بیان حول إحیاء ذكرى المجيء وأعیاد المیلاد بالشعائر الدینیة في ظل الحرب المستمرة

في العام الماضي، ومن منطلق الوقوف بجانب الضحایا الذین عانون من ویلات الحرب التي اندلعت في دیارنا، اتخذنا نحن، بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، قرا ًرا مشتر ًكا ندعو فیھ رعایانا إلى الامتناع عن إظھار الزینة والأضواء الخاصة بعید المیلاد في الأماكن العامة، إضافة إلى اختصار الاحتفالات المرتبطة بھا بالشعائر الدینیة.
وقد قوبلت نوایانا الصادقة والصادرة عن مسؤولیة عمیقة بسوء فھم من اطراف عدیدة حول العالم، واعتبروا دعواتنا وكأنھا إعلان عن “إلغاء عید المیلاد” في الأرض المقدسة، موطن میلاد سیدنا المسیح. وقد أسفر ھذا الفھم الخاطئ عن إضعاف شھادتنا الممیزة لرسالة المیلاد التي تتمثل في النور الذي یتألق في وسط الظلمة (یوحنا 1: 9)، لیس فقط على الساحة العالمیة، بل ايضاً في أوساط أبناء شعبنا.
لھذا السبب، وبقرب اعیاد المیلاد، ندعو رعایانا وأبناء شعبنا على إحیاء اقتراب میلاد المسیح وولادتھ بتعبیرات تعكس رجاؤنا المسیحي. وفي الوقت نفسھ، ندعوھم إلى أن یتم ذلك بروح تتسم بالحساسیة تجاه المعاناة الشدیدة التي لا تزال تعصف بملایین من أبناء دیارنا. ویتعین أن یشمل ذلك رفع ذكرھم دو ًما في صلواتنا، والتقرب إلیھم بأعمال الرحمة والعطاء، واستقبالھم بمحبة، تما ًما كما قبلنا المسیح نفسھ (رومیة 15: 7).
بھذه الطرق، نعكس رسالة قصة المیلاد ذاتھا، حیث بشرت الملائكة الرعاة بالبشارة السارة عن ولادة المسیح في أوقات عصیبة مشابھة كانت تمر بھا منطقتنا (لوقا 2: 8–20)، مقدمة لھم وللعالم أجمع رسالة أمل وسلام إلھي.