الإعلام العبري: حماس أطاحت بالجنرال هليفي وتسيطر على غزة بعد 15 شهرًا من الحرب..
القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ قال الباحث العسكريّ الاسرائيلي دان أركين، الكاتب في مجلة (إسرائيل ديفينس للعلوم العسكرية) في مقالٍ حول الصراعات داخل المؤسسة الأمنية بالكيان والحرب مع المستوى السياسيّ إنّنا “أمام فوضى عارمة في قمة الدولة، اعتبارات غريبة بين صناع القرار الحاسمين، وتجاهل تام للقانون والعدالة والممارسة وأنماط الحكم طويلة الأمد، وكلّها اعتبارات متعلقة بالتحالفات السياسية والبقاء في السلطة، بجانب انتشار ممارسات حكومية برلمانية غير مقبولة تتمثل برفض عضو كنيست الحضور للتحقيق معه من قبل الشرطة، ووزير يعلن أنّه لن يمتثل لقرار المحكمة العليا”.
وتابع، أنّ “المشاحنات التي شهدناها مؤخرًا داخل المؤسسة العسكرية ليست خلافات سطحية يمكن حلّها بالغفران على فنجان من القهوة، فهناك طبقات عميقة هنا، معظمها نتيجة لما حدث في السابع من أكتوبر، صحيح أنّ لدينا هيئة أركان عامة يرأسها رئيس أركان يجب أنْ يعترف بالفشل، ويتحمل المسؤولية، لكنّه ظلّ في منصبه لخوض الحرب، أمّا النخبة السياسية ورئيسها فيرفضان الاعتراف بالفشل والشعور بالذنب، وتحمل المسؤولية، ومعارضة تشكيل لجنة تحقيق حكومية تكشف عن الإخفاقات”، طبقًا لأقواله.
واختتم: “ما يحصل من صراعات دامية بين أقطاب الدولة تؤكد وجود حالة من الكراهية العميقة بينها، وجدت طريقها في هذه الخلافات، تتسبب بها حكومة وهمية، تفتقر للقدرة على الإدارة والتنفيذ، رئيسها ووزراؤها مشتبهون بهم بارتكاب جرائم، ولا يضعون الصالح العام أمام أعينهم، مما يتسبب بعدم الحفاظ على قوة الدولة العسكرية والأمنية الضرورية”.
في هذا السياق، شدد المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل، سيث جيه فرانتزمان، على أنّ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمكنت من إثبات سيطرتها على قطاع غزة رغم 15 شهرًا من العدوان الإسرائيلي، وذلك بعد بدء سريان اتفاقية تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وقال الكاتب في مقال نشرته صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية، إنّ “حماس خرجت من الأنفاق والأنقاض في غزة لتثبت أنّها لم تفقد السيطرة على معظم المنطقة”، بحسب تعبيره.
وأوضح فرانتزمان أنّ الحركة نجحت في إعادة تنظيم صفوفها، مشيرًا في الوقت عينه إلى ظهور مقاطع فيديو لمقاتليها وهم يجوبون شوارع قطاع غزة على متن شاحنات صغيرة، مع حشود من المدنيين والمسلحين يحتفلون.
وأضاف المقال: “لقد عادت شرطة حماس للظهور، ما يعكس أنّ الحركة لم تختفِ أبدًا ولم يتم تفكيكها”.
علاوة على ما ذُكِر آنفًا، أشار الكاتب إلى أنّ منظمات دولية ومحلية فضّلت العمل مع شرطة حماس في قطاع غزة، حتى خلال فترة الحرب، بسبب حاجة المناطق إلى حفظ القانون والنظام، معتبرا أنّ “وسائل الإعلام الفلسطينية وحماس تصور المشهد على أنّه نصر للحركة، وتنشر صورًا ومقاطع فيديو توثق ذلك”، على حدّ تعبيره.
التاريخ يعيد نفسه
وبيّن فرانتزمان أنّ قدرة حماس على النهوض ليست جديدة، فقد استطاعت الحركة تجاوز الضربات الإسرائيلية في حروب سابقة، مثل حربي 2009 و2014، والصراع في أيار (مايو) عام 2021. ولفت إلى أنّ دولة الاحتلال كانت تعلن عن تدمير أنفاق حماس وقياداتها، إلّا أنّ الحركة سرعان ما كانت تستعيد قوتها.
وأكّد الكاتب أنّ حماس تسعى إلى ترسيخ وجودها وتجنب أيّ فراغٍ يمكن أنْ يؤدي إلى انتقادها داخليًا. وأضاف: “مع انسحاب القوات الإسرائيلية، تريد حماس أنْ تُظهر قوتها بسرعة، وأنْ تحشد الجماهير للهتاف والاحتفال، ثم تبدأ في معالجة إعادة الإعمار”.
وخلُص فرانتزمان إلى تسليط الضوء على استراتيجية حماس الإعلامية، موضحًا أنّها تمتلك سيطرة واسعة على كلّ تفاصيل الحياة في غزة، من الإعلام المحليّ إلى المؤسسات التعليمية والصحية، وستقوم الحركة بتوظيف كلّ ذلك من أجل تصوير وتوثيق المشهد على أنّه انتصار للحركة، على حدّ تعبيره.