جمرةٌ واحدةٌ..!.. د. عبد الرحيم جاموس

القصيدةُ تَنبُضُ…
بِأوجاعِ الجُروحِ القديمةِ، ..
تَرتَجفُ الحروفُ على السُطور…
والمطبعونَ يَقرعونَ دُفوفَ الخيانةِ، ..
طَرباً للهَرولةِ، ..
واحتفاءً بانكسارِ المعنى…
*
يَسودُ المكانَ هرجٌ…
وَمرجٌ…
وغُبارُ العارِ يُعمي العيون، ..
في حينِ البحرُ، ..
ما زالَ يَتنفسُ ما بين مَدٍّ وجَزر…
يَرفضُ أن يَملَّ الحَياة…
أو أن يُجيدَ الانصياع…
*
الصغارُ يَلهوْن…
تحتَ شجرةٍ خضراءَ، …
تَنمو يانعةً على ضِفةِ النهر…
تَحتضنُ الطفولةَ، ….
وتُخبئُ الثمارَ لِفصلٍ آتٍ،…
بعدَ صيفٍ …
من جمرٍ وانتظار…
*
تَبّاً لِمن صَفّقَ لِلدّمِ المهدورِ، …
دونَ خجلٍ أو عِقاب…
تَبّاً لِمن ابتهَجَ بخرائطِ الدمار، …
والرُكامِ المُزهرِ بالأشلاءِ…
*
الشهداءُ…
يَنزفونَ عِطراً، …
يُشعلُ النّارَ تحتَ الرّماد، …
ويُشعِلُنا…
*
تبّاً لِمن رقصوا على أنغامِ الأنين، …
وَجَعَلوا من وجعِنا مِهرجاناً…
دونَ وَزنٍ أو حساب…
*
جمرةٌ واحدةٌ…
بقيتْ…
تحتَ الرّماد، ..
كأنها البِشارةُ المؤجّلة، …
كابتسامةٍ :
تَسكُنُ بينَ الشَفتين، …
في لحظةِ تَوجُسٍ، …
تَنتظرُ أن يُكتَبَ المشهدُ الآخِر، …
في مَكانٍ آخر…
لتَكتملَ الرّواية…
*
عندَ الفجر…
توقّفتُ عن القراءة…
لم يَبقَ لي من الرّوايةِ، …
سوى صفحةٍ واحدة، …
هيَ الجمرةُ…
التي ما زالتْ تَحتَ الرّماد…
د. عبدالرحيم جاموس
الرياض 24/4/2025 م
Pcommety@hotmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com