ثرثرةُ حروفٍ من ألفِ إلى ياءٍ..!.. نص بقلم/ د.عبدالرحيم جاموس

أنا الحرفُ، ..
أهيمُ من الألفٍ حتى ياءِ البصيرةِ،..
أقطفُ من ضادِ القصيدةِ قُبلةً،..
ومن سينِ السُّكونِ زمناً لا يهدأ…!
*
أنتمي إلى لغةٍ..
تُوشِّحُ الرملَ بوشاحِ المعاني، ..
وتغسلُ جُرحَ الغيمِ بحِبرِ البقاء،..
تُهندسُ الصمتَ…
وتَسكُنُ الفوضى…
وتُفكِّكُ المدى….!
*
من الألفِ،..
انبثقتُ كفجرٍ يُدرِّبُ النهارَ على الإشراق،..
ومن الباء،..
غرَّدتُ كطائرِ بوحٍ لا يعرفُ أقفاصًا،..
ومن التاء،..
نسجتُ التماعاتِ التأويلِ ..
في كتبٍ تُقرأُ ..
بالعقلِ والعينِ معًا….!
*
أنا الزايُ ..
حين تغارُ الزهورُ من عبيري،..
والعينُ إذا بكَتِ القصيدةُ ..
في حضرةِ الشهداءِ،…
أنا الجيمُ،..
أَجرُّ جِراحَ الجمالِ ..
على خشبةِ المعنى،…
وأشعلُ في “حاءِ الحياةِ” ..
شعلةَ البقاء….!
*
لغتي…
ليست غُبارَ تراثٍ ..
على رفوفِ النسيان،..
بل كائنٌ حيٌّ ..
يتنفّسُ في شفاهِ العاشقين،..
ويثورُ في صدرِ المقاومين،..
ويُدرِّسُ العالمَ..
كيفَ يكونُ التوصيفُ نبضًا،..
والتحليلُ شِعرًا،..
والتخريجُ وَعدًا يُضيءُ اليقين….!
*
يا لغتي…
يا نُعاسَ القصائدِ ..
على وسادةِ التاريخ،..
ويا صهيلَ الفكرةِ ..
في ميدانِ المستقبل،..
تُثرثرينَ…
نعم، ..
لكنّ ثرثرتكِ ..
ترتيبٌ للكون، ..
وتقويمٌ للنُّطق،..
وتأريخٌ لا يموت…..!
*
فاَمنحينيِ حرفًا..
أكتُبُ به ..
ما عجزتْ عن قولهِ النجوم،..
واَمنحينيِ ياءً ..
أختمُ بها دعاءَ الأمل،..
وانثريني …
كما تشائين…
من ألفِ الوِلادةِ …
إلى ياءِ الخُلود …!
د. عبدالرحيم جاموس
8/5/2025 م
Pcommety@hotmail.com