إطلاق النار: التحديات والآمال

غزة – القدس – ابو انطون سنيورة – البطريركية اللاتينية – الإثنين 24 شباط 2025 أجرى مكتب إعلام البطريركية اللاتينية مقابلة هاتفية مع الأب جبرائيل رومانيللي، كاهن رعية غزة، لمعرفة أوضاع وآمال الناس في غزة بعد اعلان وقف إطلاق النار:
بعد إعلان وقف إطلاق النار، شهد الوضع في غزة تحسنًا نسبيًا، خاصة على صعيد المساعدات الإنسانية، التي أصبحت أكثر تنوعًا وتنظيمًا. حيث بدأت المساعدات الغذائية تتدفق بشكل أفضل، مع توفير أنواع متعددة من الطعام التي تلبي احتياجات السكان. كما تم افتتاح العديد من المحلات التجارية (بسطات)، التي أصبحت تبيع الأغراض الضرورية بأسعار مخفضة مقارنةً بالفترة السابقة. ورغم هذا التحسن، تظل الحياة غالية بالنسبة للكثيرين، حيث يعاني الناس من نقص المال، في ظل عدم وجود وظائف أو أشغال للجميع، ما يجعل الوضع الاقتصادي لا يزال صعبًا.
المساعدات الإنسانية: المأوى والطعام
من أبرز التحسينات التي لاحظها السكان، هو تقديم المساعدات الغذائية بشكل أكثر تنوعًا، بالإضافة إلى إدخال خيام للعائلات التي ما زالت تعيش في ظروف صعبة. فقد تم توفير هذه الخيام كحل سريع لحمايتهم من الأجواء المناخية القاسية، التي تفاقم من معاناتهم اليومية. ورغم أن هذا التحسن يعكس جهودًا كبيرة من الجهات المعنية، إلا أن الكثير من العائلات ما زالت بحاجة إلى المزيد من الدعم المستمر لتلبية احتياجاتهم.
عودة العائلات ومحاولات إصلاح المنازل
العديد من العائلات الموجودة في الكنيسة، حاولوا العودة إلى منازلهم من أجل إصلاحها أو حتى البحث عن مكان آخر للإقامة. ومع ذلك، ما زالت النسبة الأكبر من هذه العائلات مقيمة في الكنيسة، حيث يتم تقديم الرعاية والخدمات بشكل مستمر لهم من جميع النواحي الروحية والاجتماعية. يواصل الكهنة والراهبات تقديم الدعم للأسر المتضررة، حيث لا يتوقف العمل على تقديم الغذاء والملابس فحسب، بل أيضًا على تقديم فرص تعلم مثل دراسة الكتاب المقدس مع بعض المجموعات الصغيرة. الحصص التعليمية مستمرة، ورغم الظروف الاستثنائية، يأمل الجميع أن تتوفر طرق ووسائل أفضل لتوسيع نطاق هذه الأنشطة.
التحديات الصحية: نقص الأدوية
بسبب الظروف الجوية القاسية، يعاني العديد من الأشخاص من مشاكل صحية متفاقمة، وهناك نقص كبير في الأدوية، خصوصًا للمرضى المزمنين. وتشير التقارير إلى أن العديد من الحالات الصحية بحاجة ماسة إلى العلاج خارج غزة، لكن الوصول إلى هذه العلاجات يظل صعبًا للغاية في ظل الظروف الراهنة. تظل هذه التحديات الصحية من أكبر المشاكل التي تواجه السكان في غزة، ما يتطلب استجابة عاجلة من قبل المنظمات الإنسانية.
الآمال في السلام والإنعاش الاقتصادي
تظل أماني السكان في غزة معلقة على الأمل في أن تتوقف الحرب بشكل دائم، وأن تُسمح بدخول المواد الغذائية والوقود بشكل أكبر وأسرع. فإعادة إعمار غزة تعد من الأولويات، لتوفير بيئة ملائمة للسكن والحياة الكريمة. كما يتمنى الكثيرون زيادة عدد البيوت المتحركة لتوفير مأوى مناسب للأسر المتضررة. ولكن يبقى الوضع الاقتصادي مشبعًا بالتحديات، ويحتاج إلى دعم مستمر لضمان استقرار الحياة في القطاع.
دور الكنيسة في تقديم الدعم والخدمات
على الرغم من الصعوبات الكبيرة، تواصل الكنيسة تقديم خدماتها بكل ما تستطيع. خلال الأسبوع الماضي تم مساعدة ما يقارب 5000 عائلة من مختلف أبناء قطاع غزة. ورغم أن الأوضاع لا تزال غير مستقرة، فإن الكنيسة تبذل قصارى جهدها لتقديم العون لكل من يحتاج إليه.
الدعوة للتبرع ودعم الكنيسة في غزة
في ظل هذه الأوضاع الصعبة، تبقى الحاجة إلى الدعم المستمر أمرًا ملحًا وضروريًا. إذ يساهم التبرع بشكل كبير في استمرار تقديم الخدمات والرعاية للمحتاجين.
إذا كنت ترغب في تقديم المساعدة، يمكنك التبرع من خلال موقع البطريركية أو عبر الحساب البنكي المتاح على العنوان التالي، إن دعم الكنيسة في غزة يساعد في تخفيف المعاناة ويقدم أملًا جديدًا في ظل الظروف القاسية التي يعيشها السكان.