دلياني: البيت الأبيض يحوّل القانون إلى سلاح سياسي لقمع مناهضي الإبادة

القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن السياسات التي يتبناها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقود إلى تصعيد غير مسبوق في القمع المؤسسي ضد الأصوات الناشطة، وخاصة الطلابية والأكاديمية، المناهضة لجرائم الحرب الإبادية الإسرائيلية في غزة، معتبراً أن ما يجري هو استغلال سلطوي فجّ للأدوات القانونية بهدف إسكات الضمير الإنساني وتحويل القانون إلى سلاح سياسي يخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد دلياني أن لجوء إدارة ترامب إلى تسييس قوانين الهجرة، والتلاعب بمعايير التمويل الفدرالي، وفرض القيود على الخطاب الأكاديمي في المؤسسات التعليمية، يُمثّل انقلاباً خطيراً على المبادئ الدستورية الأميركية، ويكشف عن نموذج حكم يتخلى عن شرعيته الأخلاقية لصالح تحالف سياسي مع منظومة الاستعمار الابادي الإسرائيلي. وأوضح أن هذه الإجراءات تأتي ايضاً في إطار محاولات الادارة الأميركية لحماية إسرائيل من المساءلة الدولية عن جريمة إبادة تُوثّقها الاف الشهادات والأدلة، وتحظى بإجماع حقوقي عالمي غير مسبوق.

وأشار القيادي الفتحاوي إلى أن اعتقال الناشط الفلسطيني محمود خليل، وهو مقيم دائم قانونياً في الولايات المتحدة، يمثل نموذجاً صارخاً لتسييس العدالة واستخدام القانون كأداة عقابية ضد معارضي السياسات الأميركية المتواطئة مع الاحتلال، محذراً من أن هذه الممارسات تمنح أنظمة الاستبداد حول العالم غطاءاً أخلاقياً لقمع شعوبها ودمتى ذبحها بذات الذرائع الملفّقة.

وانتقد دلياني القرارات المتعاقبة التي تقضي بحرمان جامعات أميركية كبرى من التمويل الفدرالي بحجة عدم كبحها للاحتجاجات الطلابية الرافضة للإبادة الاسرائيلية، معتبراً أن هذه العقوبات تعيد تشكيل الحرم الجامعي كفضاء خاضع للرقابة الأمنية والسياسية، وتُفرغ حرية البحث والتعبير من مضمونها، وتؤسس لمنظومة تعليمية تُدار بالخوف وتخضع لإملاءات السلطة.

كما حذّر دلياني من الاستخدام المتعمد لمصطلح “معاداة السامية” كسلاح خطابي لتجريم المواقف الرافضة لجرائم الحرب الإسرائيلية، مؤكداً أن هذا الاستغلال السياسي لهذا المفهوم يُشكّل إساءة مزدوجة: أولاً للضحايا الحقيقيين لمعاداة السامية، وثانياً لنضال شعبنا الفلسطيني.

في يوم الطفل الفلسطيني

دلياني: الاحتلال يرى في الطفل الفلسطيني تهديداً ديمغرافياً يجب اجتثاثه

٥ نيسان / أبريل ٢٠٢٥
القدس – فلسطين

في يوم الطفل الفلسطيني، يومٍ خُصص لتكريم البراءة والاحتفاء بالطفولة، يُحاصَر الواقع الفلسطيني بمشهدٍ مروّع ينزع عن هذا اليوم رمزيته الإنسانية، ويجعل منه مناسبة لكشف بشاعة الجرائم الاسرائيلية بحق أطفال فلسطين. وفي هذا السياق، أكّد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أنّ الاحتلال الإسرائيلي يُخوض حرباً وجودية ضد الطفولة الفلسطينية، حيث تتحول براءة الأطفال إلى أهداف لسياسات تستند إلى منظومة قمعية متكاملة، تُشرعن الإبادة وتُجرّم الحياة.

وقال دلياني: “نحن أمام منظومة متكاملة من السياسات الإبادية الاحتلالية التي اتخذت من الطفولة الفلسطينية هدفاً مباشراً. التجويع، والتشريد القسري، والترويع النفسي هي أدوات في مشروع استئصالي تُديره منظومة إسرائيلية ترى في الطفل الفلسطيني خطراً ديمغرافياً يجب اجتثاثه. إن استشهاد أكثر من 18,000 طفل في غزة، بينهم أكثر من ألف رضيع لم يتجاوزوا عامهم الأول في حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة، يُشكّل حلقة شديدة الدموية من حلقات مشروع الاحتلال البائس لمحو الهوية الوطنية الفلسطينية من جذورها.”

وتابع: “حين يُصاب أكثر من 45,000 طفل وطفلة، ويُنتزع أكثر من 39,000 من الأطفال من أحضان أمهاتهم وآبائهم، ويُجبر نحو مليون طفل وطفلة على العيش في جحيم الحصار والدمار والانهيار التام للمنظومات الصحية والتعليمية، فإننا لا نواجه مجرد كارثة إنسانية، بل نقف أمام مشهد مكتمل الأركان لجريمة إبادة جماعية اسرائيلية. هذه الأرقام ليست مجرد معطيات حرب، بل دليل دامغ على بنية عنصرية ممنهجة تتبناها دولة الاحتلال، تُدار بعقلية استعمارية استعلائية تُكرّس إجرامها عبر استهداف الفئات الأضعف في مجتمعنا.

ولم يغفل القيادي الفتحاوي الإشارة إلى ما يجري في القدس والضفة الغربية، قائلاً: “النكبة المستمرة التي يعيشها أطفالنا لا تقتصر على غزة، بل تمتد لتشمل القدس وسائر أنحاء الضفة المحتلة، حيث خطفت قوات الاحتلال 1,055 طفلاً وطفلة، وقتلت 188، وجرحت 660 خلال الثمانية عشر شهراً الماضية وحدها. هذا التمدد الوحشي لسياسة القمع يُجسّد عقيدة صهيونية متجذّرة تتحدى كل منظومة قانونية دولية.”

واختتم دلياني بالقول: “إن استمرار صمت المجتمع الدولي، رغم وضوح الجريمة وعلانية الفاعل، يُمثّل خيانة أخلاقية وسياسية وإنسانية. الطفل الفلسطيني، والطفلة الفلسطينية، رغم الجراح، لا يزالان شاهدَين حيَّين على نضال شعبهما، وحاملَين لمعنى التحرر وكرامة الإنسان، ومُجسّدَين للإرادة الوطنية التي لا تنكسر، مهما اشتدت آلة البطش وتضاعفت محاولات الإبادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com