قطعة من ذهب، بل قطعة من الروح.. نضال احمد جابر جودة

يعكف صناع السينما ساعات طويلة، لإخراج مشهد بوليودي أو هوليودي صادق، تعكس نظرات كل من ساغي يدكل وزوجته، مشاعر الحب الحقيقية التي طال انتظارها، وفي النهاية كان هذا اللقاء المثير، المليء بالشغف والحنين لكل منهما، كان اللقاء مع قطعة من الذهب أهدتهُ اياها عناصر منظمة حماس أثناء إخلاء سبيلهُ من الحجز ليهديها لابنته التي ولدت أثناء فترة الاحتجاز في قطاع غزة.  من قلبي المكسور، اهنيء كل من ساغي يدكل وزوجته وابنته حديثة الولادة، وأتمنى لهم حياة سعيدة. واؤمن أن هذه التهنئة المهداه لهذه العائلة الجميلة، كما عكستها صورة اللقاء. ليس فيها من الشبهه الاجتماعية أو السلوكية أو الأخلاقية اي جنحة جنائية أو ما شابه ذلك. فإن الراعي للمشاهد كلها من البداية للنهاية قدم الهدايا ومنح العفو. وعليه فأنا اطلب من منظمة حماس أن تُعيد أخي للحياة، ليكون في صورة هولودية مع زوجته وأبناءه كما ساغي يدكل وزوجته، ومثلهم الكثير من صبايا غزة اللاتي أصبحن ارامل و انتظارهم سوف يبقى ابدياً طويلاً دون لقاء. وايضاً اطلب من منظمة حماس أن تُعيد لي بيتي الذي دمرته الحرب وسحقته في الارض، حتى أتمكن من أن احتضن زوجتي وابنائي في مشهد هوليودي كما ساغي يدكل وزوجته.  لقد صورت منظمة حماس نهاية جميلة تكللت بنظرات صادقة بين روحين كانت قطعة الذهب المهداه لابنتهم تجسد مشهد جميل من تسلل الأحداث الدرامية. ولكن للاسف بداية القصة لا تتوافق مع نهايتها، اي مدخلات العملية لا تتوافق مع المخرجات، لأن الإجراءات أو السلوكيات ضبابية، اعتباطية، مطاطية. انا اريد أخي ليكون بين اولادة. انا اريد منزلي. وجميع الأرامل تريد ازواجهن، وجميع الايتام يريدون ابآئهم، والثكالى والمكلومين ايضاً، والناس التي تعيش في الخيام بعد تدمير منازلهم. المدخلات اعتباطية والإجراءات عبثية والمخرجات قطعة من الذهب. مرة أخرى اقدم التهاني لساغي يدكل وأسرته، لنعيش نحن الحسرة والألم والوجع الابدي بموت الحبيب، ونعيش ايضاً بلا مأوى بسبب العبثية، عدم تطابق المدخلات مع المخرجات، وعدم انسجام النهاية مع الإجراءات.
باحث عن الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com