اكتساح.. نضال احمد جابر جودة 

بدايةً: كْل شيء في الحياة يعتمد على النسب الرقمية، إلا الاحساس والشعور بالرضا فإنهُ يعتمد على السلوك الفردي والمجتمعي معاً.
اتقدم بالتهنئة إلى حركة فتح فوزها في الانتخابات النقابية بنسبة تسع مقاعد مقابل صفر. وهنا! من الضروري أن تدرك حركة فتح أن الوصول للقمة ليس النهاية وإنما البداية. خسرت فتح في السابق وفازت حماس، وذلك لأن فتح جمعت ما بين السلطة والتنظيم، الشيء الذي انقص الناس حقوقها، وأظهر من بين أبناء فتح نفسها ومن أفراد المجتمع ايضاً من يبحث عن التغيير من أجل الشعور بالمواطنة. واليوم حركة فتح تفوز لنفس السبب الذي مارسته حماس بعد فوزها، حتى وأن لم يكن لحماس دور في الحكم في الضفة. فيجب على كلاهما الشعور بالأهلية تجاه أفراد المجتمع المدني، وأن يعمل كل منهما على تعزيز المواطنة، فمن المستحيل وجود وطنية جيدة بدون مواطنة جيدة.
فالوطنية شعور وممارسة، حب وانتماء، احساس عالي بالشعب، والمواطنة سلوك ذو ارتباط عملي يعتمد في جوهرهِ على المرونة. ومن خلال المواطنة وتحقيق ركائزها تتحقق الأهداف المتفق عليها التي تصل للغايات. ووصف الإسلام المواطنة، بأنها الصلة التي تربط بين المسلم الفرد في المجتمع وعناصر الأمة، التي تتمثل بالأفراد والحاكم والإمام.
نعم: لقد فازت فتح، فازت قبيلة الشعب، فازت النواة التي جمعت فيما بين العامل، المزارع، الطبيب، المهندس، الصانع، السيد، السيدة، رجل المنابر الأول، رجال المساجد الاوائل، رجال الكنائس، أستاذ المعهد، طالب والتلميذ، لهذا أطلق عليها (قبيلة الشعب). استقطاب مجتمعي شمولي وتعبئة عفوية جامعة و تنشئة شمولية. إذ انه يُحسب لحركة فتح نضالها من أجل استقلالية القرار الفلسطيني، ويحسب لها ايضاً عدم اعتمادها على الدعم الخارجي المشروط. ولكن للاسف الإنجازات دوماً مرحلية، اي ينتهي الإنجاز بانتهاء الحدث.  فالانجازات عمرها قصير لأنها عبارة عن اشياء تراكمية فإن لكل مرحلة احتياجاتها واولوياتها. لهذا التاريخ لا يصنع مجداً، والحكايا السردية لا تبني مجتمعات. فالانجاز شيء وليد مجدهُ يتجدد بالأبداع الفكري. لهذا ما هو الجديد الذي سوف تقدمهُ حركة فتح لجماهيرها، فاستبدال شخص مكان شخص لا يغير من الواقع شيئاً، وكذلك إقصاء نظام واستحضار نظام جديد لا يغير من الواقع شيئاً. جوهر النجاح في الأهداف القابلة للتنفيذ، تحقيق الإنجاز والفوز الدائم جوهره في استدامة النجاح ومواكبة حركة التغيير الحياتية، فالحياة عبارة عن شيء متحرك منذ الأزل. لهذا الشعوب دوماً هي جوهر التغيير، ولكن للأسف الجميع بلا استثناء اختار أن يكون في صفوف المشجعين، أو الناقدين، أو المصفقين، أو المبررين. الجميع بلا استثناء متهم أمام نفسه، الجميع بلا استثناء ساهم في صناعة إمبراطورية استهلاكية تنتمي لمجد من الماضي، مع تقديم سردي رائع لرجال من ذاك الزمن الأول، الجميع اختار أن يُنهي دورهُ الوظيفي في المجتمع، اما أن يكون ناقد أو حكواتي أو متوافق أو منفعي أو منافق أو وسطي أو معارض. الظروف البائسة اليائسة التي يمر بها قطاع غزة المكلوم، هذه الظروف ساعدت في فوز حركة فتح في الانتخابات النقابية.  لهذا، ما الذي سوف تقدمهُ حركة فتح لجماهيرها؟ حتى لا يكون الفوز بسبب أخطاء الغير وعبثية الآخرين.
تهانينا لحركة فتح، تهانينا لقبيلة الشعب، الشعب ينتظر منك كل جديد.
باحث عن الأمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com