كاتب إسرائيليٌّ: بالجولة الثانية والتي ستبدأها تل ابيب سيكون الهجوم الإيرانيّ أكثر تدميراً وسيؤدي لسحق الكيان

القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ يبدو أنّ الصولات والجولات الإسرائيليّة الإيرانيّة ستستمِّر لأنّ الكيان لم يُحقِّق الأهداف التي ضعها لنفسه ومنها على سبيل الذكر لا الحصر التدمير الكامل للبرنامج النوويّ الإيرانيّ وتدمير الصناعات العسكريّة، التي تُنتِج الصواريخ الباليستيّة، علاوة على إسقاط النظام الحاكم في الجمهوريّة الإسلاميّة.
وفي هذا السياق، قال الكاتب والباحث الإسرائيليّ ألون مزراحي، (52 عامًا)، وهو الذي كان يمينيًا وتركه وانضمّ لليسار الإسرائيليّ وانسحب منه، وبات اليوم يُعرِّف نفسه بأنّه ليس صهيونيًا، قال في معرض تناوله للحرب بين إيران وإسرائيل، إنّ “هذه هي عبقرية ردّ إيران، ولهذا السبب اضطرت للردّ على الأمريكيين. لقد زجّوا ترامب في جدلٍ سياسيٍّ في الولايات المتحدة، بفضل كلّ الحمقى الذين روّج لهم، ولوبي إسرائيل”، طبقًا لأقواله.
وتابع قائلاً في فيديو تمّ نشره على مواقع التواصل الاجتماعيّ: “تستطيع إيران قصف إسرائيل من على بُعد آلاف الكيلومترات دون أنْ تقتل طفلًا واحدًا. أمّا إسرائيل فلا تستطيع مهاجمة هدفٍ فلسطينيٍّ من مسافة صفر دون أنْ تقتل عشرات الأطفال يوميًا”، على حدّ تعبيره.
وأردف الكاتب الإسرائيليّ: “أنا أؤمن بأنّه في الجولة الثانية من هذه الحرب والتي ستبدأها إسرائيل، سيكون الهجوم الإيرانيّ أكثر تدميرًا ممّا حصل في المنازلة بين الدولتيْن في شهر حزيران (يونيو) الفائت”. لافتًا إلى أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران ستستهدف في ردّها البنية التحتيّة في دولة الاحتلال، مثل شبكة الكهرباء وخطوط الاتصالات والإنترنيت ووسائل الإعلام العبريّة، مُستذكرًا أنّ إسرائيل قصفت في الجولة الأولى مقّر التلفزيون الإيرانيّ في العاصمة طهران، طبقًا لأقواله.
وشدّدّ في سياق حديثه على أنّ الهجوم الإيرانيّ يشمل بطبيعة الحال القيادة العسكريّة ومراكز القيادة وخطوط اتصالات الجيش، إذْ أنّها جميعا ستكون أهدافًا لإيران، على حدّ تعبيره.
علاوة على ذلك، لم يستبعِد المحلل الإسرائيليّ، وهو من أصولٍ شرقيّةٍ، أنْ تقوم إيران باستهداف بعض المستشفيات الإسرائيليّة، وذلك لأنّ مراكز إستراتيجيّة ملتصقة بها. يُشار في هذا السياق إلى أنّ مُحلِّل الشؤون العسكريّة في القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ، ألون بن دافيد، كان قد كشف النقاب عن أنّ مقّر القيادة الجنوبيّة لجيش الاحتلال، يتواجد بالقرب من مستشفى (سوروكا) في بئر السبع، والذي أصيب بأضرارٍ بالغةٍ في الهجوم الإيرانيّ في شهر حزيران (يونيو) الفائت.
لذا، أضاف المحلل مزراحي، فإنّ الجولة الثانية من الحرب الإيرانيّة والكيان ستكون أكثر تدميرًا لإسرائيل، مُضيفًا في الوقت عينه أنّه في الجولة القادمة ستُحقِّق إيران دمارًا شاملاً في إسرائيل بحيث تتوقّف الدولة العبريّة عن العمل، أيْ تُصاب بحالةٍ من الشلل، كما قال.
وأوضح المحلل أنّ الأمور ستصل إلى شلّ الدولة العبريّة وتعرّض وحدات وجنود الجيش الإسرائيليّ لأضرارٍ جسيمةٍ، لأنّ الإيرانيين سيستخدمون الصواريخ الضخمة والثقيلة، وهذه الصواريخ تختلِف جدًا عن الصواريخ التي تعرّضنا لها بالجولة الماضية، على حدّ تعبيره.
كما شدّدّ على أنّ معظم الإسرائيليين سيعيشون في الظلام وستُدمّر معظم الأحياء، ولن يتكّمن الإسرائيليون من الوصول إلى الإنترنيت، وبطبيعة الحال وسائل التواصل الاجتماعيّ على مختلف مشاربها، كما قال.
وأشار إلى أنّ عددًا من وسائل الإعلام الإسرائيليّة ستختفي عن الوجود لأنّها أصلاً لم تُعّد لسيناريو من هذا القبيل، وعمليًا إسرائيل ستتوقّف عن كونها دولةً، على حدّ تعبيره.
ومضى قائلاً إنّه “عند وصول إيران إلى هذه الحالة فإنّها ستتوقّف عن الهجوم، لأنّ حملتها العسكريّة لا تهدف لقتل أعدادٍ كبيرةٍ من المدنيين الإسرائيليين، ليس هذا هدفهم، لديهم الأهداف العسكريّة والاقتصاديّة، إنّهم يُريدون تعطيل الدولة الإسرائيليّة وشلّها وحتى تدميرها”، طبقًا لأقواله.
وأوضح أنّ هدف الإيرانيين الرئيسيّ لا يكمن في إحراق الإسرائيليين أوْ ارتكاب إبادةً جماعيّةً، فهذا ليس هدفهم ولا دافعهم، على حدّ تعبيره.
يُشار إلى أنّ صحيفة (إسرائيل اليوم) كان قد أجرت معه لقاءً في العام 2020 بمناسبة صدور كتابه الجديد، حيثُ قال في معرض ردّه على سؤال الصحيفة إنّ المشكلة مع الفلسطينيين تبدأ في العام 1948، وليس في العام 1967، لافتًا إلى أنّ المعضلة الرئيسيّة تكمن في الحركة الصهيونيّة نفسها، لأنّها ترفض الاعتراف بما حلّ بالشعب الفلسطينيّ منذ النكبة وحتى اليوم، على حدّ قوله.
جديرٌ بالذكر أنّ الإعلام العبريّ في إسرائيل “يتجاهل” الكاتب مزراحي، بسبب أفكاره وآرائه الخارجة عن السرب، ولذا فإنّه يلجأ لوسائل التواصل الاجتماعيّ لنشر تحليلاته واستشرافاه للمُستقبل، وعلى نحوٍ خاصٍّ السياسيّ.
وكان اللواء (احتياط) الإسرائيليّ تمير هيمان قد أشار قبل يوميْن إلى خمسة سيناريوهاتٍ مستقبليّةٍ، من الأخطر إلى الأخف، بعد مواجهة الـ 12 يومًا مع إيران، واعتبر القائد السابق لشعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) في مقالٍ نشره على موقع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أنّ العملية التي أسمتها إسرائيل (الأسد الصاعد) على الأراضي الإيرانيّة واحدة من أهّم المعارك، مؤكِّدًا أنّ “هناك ما يدعو للرضا، لكن هناك أيضًا حاجة لتحليل المعركة بشكلٍ مهنيٍّ وهادئٍ: هل حققنا الأهداف؟ هل أُزيل التهديد الوجوديّ فعلاً؟ هل تحسّن وضعنا الأمنيّ بشكلٍ جوهريٍّ؟ أمْ أنّنا أمام حدثٍ يُذكّر بجولات الماضي ضدّ حماس، مثال على التفوق التكتيكيّ والفشل الاستراتيجيّ؟”، على حدّ تعبيره.