“تصعيد إسرائيلي مستمر: الشعب الفلسطيني بين الصمود والمقاومة”.. أبو شريف رباح
في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر على الأمة العربية، بدءاً من فلسطين ولبنان مروراً بسوريا ووصولاً إلى اليمن، تتعرض مدينة جنين والضفة الغربية اليوم لعملية عسكرية أطلق عليها الاحتلال مسمى “الجدار الحديدي”. وبعد الدمار الكبير الذي أحدثته الآلة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة خلال العدوان الأخير، ورغم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن شهية بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة، المتعطشة لسفك الدماء، لم تُشبع بعد من دماء الفلسطينيين. هذا الواقع يعكس حقيقة الألم والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، حيث أمر رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جيشه بتصعيد عمليات تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وقمع مقاومته.
تأتي هذه العملية كجزء من استراتيجية الاحتلال المستمرة للتوسع الاستيطاني وفرض واقع جديد على الأرض. المدن والقرى الفلسطينية، وعلى رأسها جنين ونابلس، التي تُعد رمزاً للصمود والمقاومة، تواجه الآن آلة عسكرية غاشمة تسعى إلى القضاء على كل مظاهر الحياة والنضال فيها. لذلك، فإن وحدة الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة أصبحت ضرورة ملحّة أكثر من أي وقت مضى لمواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم، الذي يهدف إلى محو الهوية الوطنية وقمع إرادة الفلسطينيين في المقاومة.
إن “عملية الجدار الحديدي” ليست إلا امتداداً لسياسات نتنياهو الإجرامية، التي تسعى إلى كسر صمود الشعب الفلسطيني عبر القتل والتدمير وتهجير السكان. ومع ذلك، يبقى الفلسطينيون عنواناً للصمود والتحدي في وجه واحدة من أكثر الآلات العسكرية عنفاً وقتلاً وتدميراً في التاريخ الحديث.
لذلك، ندعو العرب والمسلمين وكل أحرار العالم إلى الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ودعمه في نضاله المستمر من أجل حقوقه المشروعة. كما نذكّر المجتمع الدولي والأمم المتحدة بأن الفلسطينيين في الضفة الغربية لا يمتلكون أسلحة حديثة أو صواريخ، بل يعتمدون على أبسط أشكال المقاومة الشعبية، مثل الحجارة والإطارات المشتعلة، في مواجهة آلة عسكرية مدججة بأحدث أنواع الأسلحة. وعلى الرغم من ذلك، يتعامل الاحتلال مع الضفة وكأنها ساحة حرب مفتوحة، مما يجعل الفلسطينيين عرضة لتجارب الأسلحة الأمريكية والأوروبية الحديثة.
ومع بدء ارتقاء الشهداء في جنين، نناشد الفصائل الفلسطينية أن تتجاوز خلافاتها وأن تضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار. فبالوحدة والتكاتف يمكن التصدي لجرائم الاحتلال وإحباط مخططاته الاستعمارية. الوحدة الوطنية الفلسطينية ليست فقط ضرورة استراتيجية لمواجهة الاحتلال، بل هي الضامن الأساسي للحفاظ على الحقوق الوطنية، وعدم الرضوخ للإملاءات الخارجية أو الداخلية التي تسعى لتفتيت الحلم الفلسطيني.
ورغم العدوان والجرائم، سيبقى الشعب الفلسطيني صامداً متمسكاً بحقوقه الوطنية، مواصلاً الدفاع عن أرضه بكل الوسائل المتاحة مهما بلغت التضحيات، وأمام هذه العملية الإجرامية، نتساءل: أين أمتنا العربية والإسلامية؟ وأين دور المجتمع الدولي في مواجهة هذا الصلف الإسرائيلي؟ إن عمليات القتل والدمار التي تشهدها جنين اليوم تستوجب وقفة حازمة من جميع الأطراف الفاعلة في العالم. لا يمكن أن يبقى العالم صامتاً أمام هذه الجرائم المتواصلة على الشعب الفلسطيني، الذي أثبت التاريخ أن روح المقاومة والتحدي لديه أقوى من أي جدران أو عمليات عسكرية. سيظل هذا الشعب يقاوم، وسيبقى صامداً مصراً على الدفاع عن حقوقه المشروعة.