قراءة في الموقف الفرنسي .. دعم فرنسا للسلام وحل الدولتين

الإعلامي/ خالد جوده
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أظهر مواقف إيجابية ومهمة تجاه القضية الفلسطينية، حيث دعا إلى وقف الحرب وفتح ممرات إنسانية، مشددًا على أهمية البحث عن حل سياسي على أساس دولتين. هذه المواقف تعكس التزام فرنسا التاريخي بدعم حقوق الشعب الفلسطيني، وتعزيز الجهود الدولية لتحقيق السلام.
وتأتي هذه القراءة في خضم الحراك السياسي و تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على موقف فرنسا، والذي قال فيه:
– نعم للسلام.
– نعم لدولة فلسطينية.
إننا نعي كفلسطينيين انه يجب أن يُقابل باحترام ودعم فلسطيني كامل. فقد دعا الرئيس الفرنسي إلى إطلاق سراح الأسرى، وقف إطلاق النار، استئناف المساعدات الإنسانية، والبحث عن حل سياسي. كما أشار إلى أهمية مؤتمر الدولتين المزمع عقده في يونيو المقبل كفرصة لإحداث تحول حقيقي في مسار القضية الفلسطينية.
وأننا نعي أن موقف فرنسا الداعي إلى وقف الحرب يعكس وعيًا بأهمية تجنب تصعيد الصراع الذي قد يمتد ليشمل دولًا أخرى، مما يهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط بشكل أوسع. هذا التصعيد لن يؤدي فقط إلى استمرار التوتر، بل قد يخلق حلقات جديدة من الكراهية المستمرة بين شعوب المنطقة، مما يجعل تحقيق السلام أكثر صعوبة.
مواقف مثل تلك التي أبدتها فرنسا تمثل بريق أمل، إذ تركز على الحلول السياسية والإنسانية التي تعيد الحوار إلى واجهة الصراع. وقف الحرب هو الخطوة الأولى لوقف الدمار وتعزيز الجهود الدولية نحو السلام الشامل الذي يخدم جميع شعوب المنطقة.
وهنا نحن واثقون من صدق مشاعر وجهود الرئيس الفرنسي التي ندعمها ونحرص على ان تكلل بالنجاح ، والتي تتجلى من خلال استضافة فرنسا قيادات فلسطينية في مناسبات مختلفة. هذه اللقاءات تُظهر حرص فرنسا على دعم القضية الفلسطينية عبر التواصل المباشر مع ممثلي الشعب الفلسطيني.
ليس آخرها استقبال واستضافة مؤتمر إعلامي في إحدى المباني التاريخية بفرنسا، حيث جمع وزير خارجية فلسطين السابق ناصر القدوة ورئيس وزراء إسرائيل السابق أيهود أولمرت. هذه الخطوة الواضحة لدعم مقترح السلام تدعو إلى وقف الحرب، الاعتراف بدولة فلسطين، والتعايش من خلال إطلاق عملية سلام على مبدأ حل الدولتين وحدود 1967.
نحن كإعلاميين فلسطينيين ومتابعين نرى أن زيارة الرئيس ماكرون الأخيرة تأتي في سياق دعم الطرح المصري بشأن غزة والقضية الفلسطينية، مما يعكس رفض فرنسا للمخططات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين. هذا الدعم يعيد التأكيد على التزام فرنسا بحل الدولتين كخيار أساسي لتحقيق السلام، ويبرز دورها كداعم قوي للقضية الفلسطينية.
العلاقة بين الشعب الفلسطيني والشعب الفرنسي
تحمل أبعادًا تاريخية وإنسانية مهمة، إذ تشكلت عبر عقود من الدعم السياسي والثقافي والتضامن الشعبي.
وأيضاً من خلال الدعم السياسي والدبلوماسي
فلقد كانت فرنسا دائمًا من بين الدول الأوروبية الأكثر دعمًا لحل الدولتين وحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. منذ عهد الجنرال ديغول، كان الموقف الفرنسي واضحًا في رفض الاحتلال ودعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وعلى مرّ السنين، لعبت باريس دورًا دبلوماسيًا بارزًا في تعزيز الجهود الدولية لتحقيق السلام.
ودائماً كان يعبر الشعب الفرنسي عن دعمه الانساني فلن تخلو شوارع وجامعات وميادين فرنسا خلال فترة حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا من المظاهرات الشعبية والمبادرات الثقافية، ولا حتى المحاولات السياسية أو الدعم المادي لشعبنا ولمنظمة التحرير الفلسطينية.
لقد أظهر العديد من المواطنين الفرنسيين تضامنًا قويًا مع القضية الفلسطينية. هناك جمعيات ومنظمات فرنسية تعمل على دعم الفلسطينيين من خلال برامج إغاثية، مشاريع تنموية، وتبادل ثقافي لتعزيز الفهم والتواصل بين الشعبين.
كنا ولا زلنا نرى هذا من خلال زيارة الرئيس جاك شيراك إلى القدس عام 1996، حيث رفض ممارسات الاحتلال، إلى موقف الرئيس ماكرون الحالي الداعم للاعتراف بدولة فلسطين، كانت فرنسا شريكًا قويًا في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.
هذا الترابط بين الشعبين يمكن أن يكون أساسًا لتعزيز العلاقات عبر المزيد من التعاون الثقافي، الدعم السياسي، والمشاريع التي تعزز التواصل بين الشباب الفلسطيني والفرنسي. فالعلاقة لا تقتصر على السياسة فقط، بل تمتد إلى قيم الحرية والعدالة التي يتشاركها الشعبان.
في ظل هذه الظروف، يبقى دعم فرنسا لحل الدولتين خطوة هامة نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ويعزز الأمل في مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني.