يتعرض لها الطفل الجديد، حال قدومه للروضة أو المدرسة .
*-لذلك على الأم وهي الأقرب للطفل أن تدرك ذلك ،وأن تتعامل معه بلطف وترغيب للمدرسة، لا للترهيب.
-عليها أن تفرِغ نفسها في هذه الأيام لمتابعته عن بعد أو عن قرب حسب ظروف انسجامه في واقعه الجديد.
-عليها أن ترافقه للصف وتجلس معه إذا كان متشبثا ومتعلقا بها كثيرا ،حتى تضمن مكوثه في الصف وتمنحه الأمان والاستقرار، والانسحاب تدريجياً خلال هذه الأيام.
-تعزيزه من قبل الأسرة على أي أمر فيه تشجيع للقدوم للمدرسة، من جوائز أو هدايا أو غير ذلك.
*-أما المدرسة ممثلة بالطاقم الإداري والتعليمي حتما لديهم خطة منظمة لاستقبال الأطفال، وهم أهل خبرة في ذلك ،ولا نتعدّى عليهم بالنصح أو الإرشاد ،فمنهم نتعلم حسن التدبير.
*-في النهاية إن هذه الفترة مهمة في مصير الطفل، إما أن ينسجم في المدرسة ومع أقرانه من الأطفال، وإما أن ينفر من بيئة المدرسة ،ويرفض الدوام بها.
*-الإكراه والقسوة هنا تؤدي لأمور سلبية ومنها التسرب والإهمال والتغيب أو الانطواء ،وغير ذلك من مظاهر الفشل.
أولادكم فلذات أكبادكم تمشي على الأرض أحسنوا رعايتها.