انثروا القمح على رؤوس الجبال… كي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين.. أبو شريف رباح

أين هي تلك الأمة التي كنت تقودها يا عمر؟ الأمة التي لم تكن ترضى أن يبيت طير جائعا في ربوعها فأي عار هذا حين يجوع ويباد شعب بأكمله في غزة المسلمة وأهلها أهل الرباط في وجود مليار وثلاثمائة مليون مسلم لا يحركون ساكنا.
أين أنتم من الآية الكريمة التي خاطبنا بها الله تعالى: “كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر”، أين المعروف، وأين النهي عن المنكر، وأين النخوة والغيرة على دماء المسلمين وأعراضهم؟ أين الأمة التي كانت تفتح البلاد ليس من أجل الثروات بل لتحمل العدل والرحمة والعون للمستضعفين؟ أين أنتم من أطفال غزة الذين يلفظون أنفاسهم من الجوع والمرض والخوف، أين أنتم من نسائها الثكالى ورجالها المقهورين وطيورها التي ماتت عطشا فوق ركام البيوت.
أيها الناس، غزة اليوم ليست بحاجة إلى شعارات ولا بيانات إدانة، غزة اليوم بحاجة لكسر جدار الصمت، غزة بحاجة اليوم إلى ضمائر حية تنهض من تحت ركام التخاذل لرفع الحصار وإدخال الطعام، غزة اليوم ليست طيرا جائعا على رؤوس الجبال بل شعب يباد في وضح النهار وأمة تكتفي الشجب والاستنكار وكأن الذين يمونون قتلا وجوعا ليسوا مسلمين ،،، فيا أمة المليار إن لم تحرككم دماء الأطفال، فليحرككم قول أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز … كي لا يقال جاع إنسان في بلاد المسلمين.