آخر مستجدّات الحالة الإنسانية رقم 293 الضفة الغربية

29 أيار/مايو 2025

سكان قرية مغاير الدير بعد تهجيرهم جراء اعتداءات وترهيب المستوطنين الإسرائيليين وإقامة بؤرة استيطانية بالقرب من منازلهم. التُقطت الصورة في 28 أيار/مايو 2025. تصوير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
النقاط الرئيسية
ما زال عنف المستوطنين الإسرائيليين آخذًا في الازدياد. فحتى الآن من العام 2025، أصاب المستوطنون أكثر من 220 فلسطينيًا، 44 منهم كل شهر، وهو أعلى معدل منذ 20 عامًا على الأقل.
هُجّر جميع سكان تجمع مغاير الدير البدوي الفلسطيني والبالغ عددهم نحو 120 شخصًا قسريًا بعد إقامة بؤرة استيطانية رابعة بالقرب من منازلهم.
تعيق القيود التي تفرضها إسرائيل على التنقل في جميع أنحاء محافظة سلفيت وصول ما يقرب من 90,000 شخص إلى المستشفيات والمدارس وأماكن كسب رزقهم.
هُجِّر نحو 80 شخصًا نتيجة عمليات الهدم العقابية التي نفّذتها السلطات الإسرائيلية منذ بداية العام 2025.
في شهر أيار/مايو، هدمت القوات الإسرائيلية 50 وحدة سكنية في مخيم نور شمس للاجئين حتى الآن، في حين أمهلت سكان 20 مبنى مقرر هدمها في مخيم طولكرم ثلاث ساعات لاستعادة ممتلكاتهم.
تشير تقديرات الأونروا إلى أن أكثر من 33,000 فلسطيني لا يزالون نازحين وغير قادرين على العودة إلى مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم.
المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية
لم يوثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أي حالة وفاة بين 20 و26 أيار/مايو (للاطّلاع على حالات الوفاة بعد هذه الفترة، انظر أدناه). وخلال الفترة نفسها، أصابت القوات الإسرائيلية 15 فلسطينيًا على الأقل، من بينهم طفلان، في شتّى أرجاء الضفة الغربية. وفي إحدى أبرز الأحداث، أطلقت القوات الإسرائيلية النار وأصابت فتًى فلسطيني يبلغ من العمر 13 عامًا خلال عملية اقتحام دامت 12 ساعة في بلدة قباطية بمحافظة جنين في 21 أيار/مايو. وخلال الحادثة، احتجزت القوات الإسرائيلية 20 رجلًا داخل منزل فلسطيني واستخدمته كمركز استجواب وجرفت شارعًا بطول كيلومتر واحد في البلدة. ونتيجة لذلك، انقطعت المياه والكهرباء عن الجزء الشرقي من البلدة بأكمله ولم يكن بالإمكان إعادتها إلا بعد إجراء الإصلاحات بعد انتهاء العملية. كما أطلقت القوات الإسرائيلية النار على فلسطيني وأصابته بجروح واعتقلته في 25 أيار/مايو بعد أن حاصرت منزلاً خلال اقتحامها للبلدة القديمة في نابلس. وألقى فلسطينيون الحجارة على القوات الإسرائيلية التي أطلقت الذخيرة الحيّة وقنابل الغاز المسيل للدموع، حيث أُصيبَ فتى يبلغ من العمر 16 عامًا بالرصاص، وتلقّى 10 آخرون العلاج بعد استنشاق الغاز المسيل للدموع.
بين 20 و26 أيار/مايو، وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية هدم 31 منشأة يملكها الفلسطينيون بحجة افتقارها إلى رخص البناء التي تصدرها إسرائيل ويُعدّ حصول الفلسطينيين عليها أمرًا من ضرب المستحيل. وقد هُدمت 28 من هذه المنشآت في المنطقة (ج) وثلاثة في القدس الشرقية، مما أدى إلى تهجير 12 شخصًا وإلحاق الضرر بـ80 آخرين. أما عملية الهدم الوحيدة التي أدت إلى التهجير في المنطقة (ج) فقد وقعت في 26 أيار/مايو في قرية خلة اللوزة في محافظة بيت لحم، حيث هدمت السلطات الإسرائيلية ستة منشآت وأسفرت عن تهجير أسرة تضم تسعة أفراد، من بينهم ستة أطفال. وفي 20 أيار/مايو، في قرية ظهرة الندى بمحافظة بيت لحم، اقتلعت السلطات الإسرائيلية 30 شجرة وهدمت تسعة منشآت، بما فيها ملعب للأطفال، في متنزه وقاعة خارجية لإقامة الأعراس. وقد شُيدت هذه المنشأة في العام 2021 وكانت مصدر الدخل الرئيسي للأسرة. وفي 22 أيار/مايو، هدمت السلطات الإسرائيلية خمسة منشآت، بما فيها حظائر للحيوانات، في قرية مرج نعجة بمحافظة أريحا، مما ألحق الضرر بأربع أسر تضم 26 فردًا، من بينهم 17 طفلًا. وفي الإجمال، فضلًا عن منزلين وثلاثة منشآت سكنية غير مأهولة وجدار استنادي، كانت 81 بالمائة من المنشآت التي هُدمت (25 من أصل 31) عبارة عن منشآت زراعية وأخرى يستخدمها أصحابها في تأمين سبل عيشهم وأخرى مستخدمة للمياه والصرف الصحي. ومنذ مطلع العام 2025، شكّلت المنشآت التي هُدمت بحجة افتقارها إلى رخص البناء التي تصدرها إسرائيل 65 بالمائة (469 من أصل 727) من المنشآت الزراعية أو المنشآت التي يستخدمها أصحابها في تأمين سبل عيشهم أو منشآت المياه والصرف الصحي.
كانت إحدى المنشآت الثلاث التي هُدمت في القدس الشرقية عبارة عن امتداد لغرفة نوم لمنزل في سلوان أُجبرت الأسرة على هدمه بعد تلقيها أوامر الهدم. وهدمت بلدية القدس، بمرافقة القوات الإسرائيلية، المنشأتين الأخرتين (حظيرة للحيوانات وإسطبل) في 20 أيار/مايو في مخيم شعفاط، الذي يقع داخل الحدود البلدية التي حددتها إسرائيل للقدس، ولكن على جانب الضفة الغربية من الجدار. وأفادت التقارير بأن القوات الإسرائيلية أطلقت الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط أثناء انسحابها من المنطقة وأصابت رجلًا فلسطينيًا بجروح. وبين يومي 1 كانون الثاني/يناير و28 أيار/مايو 2025، هُدمت 50 منشأة من أصل 81 منشأة (62 بالمائة) بحجة افتقارها إلى رخص البناء في القدس الشرقية على يد أصحابها، بعدما تلقّى أصحابها أوامر بهدمها من السلطات الإسرائيلية.
في ساعات الصباح الباكر من يوم 22 أيار/مايو، فجّرت القوات الإسرائيلية منزلًا يتألف من طابقين في المنطقة (ب) في قرية باقة الحطب بمحافظة قلقيلية. وكان المنزل يعود لأسرة رجل فلسطيني اتُهم بقتل حارس أمن إسرائيلي بالقرب من مستوطنة كدوميم باستخدام مطرقة في 18 آب/أغسطس 2024، ولا يزال مكان وجود منفذ الهجوم المشتبه به مجهولًا. ونتيجةً لشدة الانفجار، لحقت أضرار جسيمة بمنزل مجاور وأصبح غير صالح للسكن، كما دُمِّرت حظيرتان للحيوانات ولحقت الأضرار بعشرة منازل على الأقل، بما فيها أبوابها ونوافذها. وفي الإجمال، نزحت أسرتان تضمان تسعة أفراد، من بينهم ثلاث نساء وطفلان. وحتى الآن في العام 2025، هُدم 17 منشأة في مختلف أنحاء الضفة الغربية على أساس عقابي، بما فيها 16 منها في المنطقتين (أ) و(ب) وواحد في المنطقة (ج)، مما أسفر عن تهجير 20 أسرة تضم 79 فردًا، من بينهم 27 طفلًا. وهذا يمثل تهجير ما معدله 16 شخصًا في الشهر نتيجة لعمليات الهدم العقابية، وهو أعلى معدل شهري منذ أن شرع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في توثيق عمليات الهدم في العام 2009.
المستجدّات في شمال الضفة الغربية
في 27 و28 أيار/مايو، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على فلسطينيين اثنين وقتلتهما في عمليات نفذتها في شمال الضفة الغربية. وفي 27 أيار/مايو، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على فلسطيني وقتلته وأصابت ثمانية آخرين خلال اقتحامها لمدينة نابلس، حيث ألقى الفلسطينيون الحجارة وأحرقوا الإطارات بينما أطلقت القوات الإسرائيلية الذخيرة الحيّة. ووفقًا للمصادر المحلية، تعرّض الرجل لإطلاق النار وهو خارج متجره ولم يكن متورطًا في المواجهات. ووقعت هذه الحادثة في سياق اقتحامات متزامنة نفذتها القوات الإسرائيلية لمحلات الصرافة ومحال الذهب في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، بما فيها نابلس وجنين وطوباس وقلقيلية. وفي مدينة قلقيلية، اقتحمت القوات الإسرائيلية مبنى البلدية وبقيت فيه أثناء عملية الاقتحام. وفي 28 أيار/مايو، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على رجل فلسطيني وقتلته خلال اقتحام قرية جيت في محافظة قلقيلية. ووفقًا لأسرته، داهمت القوات الإسرائيلية منزلهم وأطلقت النار على الرجل بينما كان نائمًا ومنعت أسرته من نقله إلى المستشفى، وتركت الشاب ينزف حتى الموت.
لا تزال عمليات الهدم في مخيمات اللاجئين في محافظة طولكرم مستمرة. ففي مخيم طولكرم، أبلغت القوات الإسرائيلية مكتب التنسيق والارتباط الفلسطيني في المنطقة بأن سكان 20 مبنى أي نحو 50 أسرة في مخيم طولكرم يمكنهم استعادة ممتلكاتهم قبل تنفيذ عمليات الهدم المخطط لها، وذلك في غضون ثلاث ساعات. وهذه المباني هي من بين 58 منزلاً كان من المقرر هدمها في 1 أيار/مايو. وخصصت القوات الإسرائيلية طريقًا محددًا لوصول السكان إلى المخيم. وعندما حاول السكان الوصول إلى المخيم في 25 أيار/مايو، أطلقت القوات الإسرائيلية الذخيرة الحيّة وقنابل الغاز المسيل للدموع عليهم وعلى طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والصحفيين. كما أفادت التقارير أنه تم تفتيش الطواقم الطبية التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني خلال عملية الإخلاء. وحتى وقت كتابة هذا التقرير، لم يتم الإبلاغ عن أي عمليات هدم. وفي مخيم نور شمس، حيث كان من المقرر هدم 48 مبنى، قدّر مكتب محافظ طولكرم أنه تم هدم نحو 50 وحدة سكنية منذ 1 أيار/مايو.
أشارت تقديرات الأونروا إلى أن أكثر من 1,000 أسرة قد عادت إلى منازلها في المناطق المحيطة بمخيم جنين والتي كانت القوات الإسرائيلية قد وسعت نطاق عملياتها فيها. وقد عادت هذه الأسر إلى هذه المناطق بشكل تدريجي على مدار شهرين. وأفادت التقارير بأن نحو 670 أسرة من الحي الشرقي لمخيم جنين قد نزحت مرة أخرى، حيث تتابع الأونروا مع الأسر المعنية لمتابعة تحركاتها ومواقعها الحالية وتقييم احتياجاتها. وفي أواخر شهر آذار/مارس 2025، أطلقت الأونروا مسح التسجيل الذاتي القائم على الرسائل النصية الهاتفية بهدف تنظيم وتبسيط عملية تتبع تحركات السكان، مما سمح للأسر اللاجئة المسجلة بالإبلاغ عن التفاصيل الأسرية ومواقع النزوح والاحتياجات الأساسية، والتي تم التحقق منها من خلال إجراءات التحقق التي تتبع العائدين أيضًا، خاصة إلى المناطق المحيطة بمخيمات اللاجئين. وحتى الأسبوع الثالث من شهر أيار/مايو 2025، أشارت تقديرات الأونروا إلى أن أكثر من 7,000 أسرة تضم أكثر من 33,000 فلسطيني لا يزالون مهجرين من مخيمات جنين (أكثر من 10,700 شخص) ونور شمس (أكثر من 10,500 شخص) وطولكرم (أكثر من 12,200 شخص). وفي الوقت نفسه، لا تزال التقارير تفيد باستمرار الأحداث التي تؤدي إلى نزوح السكان من المنطقة. فعلى سبيل المثال، ووفقًا للمصادر المحلية، أُجبرت أسرتان تضمان أربعة أفراد مسنين على مغادرة منازلهم في حي الغبز بالقرب من مخيم جنين للاجئين في 25 أيار/مايو، وهم يقيمون حاليًا في مساكن قاموا باستئجارها.
في 22 أيار/مايو، أنهت القوات الإسرائيلية عملية استمرت تسعة أيام في بلدتي بروقين وكفر الديك في محافظة سلفيت. وحتى وقت كتابة هذا التقرير، كان وصول المساعدات الإنسانية لا يزال مقيدًا بسبب القيود المستمرة التي تفرضها القوات الإسرائيلية على التنقل واستمرار وجود المستوطنين الإسرائيليين في البلدتين ومحيطهما. وكان لهذه العملية تأثير أوسع نطاقًا على التنقل في مختلف أنحاء محافظة سلفيت، التي يبلغ عدد سكانها نحو 89,900 نسمة ( بحسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للعام 2025)، ولا سيما على مدينة سلفيت، التي تُعَدّ مركز الخدمات الرئيسي للتجمعات السكانية المحيطة بها. وقد أغلقت القوات الإسرائيلية بوابتيْ المدخل الشمالي لمدينة سلفيت بالقرب من مستوطنة أرئيل وبوابة الطريق عند المدخل الشرقي، والتي تُعدّ أيضًا نقطة الوصول الرئيسية لقريتيْ ياسوف وإسكاكا، في 14 أيار/مايو وذلك في أعقاب مقتل امرأة إسرائيلية حامل في هجوم بإطلاق النار نفذه فلسطيني بالقرب من بلدة بروقين. وفي حين كانت بوابة الطريق عند المدخل الشمالي لا تزال مغلقة لليوم الخامس عشر على التوالي، أعادت القوات الإسرائيلية في 21 أيار/مايو فتح بوابة الطريق عند المدخل الشرقي بشكل مؤقت لمدة ثلاث ساعات يوميًا: من الساعة 7:00 إلى 9:00 ومن الساعة 16:00 إلى الساعة 17:00. وهكذا، أُجبر الفلسطينيون في المنطقة على الاعتماد على طرق بديلة، ولا سيما طريق اللُّبَّن الشرقية في سلفيت، وهو طريق ضيق ومتعرج وغير مصان بشكل جيد، للوصول إلى الخدمات الأساسية. وقد أدت هذه القيود إلى سلوك طرق التفافية طويلة، وزيادة تكاليف التنقل، وإحداث اضطرابات كبيرة في الحياة اليومية، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم وسبل العيش.
نتيجة لهذه القيود، لا يزال الوصول إلى المستشفى الوحيد في سلفيت، الذي يقع في مدينة سلفيت ويخدم المحافظة بأكملها، يواجه عوائق كبيرة يواجهها سكان بروقين وكفر الديك والبلدات والقرى المجاورة الأخرى. كما تأخرت الخدمات الطبية الطارئة، وتعطلت أنظمة التبريد اللازمة لتخزين اللقاحات. وأدى عدم قدرة الفرق الطبية على الوصول إلى العيادات إلى تعطيل إمكانية تقديم الرعاية الروتينية والعاجلة، مما أجبر العديد من السكان على الاعتماد على العيادات الصغيرة ذات الخدمات المحدودة أو سلوك طرق التفافية طويلة ومكلفة للوصول إلى مدينة سلفيت.
وخلال نفس الفترة، كان هناك تعطيلات مستمرة في تقديم الخدمات الأساسية داخل بلدتيْ بروقين وكفر الديك. وخلال العملية التي نفذتها القوات الإسرائيلية في الفترة ما بين 14 و22 أيار/مايو، تم تعليق أعمال جمع النفايات، وفي 22 أيار/مايو، صادرت القوات الإسرائيلية شاحنة نفايات تابعة للبلدية، مما أدى إلى وقف عمليات إزالة النفايات وتراكمها في أنحاء البلدتين. كما اقتحمت القوات الإسرائيلية ست مدارس، خمس منها في كفر الديك وواحدة في بروقين، وألحقت أضرارًا بأثاث الفصول الدراسية ومختبرات الحاسوب وألواح الطاقة الشمسية والأبواب. وتم تحويل التعليم إلى التعليم عن بُعد خلال هذه الفترة لحوالي 3,000 طالب وطالبة قبل أن يتم استئناف التعليم الجزئي والوجاهي في 26 أيار/مايو. ولا تزال المدارس الواقعة في المنطقة الشمالية من بروقين، بالقرب من خيام المستوطنين التي نُصبت حديثًا والبيوت المتنقلة (انظر أدناه)، مغلقة بسبب المخاوف الأمنية المستمرة.
وكان للعملية تأثير خطير على مصادر دخل السكان. فقد مُنع العشرات من المزارعين وأصحاب الماشية من الوصول إلى أراضيهم، ما أدى إلى خسارة المحاصيل وصعوبة الاعتناء بحيواناتهم. وحالت القيود المفروضة على الوصول إلى المزارع دون تمكن المزارعين من توفير العلف للحيوانات وري المحاصيل. وفي مزارع الدواجن، لم يتمكنوا أيضًا من التحكم في أنظمة التهوية، مما تسبب في خسائر إضافية. وامتد الضرر إلى المشاتل والورش الصغيرة، مما أثر على مصادر دخل مئات السكان. ووفقًا للبلديتين، يُقدّر عدد المتضررين من هذه الاضطرابات بـ 4,800 شخص. وقد أشار تقييم أولي أجرته وزارة الزراعة في 26 أيار/مايو إلى أن خسائر كبيرة في الزراعة والثروة الحيوانية قد تكبدت بسبب الهجمات المتعددة التي شنّها المستوطنون الإسرائيليون، تحت حماية القوات الإسرائيلية، بين يومي 15 و24 أيار/مايو. ففي كفر الديك، أشارت التقارير إلى أن المستوطنين الإسرائيليين اقتلعوا نحو 200 شجرة زيتون معمرة وأتلفوا نصف دونم مزروع بمحصولي الملوخية والخيار، وفقًا لتقييم وزارة الزراعة. ووفقًا لتقييم وزارة الزراعة، لم يتمكن المزارعون خلال العملية من إطعام مواشيهم ورعايتها أو إدارة أنظمة التهوية الخاصة بها، مما أدى إلى فقدان 33 رأسًا من الأغنام و1,000 رأس من الدواجن في كفر الديك، و39 رأسًا من الأغنام والماعز وعجلين و1,600 رأس من الدواجن في بروقين.
تصاعد هجمات المستوطنين الإسرائيليين
بين يوميْ 20 و26 أيار/مايو 2025، وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ما لا يقلّ عن 25 هجومًا شنّه المستوطنون وأسفر عن سقوط ضحايا أو إلحاق أضرار بالممتلكات أو كلا الأمرين معًا. وقد أسفرت هذه الهجمات عن إصابة 35 فلسطينيًا، 32 منهم على يد المستوطنين وثلاثة على يد أفراد القوات الإسرائيلية الذين شاركوا في هذه الأحداث. وأدى عنف المستوطنين خلال هذه الفترة إلى تهجير جميع سكان تجمع مغاير الدير البدوي الفلسطيني في محافظة رام الله على نطاق واسع (انظر أدناه). وأفادت التقارير بوقوع 25 من أصل 32 إصابة، 12 منها في مغاير الدير و13 في بلدة بروقين بمحافظة سلفيت. وشهد كلا الموقعين هجمات عنيفة من المستوطنين أسفرت عن أضرار جسيمة في الممتلكات. وأشارت التقارير إلى وقوع المزيد من الإصابات في قرية بيتللو في محافظة رام الله، حيث أُصيبَ ستة فلسطينيين بجروح، ثلاثة منهم بالذخيرة الحيّة التي أطلقها حارس مستوطنة وثلاثة بسبب اعتداءات جسدية خلال اقتحام المستوطنين الإسرائيليين.
خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، وقعت خمس أحداث مرتبطة بالمستوطنين أسفرت عن إلحاق أضرار جسيمة بالمنازل والأراضي الزراعية والبنية التحتية الحيوية. وأفادت التقارير بوقوع هذه الأحداث في مغاير الدير في محافظة رام الله، وبروقين وكفر الديك في محافظة سلفيت، وفي تجمعات مسافر يطا في محافظة الخليل ومحيطها. وقد وقعت هذه الأحداث في سياق إقامة أو توسيع البؤر الاستيطانية الإسرائيلية على مقربة من التجمعات السكانية الفلسطينية، حيث استولى المستوطنون على أراضٍ أو مبانٍ وأقاموا بيوتًا متنقلة ونفذوا اقتحامات متكررة انطوت على تهديدات واعتداءات جسدية وتدمير أو سرقة لممتلكات الفلسطينيين.
في 20 أيار/مايو اقتحم مستوطنون مسلّحون من البؤرة الاستيطانية التي أُقيمت حديثًا بالقرب من تجمع خربة الفخيت في مسافر يطا بمحافظة الخليل، ساحة مدرسة، وسرقوا ستّ كاميرات مراقبة من على سطحها، وألحقوا الأضرار بنافورة الشرب وأنابيب الري. ثم اقتحم المستوطنون منزل فلسطيني قريب، واعتدوا جسديًا على رجل وزوجته وأصابوهما بجروح، وسرقوا هاتف الرجل المحمول وسكبوا مادة مجهولة في خزان وقود مركبته.
في 22 أيار/مايو، بدأت جميع الأسر الـ21 المسجلة كلاجئين، والتي تضم 116 فردًا، من بينهم 52 طفلًا و33 امرأة، بتفكيك منازلهم في تجمع مغاير الدير البدوي الفلسطيني في شرق محافظة رام الله والبيرة، للانتقال إلى مناطق أكثر أمنًا. وقد جاء هذا الحدث في أعقاب إنشاء بؤرة استيطانية إسرائيلية جديدة على بعد أقل من 100 متر من التجمع في 18 أيار/مايو، عندما استولى المستوطنون على مبنى غير مستخدم كان تابعًا للتجمع في ضواحيه، وبعد ذلك بأيام، اقتحموا التجمع مرارًا وتكرارًا وهددوا السكان والنشطاء الإسرائيليين الذين كانوا يسعون إلى توفير الحماية لهم وروعوهم. وكانت هذه رابع بؤرة استيطانية تقام حول التجمع. وفي إحدى الأحداث، والتي تم تصويرها بالفيديو، أشعل المستوطنون الإسرائيليون الحرائق حول التجمع، وألقوا الحجارة على المنازل وسرقوا ممتلكات شخصية. وفي 24 أيار/مايو، وبينما كانت الأسر في المراحل الأخيرة من تفكيك منازلها، اعتدى المستوطنون جسديًا على 12 فلسطينيًا، من بينهم طفل يبلغ من العمر 13 عامًا، وناشطين إسرائيليين مستخدمين الحجارة والهراوات وأصابوهم بجروح. وأفادت التقارير بأن مستوطنين مسلّحين لاحقوا السكان باستخدام طائرات مسيّرة، وتدخلت القوات الإسرائيلية بطرد الفلسطينيين من المنطقة التي باتت خالية من سكانها وأغلقت المنطقة فعليًا.
بين يومي 22 و25 أيار/مايو، شنّ المستوطنون الإسرائيليون عدة هجمات في قريتيْ بروقين وكفر الديك في محافظة سلفيت ومحيطهما، مما أسفر عن وقوع إصابات وإلحاق أضرار بالممتلكات. وفي 22 أيار/مايو، شنّ ما يقرب من 150 مستوطنًا ملثمًا هجومًا واسع النطاق على الجزء الشمالي من بروقين عقب انسحاب القوات الإسرائيلية بعد عملية دامت تسعة أيام (انظر أعلاه). وألقى المستوطنون الحجارة والزجاجات الحارقة وأضرموا النار في المنازل والمركبات والأراضي الزراعية. وتعرّضت عشر مركبات للتخريب، بما فيها مركبتان احترقتا بالكامل، وألحقت الحرائق أضرارًا بواجهات ثلاثة منازل وساحاتها. وأُصيب سبعة فلسطينيين بجروح أثناء محاولتهم إطفاء النيران، وتضررت 10 أسر تضم نحو 50 فردًا بشكل مباشر من الأضرار التي لحقت بالممتلكات. وفي اليوم التالي، في 23 أيار/مايو، جرف مستوطنون برفقة القوات الإسرائيلية نحو 6,000 متر مربع من الأراضي المملوكة ملكية خاصة في بلدة كفر الديك القريبة بهدف فتح طريق جديد يربط بين مستوطنتي بروخين وعالية زهاف. وفي 25 أيار/مايو، هاجم نحو 30 مستوطنًا منازل في منطقة الخلايل في بلدة بروقين وألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة، مما أدى إلى إصابة أربعة فلسطينيين بجروح. وبعد حوالي نصف ساعة، وصلت القوات الإسرائيلية وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، مما تسبب في إصابة العديد منهم باستنشاق الغاز المسيل للدموع دون تلقي العلاج الطبي. ومنذ ذلك الحين، أفادت التقارير بأن المستوطنين قاموا بتجريف 200 دونم من الأراضي المحيطة ببلدة بروقين وواصلوا مضايقة السكان وتجريف مناطق إضافية ونصبوا المقطورات السكنية بالقرب من منازل الفلسطينيين، مما أثار القلق من أنهم يعتزمون إقامة بؤرة استيطانية في المنطقة.
كما أسفرت أعمال العنف التي نفذها المستوطنون بين يوميْ 20 و26 أيار/مايو عن إلحاق أضرار واسعة النطاق بممتلكات الفلسطينيين في عدة محافظات، بما فيها: إحراق وتخريب مسجد في بلدة عقربا بمحافظة نابلس، وتدمير عشرة منشآت سكنية وزراعية في كيسان والمنية، وكلاهما في محافظة بيت لحم، وتخريب أنابيب المياه في رأس عين العوجا بمحافظة أريحا والمعرجات الشرقية في محافظة رام الله. وفي تلال جنوب الخليل، اقتحم المستوطنون حظائر للماشية في الركيز وخربة الفخيت، وسرقوا ما لا يقل عن 31 رأسًا من الأغنام واعتدوا على السكان. وفي قرية ظهر العبد في محافظة جنين، ووفقًا للمزارعين المتضررين والمجلس المحلي، أتلف المستوطنون الإسرائيليون أكثر من 26,000 شتلة تبغ وأشجار زيتون وأشجار مثمرة على مساحة تزيد عن 24 دونمًا من الأراضي. وأُبلغ عن إلحاق أضرار إضافية بالأراضي المزروعة والبنية التحتية الزراعية في عدة قرى في محافظات رام الله ونابلس وسلفيت.
في 26 أيار/مايو 2025، سار الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين وغيرهم من الإسرائيليين، بمن فيهم وزراء ومسؤولون حكوميون كبار آخرون، في مسيرة عبر القدس الشرقية في إطار «مسيرة الأعلام» السنوية، التي يحيون فيها ذكرى الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية في عام 1967، والتي أطلقوا عليها اسم «إعادة التوحيد.» وانتشرت القوات الإسرائيلية بأعداد كبيرة في جميع أنحاء المدينة، حيث نصبت الحواجز المعدنية وفرضت قيودًا على وصول الفلسطينيين إلى البلدة القديمة في القدس والأحياء المحيطة بها. وتخلل المسيرة العديد من أعمال الترهيب وتقييد الوصول التي استهدفت السكان الفلسطينيين، وأفادت التقارير بأن المشاركين رددوا هتافات عنصرية ضد الفلسطينيين. وفي البلدة القديمة، اعتدى المشاركون الإسرائيليون على الفلسطينيين ورشوا رذاذ الفلفل عليهم، مما أدى إلى إصابة اثنين على الأقل، أحدهما رجل مسن. وألقى بعضهم الحجارة على منزل فلسطيني، وحاولوا إضرام النار فيه بينما كان السكان بداخله، كما رشوا رذاذ الفلفل على أفراد الأسرة. كما أعاق المشاركون أيضًا الوصول إلى الطرق باستخدام حاويات القمامة، وخربوا أقفال المحلات التجارية واعتدوا على الفلسطينيين، بمن فيهم النساء وكبار السن، مما أجبر العديد من المحلات التجارية على الإغلاق طيلة اليوم. وفي إحدى الحالات، أفادت التقارير بأن القوات الإسرائيلية أعاقت وصول الطواقم الطبية إلى المنطقة. ووقعت أحداث مماثلة في أحياء الشيخ جراح والصوانة وسلوان في القدس الشرقية.
تعكس هذه الأحداث تصعيدًا أوسع نطاقًا في العنف المرتبط بالمستوطنين في شتّى أرجاء الضفة الغربية. فمنذ مطلع العام 2025، وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 591 حادثة نفّذها المستوطنون وأسفرت عن سقوط ضحايا أو إلحاق أضرار بالممتلكات بمعدل أربع أحداث في اليوم، وهو ما يمثل أعلى معدل سُجل في العام 2024. وقد تصاعدت حدة هذه الهجمات، حيث أُصيبَ ما مجموعه 223 فلسطينيًا على يد المستوطنين الإسرائيليين منذ شهر كانون الثاني/يناير، وهو ما يمثل متوسطًا شهريًا يبلغ 44 إصابة، وهو أعلى معدل شهري يُسجَّل منذ أن بدأ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في توثيق الإصابات في الضفة الغربية في العام 2005.
وللاطّلاع على الأرقام الرئيسية والمزيد من التفاصيل عن الضحايا والتهجير وعنف المستوطنين بين شهري كانون الثاني/يناير 2005 وآذار/مارس 2025، يُرجى الرجوع إلى نشرة «لقطات» الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الضفة الغربية في شهر آذار/مارس 2025.
التمويل
حتى 26 أيار/مايو 2025، صرفت الدول الأعضاء نحو 637 مليون دولار من التمويل المطلوب وقدره 4 مليار دولار (16 في المائة) لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 3.3 مليون نسمة جرى تحديدهم على أنهم في حاجة إلى المساعدات في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وذلك حسب النداء العاجل للأرض الفلسطينية المحتلّة لسنة 2025. ويخصَّص نحو 88 في المائة من هذه الأموال المطلوبة للاستجابة الإنسانية في غزة، وما يزيد عن 12 في المائة بقليل للضفة الغربية. وفي شهر نيسان/أبريل 2025، أدار الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة 128 مشروعًا جاريًا بمبلغ إجمالي قدره 74.3 مليون دولار للوفاء بالاحتياجات الماسة في قطاع غزة (88 في المائة) والضفة الغربية (12 في المائة). ومن بين هذه المشاريع، تعمل المنظمات غير الحكومية الدولية على تنفيذ 64 مشروعًا والمنظمات غير الحكومية الوطنية 49 مشروعًا ووكالات الأمم المتحدة 15 مشروعًا. ومما تجدر الإشارة إليه أن 47 مشروعًا من أصل مجموع المشاريع الـ 79 التي تنفذها المنظمات غير الحكومية الدولية والأمم المتحدة نُفذت بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية الوطنية. وللمزيد من المعلومات، يُرجى الاطّلاع على صفحة خدمات المتابعة المالية على موقع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وصفحة الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلّة.
النسخة الإلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com