*دلياني: أطفالنا يُبادون… ومن يتضامن معهم يُتهم ب ‘معاداة السامية’!!

القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ “حين يُوصَف التعاطف مع أطفالنا الذين يُبادون جوعاً في غزة بأنه ‘معاداة للسامية’، وحين يُحرَّم الحزن على ضحايا الإرهاب الإسرائيلي ويُصنَّف كتحريض وكراهية، ندرك أن الإنسانية قد تراجعت إلى درك خطير من التفسخ الأخلاقي”، بهذه الكلمات افتتح ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، بيانه حول ما وصفه بـ”المساعي الإسرائيلية المتعمدة لتحويل ‘معاداة السامية’ إلى أداة قمع سياسي دولية لتكميم الأصوات المعارضة للإبادة الجماعية في قطاع غزة”.
وأشار دلياني إلى أن ما يشهده قطاع غزة من حصار شامل وحملة تجويع ابادية تدخل شهرها الثالث، وتحديداً استهداف أكثر من مليون طفل وطفلة بحرمانهم من أبسط مقومات الحياة من غذاء وماء ودواء، هو تجسيد واعٍ لاستراتيجية إبادة جماعية تنفذها دولة الاحتلال بغطاء أيديولوجي صهيوني يستند إلى تفسيرات لروايات توراتية تحوّلت إلى سياسة دولة. وأضاف أن تصاعد الخطاب المُروّج لفكرة أن معارضة الإبادة تعادل ‘معاداة السامية’، يُعبّر عن محاولة فجة لتزييف الواقع وسلب ضحايا جرائم الإبادة الإسرائيلية أبسط أشكال التضامن الإنساني.
وأكد القيادي الفتحاوي أن “ما يشهده العالم هو تحويل التجويع إلى عقيدة سيادية يُستخدم فيها الحرمان كأداة إبادة واستعمار”، موضحاً أن “حرمان مليون طفل فلسطيني من الطعام والماء والدواء لأكثر من ستين يوماً، تزامناً مع استشهاد أكثر من 18 ألف طفل وطفلة وتشويه وإصابة عشرات الآلاف منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، يمثل البنية التشغيلية لهذه المرحلة من المشروع الإبادي الاسرائيلي. إن الدعاية الاسرائيلية البالية عن الأمن أو مكافحة الإرهاب في هذا السياق ليست سوى تبرير فج لجرائم إبادة مفضوحة، والسكوت الدولي عنها يُعد امتداداً للانهيار الأخلاقي لمنظومة دولية تخلّت عن جوهر القيّم الإنسانية والقانون الدولي لصالح منطق القوة والتحالفات السياسية الفاسدة”.
وختم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالتأكيد على أن فظائع الاحتلال في غزة لم تعد موضع تأويل او جدل بل جريمة إبادة جماعية موثقة بكل المعايير القانونية والإنسانية، وأن التضامن مع الضحايا ومساندتهم ليس خطاب كراهية بل واجب أخلاقي لا يقبل التفاوض.