فرص المصالحة بعد خطاب الرئيس.. إبراهيم ابراش

قد يكون مصادفة تزامن خطاب الرئيس أبو مازن أمس في المجلس المركزي وموقفه المتشدد تجاه الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين (حركة حماس) مع قرار السلطات الأردنية حظر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ، بالرغم من اختلاف الوضع ما بين دولة مركزية مستقلة وسلطة حكم ذاتي منقسمة بين كيانين منفصلين كلاهما يخضع للاحتلال.
إن كان خطاب أبو مازن حاداً في مدلولاته وتداعياته السياسية وألفاظه التي وصلت لدرجة الشتيمة تجاه حماس ووضع موضع الشك إمكانية المصالحة أو الوحدة الوطنية معها وقطع الطريق على تيار في حركة فتح ما زال يمد يده لحماس ومصراً على المصالحة معها، فقد جاء هذا الموقف للرئيس بعد ١٨ عاماً من انقلاب حماس على السلطة وفشل كل جهود المصالحة التي رعتها أكثر من دولة عربية وأجنبية ،وبعد طوفان الأقصى وما جلبه من تعجيل حرب الإبادة والتطهير العرقي التي كان يهيئ لها العدو ،وبعد استبعاد السلطة و المنظمة من المشاركة في مفاوضات الهدنة ووقف الحرب، ورفض حماس عودة السلطة للقطاع ،وما صاحب ذلك من تصريحات مستفزة لبعض قادة حماس تجاه منظمة التحرير وحركة فتح والسلطة.
بعد هذا الخطاب من رئيس المنظمة والسلطة وحركة فتح ما هي جدوى الاستمرار في الحديث عن المصالحة والوحدة الوطنية؟ وهل مجرد الحديث عن والدعوة إلى المصالحة سيٌنجز المصالحة ويحقق الوحدة الوطنية ويجعلنا وحدويبن؟ وحتى لو تمت المصالحة بين حركتي فتح وحماس فهذه المصالحة لا تعني أن الوحدة الوطنية تحققت فهناك فرق بين مصالحة الأحزاب والوحدة الوطنية .
نتمنى على الأخوة في حركة فتح وما تبقى من فصائل المنظمة المتحمسين جداً للمصالحة أن يكونوا أكثر واقعية وصراحة وأن يعملوا اولا على إصلاح واستنهاض منظمة التحرير وحركة فتح، حيث المنظمة نفسها منقسمة كذلك حال تنظيم فتح ،ووضع خطط استراتيجية لمواجهة المخططات الإسرائيلية التي تستهدف كل المشروع الوطني والبحث عن سبل وقف الموت والجوع في القطاع ،بدلاً من الهروب نحو خطاب المصالحة مع حركة حماس وهم يعلمون استحالتها وعدم جدواها حتى في حالة تحقيقها.
لا يعني هذا فقدان الأمل بالوحدة الوطنية أو عدم حاجتنا اليها ،حيث لا يمكن مطالبة العرب والمسلمين أن يتوحدوا في دعم القضية الفلسطينية ونحن غير موحدين، ولكن المطلوب تغيير نمط التفكير وآليات العمل والأشخاص المكلفون بحوارات الوحدة الوطنية والعمل الوطني المشترك.
وأخيرا،هل ستكون الخطوة القادمة من الرئيس الإعلان عن حركة حماس كجماعة خارجة على القانون الفلسطيني؟!!
Ibrahemibrach1@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com