في ذكراك يا أبا جهاد… الكوشان لا يسقط بالتقادم.. أحلام أبو السعود

في السادس عشر من نيسان، نقف عند محطة من محطات التاريخ الفلسطيني التي لا تموت، ذكرى استشهاد القائد الوطني الكبير، المهندس الأول للثورة الفلسطينية المعاصرة، خليل الوزير – “أبو جهاد”. لم يكن استشهاده مجرد حادثة اغتيال نفذتها وحدات الاحتلال في تونس، بل كان جريمة سياسية بامتياز، حاول بها العدو الاسرائيلي اغتيال الروح التي تُبقي الثورة مشتعلة، لكنهم لم يعلموا أن كل قطرة دم سالت من جسده، أنبتت جيلاً جديداً يحمل الكوشان في اليد، والبندقية في القلب.
أبو جهاد… وحق العودة في ضمير الثورة
لم يكن القائد أبو جهاد غريباً عن مخيمات اللاجئين، بل كان ابنها البار، حمل قضاياها منذ نعومة أظفاره، وعاش النكبة بكل تفاصيلها. الكوشان الذي كان يحتفظ به أبناء الرملة واللد وصفد ويافا، كان عنده وثيقة مقدسة، لا تُشترى ولا تُباع، بل تُقاتل من أجلها. وحين قاد العمل الفدائي، كان يرى في كل طلقة رصاصة في صدر النسيان، وفي كل عملية، إعلاناً جديداً بأن الوطن لا يُنسى، وأن اللاجئ لا يرضى بديلاً عن حق العودة.
الكوشان وثيقة، وأبو جهاد تجسيدها
إن كوشان بلدي، بما يحمله من رمزية ووثائق تعود لما قبل النكبة، يجد في ذكرى أبو جهاد محطة لتأكيد التمسك بالثوابت، وفي مقدمتها حق العودة. كان أبو جهاد لا يفصل بين العمل الثوري والسياسي والإنساني، وكان يقول: “لا قيمة للثورة إن نسيت أبناء المخيمات، ولا معنى لفلسطين إن سقط حق اللاجئ في بيته وأرضه.”
في حضرة الوفاء… من المخيم إلى الدولة
اليوم، وبينما يتعرض الكوشان الفلسطيني لمحاولات الطمس والتصفية، نستعيد روح القائد أبو جهاد، لنعيد التأكيد أن الكوشان ليس مجرد ورقة، بل هو عهد، وهوية، وتاريخ، وحكاية لم تنتهِ بعد. باسم كوشان بلدي، نرفع الصوت عالياً: سنظل نحمل الكوشان كما حمله أبو جهاد في فكره وفعله، وسنحفظه كما تحفظ الأم صورة الشهيد، لا تفرّط بها، لأنها مرآة الحلم والبقاء.
ختاماً… الوفاء عهد، والنضال مستمر
سلامٌ لروحك يا أبا جهاد،
سلامٌ لكل مخيم حمل اسمك، ولكل حجر سلك طريقك،
سلامٌ لراية الكفاح التي رفعتها، وللأرض التي لم تغب عن عينيك.
كوشان بلدي… نكتب بدم الشهداء وثيقة العودة
مسؤول إدارة كوشان بلدي