دلياني: منابرُ الشفاءِ في غزة تحوّلت إلى أطلالٍ تروي فصول إرهابَ الاحتلال

القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إنّ “ما كان يُشكّل يوماً منظومة علاجية من مستشفيات ومراكز الطبية وخدمات إسعاف وطوارئ في قطاع غزة، تحوّل تحت نيران الاحتلال إلى مسرح إبادة جماعية، تُستهدف فيه الطواقم الطبية كما يُستهدف الجرحى، وتُسوّى فيه صروح العلاج بالأرض، ويُدفن المرضى تحت الركام، في مشهد يؤكد أنّ تدمير البنية الصحية في قطاع غزة هو أداة مركزية في استراتيجية الإبادة الجماعية التي تنتهجها دولة الاحتلال بوعيٍ وإصرار”.

وأوضح القيادي الفتحاوي أن ما يجري لا يمكن قراءته إلا ضمن سياق استراتيجية سياسية اسرائيلية متكاملة، تسعى إلى تقويض أسس الصمود الفلسطيني، عبر ضرب الشريان الذي يربط الإنسان بالحدّ الأدنى من مقومات الحياة. “إنّ تعطيل أكثر من 240 منشأة صحية بما في ذلك هدم المستشفيات، واستهداف أكثر من 140 سيارة إسعاف، وقتل 1402 من أفراد الطواقم الطبية خلال الثمانية عشر شهراً الماضية، لا يمكن فهمه إلا باعتباره تجسيداً لمخطط تحطيم آخر خطوط الدفاع الإنسانية عن حياة المدنيين”.

واعتبر دلياني أنّ هذا المسار الابادي الإسرائيلي يشكل تعبير دقيق عن عقلية اقتلاعية، تستهدف الإنسان الفلسطيني في لُبّ وجوده، وتُصمّم سياساتها بعناية فائقة لتحقيق تفككٍ عضويٍ شامل للمجتمع الفلسطيني. “ما يزيد عن 50 ألف شهيد وشهيدة وأكثر من 120 ألف جريح وجريحة، يترافقون مع أضرار تجاوزت ثلاثة مليارات دولار في القطاع الصحي وحده، ليست سوى مخرجات لسياسة إفناء غزة بشعبها، وحجب الأمل عنها، وتجريد الإنسان الفلسطيني فيها من أي وسيلة للنجاة أو الشفاء”.

ولفت إلى أنّ ما تبقّى من النظام الصحي في غزة لا يكاد يصلح إلا ليكون شاهداً على الجريمة: “المستشفيات باتت عاجزة عن استقبال الجرحى، والمصابون بالأمراض المزمنة يُتركون ليفترسهم الألم بصمتٍ، دون دواء، دون رعاية. هذا الشلل الطبي هو ثمرة مُرّة لخطة دقيقة صيغت في غرف القرار الإسرائيلي تحت سقف عقيدة استئصالية تنظر إلى العلاج والرعاية الإنسانية كتهديدات يجب سحقها”.

وختم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالتأكيد على أن ما يتعرض له القطاع الصحي في غزة هو وجهٌ من اوجه الإبادة الجماعية الاسرائيلية، تُنفّذ بأساليب أكثر خبثاً من القتل المباشر، حيث يتحوّل غياب الدواء إلى سلاح، وانهيار المشافي إلى أداة خنق وجودي، في إطار عقيدة صهيونية تسعى إلى تفكيك مجتمعنا الفلسطيني، وتجريده من حقه الطبيعي في الحياة.

دلياني: تعيين هاكبي سفيراً لدولة الاحتلال يُرسّخ الصهيونية العقائدية الإبادية في الدبلوماسية الأمريكية

القدس، فلسطين
١٢ نيسان/أبريل ٢٠٢٥

“تعيين مايك هاكبي سفيراً لدى دولة الاحتلال يجسّد انتقالاً خطيراً نحو تعزيز دمج العقيدة الصهيونية الإبادية في البنية الرسمية للدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط وتحكمها الكامل بها”، هذا ما صرّح به ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، في بيان صدر اليوم من مدينة القدس العربية المحتلة.

وأكد دلياني أن هاكبي لطالما عبّر عن قناعاته الأيديولوجية التي تنفي الوجود التاريخي لشعبنا الفلسطيني، وهو ما يعبّر عن التقاء واضح بين رؤيته العقائدية والمشروع الصهيوني الاستعماري الدموي الذي يرتكز على الإلغاء الجذري للهوية الوطنية الفلسطينية. كما أشار دلياني إلى أن إنكار هاكبي لوجود شعبٌ اسمه الشعب الفلسطيني يعكس تبنّياً واعياً للبنية الفكرية الصهيونية التي انطلقت منها سياسات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق شعبنا.

وتابع القيادي الفتحاوي موضحًا أن هاكبي قام بأكثر من مئة زيارة إلى دولة الاحتلال، وشارك في فعاليات داخل المستوطنات الاستعمارية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأدلى بتصريحات واضحة تؤيد الضم غير الشرعي وترفض المرجعيات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك مبدأ حل الدولتين. هذا الحضور المتكرر لا يمكن فهمه بمعزل عن رؤيته السياسية المتماهية مع بنية الاستعمار الاستيطاني الاسرائيلي.

واختتم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالتشديد على أنه في هذا التعيين تعبيرًا عن مرحلة متقدمة في تعزيز التحالف الإجرامي القائم بين الإدارة الأميركية والمؤسسة الأيديولوجية الصهيونية، على أسس توسعية تطهيرية تعتمد على فرض الوقائع كأداة لتكريس نظام استعماري احتلالي اسرائيلي طويل الأمد. إن مايك هاكبي، بموقعه الجديد، ليس مجرد سفير بل تجسيد دبلوماسي لعقيدة تقوم على الابادة الجماعيّة والأبارتايد والتطهير العرقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com