الحرب الإسرائيلية – الأمريكية على الشعب الفلسطيني ووكالة الأونروا.. أبو شريف رباح
تتواصل الحرب الإسرائيلية – الأمريكية على الشعب الفلسطيني والمؤسسات الدولية التي تهتم بقضيته، وفي مقدمتها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والتي تهدف إلى تقويض مكانة الوكالة كشاهد على حق العودة، وإلغاء دورها الأساسي في دعم اللاجئين الفلسطينيين والتخفيف من معاناتهم.
الحملة ضد الأونروا ليست حديثة، بل تمتد على مدى عقود من اللجوء الفلسطيني وتصاعدت الهجمات الإسرائيلية على الوكالة في الآونة الأخيرة، إذ بدأت إسرائيل بالتشكيك في شرعيتها، باعتبارها عقبة أمام محاولاتها لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، حيث ترى إسرائيل أن استمرار عمل الوكالة يُبقي القضية حية، ويعيق المساعي الإسرائيلية والامريكية الولايات لإعلان نهاية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بطريقة تضمن المصالح الإسرائيلية وتلغي حق العودة.
واتخذت الحرب الأمريكية على الأونروا أشكالًا متعددة، أبرزها وقف التمويل الأمريكي، وتصاعدت هذه الحرب بشكل ملحوظ خلال إدارة الرئيسين بوش الاب وبوش الإبن ومن ثم إدارة الرئيس دونالد ترامب السابقة حيث خفضت الإدارة تمويل الوكالة بشكل كبير، مبررة ذلك بأن الأونروا تبقي مشكلة اللاجئين قائمة بدلًا من حلها، ورغم تغيير الإدارات الأمريكية استمر هذا الموقف بدرجات متفاوتة.
تعد الأونروا رمزًا دوليًا وشاهدًا على حق العودة، وهو ما تعارضه إسرائيل بشدة لذا، تضغط بكل الوسائل على المجتمع الدولي لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، باعتبار ذلك جزءًا من خطتها لشطب حق العودة. وتستخدم إسرائيل والولايات المتحدة تقارير مزعومة عن فساد الوكالة وإساءة استخدام الموارد لتشويه سمعتها وإضعاف مصداقيتها أمام العالم.
وفي ظل الأزمات العالمية مثل الحرب الأوكرانية، والأحداث في السودان واليمن وسوريا، والتغيرات الاقتصادية العالمية، تعمل الولايات المتحدة على الضغط على الدول المانحة لتقليل دعمها المالي للأونروا مما يضعها أمام أزمة خانقة تهدد استمرار خدماتها الأساسية للاجئين الفلسطينيين، وتمثل هذه الضغوط جزءًا من إعادة صياغة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بما يتماشى مع الرؤية الإسرائيلية والأمريكية، التي تسعى لشطب القرار الأممي 194 الذي يقر حق عودة اللاجئين إلى منازلهم التي فروا منها بعد حرب عام 1948 وتصفية قضيتهم كجزء من “حل دائم” للقضية الفلسطينية.
على الجانب الآخر، تبذل المؤسسات الفلسطينية جهودًا كبيرة لحشد الدعم الدولي للأونروا، وتبرز هنا جهود دائرة شؤون اللاجئين برئاسة الدكتور أحمد أبو هولي، الذي يعمل على حث الدول المانحة لاستمرارها بمواصلة تمويل وكالة الأونروا، مؤكدا أهمية الحفاظ على دورها كشاهد حي على حقوق اللاجئين الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، وضمان استمرار تقديم خدماتها الأساسية.
والحرب على الأونروا ليست مجرد استهداف لمؤسسة دولية، بل هي جزء من معركة أكبر لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة، لذا فإن الحفاظ على دعم الأونروا يمثل دفاعًا عن حقوق الشعب الفلسطيني في وجه المخططات الإسرائيلية – الأمريكية لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
سلامًا لروحك الطاهرة يا أمير العاصفة
24|1|2025
أبو شريف رباح
أطلق عليه الموساد الإسرائيلي لقب “الأمير الأحمر”، أما نحن الفتحاويين فنسميه “أمير العاصفة”. فمن هو هذا الأمير الذي أرعب جهاز المخابرات الإسرائيلي ووجه له ضربات قاسية من خلال الكشف عن شبكات العملاء وإفشال العديد من عملياته ضد حركة فتح والثورة الفلسطينية؟ إنه القائد الفتحاوي العنيد، الشهيد البطل “أبو حسن سلامة” (علي حسن سلامة).
“أمير العاصفة”.. رمز النضال الفلسطيني
أبو حسن سلامة، “الأمير الأحمر”، اسم نقش في ذاكرة الفلسطينيين والعرب بحروف من نور، كأحد أساطير النضال الفلسطيني الخالد في قلوب الشعب، ورقمًا صعبًا في تاريخ الثورة الفلسطينية.
اليوم، وفي الذكرى السادسة والأربعين لاستشهاده، نستذكر قائدًا كرّس حياته لخدمة قضية شعبه بشجاعة وإصرار، ودفع حياته ثمنًا على يد الموساد الإسرائيلي، الذي لم يحتمل نجاحاته المستمرة وتحدياته الدؤوبة.
قائد “القوة 17” وعبقري الأمن الفلسطيني
برز “أمير العاصفة” أبو حسن سلامة كقائد مميز لـ”القوة 17″، الجناح الأمني لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، وأحد أبرز العقول الاستراتيجية في العمل الأمني والنضالي. اشتهر بذكائه الحاد، ونجح في نسج شبكة علاقات دولية واسعة، ما جعله هدفًا رئيسيًا للموساد الإسرائيلي.
أطلق عليه الاحتلال لقب “الأمير الأحمر” نظرًا لدوره المحوري في التصدي لعمليات الموساد وإفشالها، ولما مثله من تهديد حقيقي لكيان الاحتلال.
رحلة نضال وإرادة لا تلين
لم تكن رحلة نضال أبو حسن سلامة مجرد مواجهة عسكرية أو أمنية، بل كانت معركة إرادة وإصرار. واجه بشجاعة أجهزة المخابرات التي استهدفت الثورة الفلسطينية، وعلى رأسها الموساد الإسرائيلي ووكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA).
هذا التفاني في النضال جعله الهدف الأول على لائحة الاغتيالات الإسرائيلية، حتى تمكن الموساد من اغتياله في عملية غادرة بتفجير سيارة مفخخة في بيروت بتاريخ 22 يناير 1979، ليرتقي شهيدًا، تاركًا وراءه إرثًا خالدًا من التضحية.
في ذكرى استشهاده.. الوفاء للأمير
اليوم، وفي الذكرى السادسة والأربعين لاستشهاده، نستحضر تضحيات أبو حسن سلامة ونستمد من نضاله الإلهام لمواصلة الطريق. ستبقى ذكراه حيّة في قلوب الأحرار والثوار، وحافزًا للأجيال القادمة لمواصلة النضال حتى تحقيق الحلم الفلسطيني بالحرية والاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين.
سلام عليك يا أمير العاصفة … سلام على روحك الطاهرة، يا من كنت نبراسًا يضيء طريق الحرية. سنبقى على العهد، متمسكين بالقضية التي أفنيت حياتك من أجلها. ذكراك أمانة، ونضالك طريقنا حتى النصر.